
حسين دعسة
حروب الإنترنت.. العالم يقيّدنا بالبيانات!
تدهشنى تواتر الأخبار عن النجاح تلو الآخر الذى يتجسد فى المكانة العلمية والاجتماعية والسياسية التى يحققها «معهد تكنولوجيا المعلومات التابع لوزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات فى مصر»؛ ذلك أن العالم يلاحقنا، يحاربنا. يضغط علينا بقوة المعلومات وحرارة البيانات وقوة المعاملات الرقمية وصلابة تعاطى الدول مع المحيط الرقمى العالمى.
عربيًا ودوليًا، أتابع بجدية نتاح خطة «رؤية مصر 2030 » والتى محورها العلمى العملى يقوم على رؤى الرئيس المصرى عبدالفتاح السيسى الذى ينحاز إلى هذا المكون الدولى من القوة القائمة على قيمة البيانات وحرية التعبير الرقمى الداعم لخطط الإصلاح والتنمية فى البلاد والتى تظهر نتائجها بمتابعة من الرئيس السيسى نفسه، برغم ما يثار من زوابع وحروب إلكترونية ونشر موجهة ضد الدولة المصرية وعلاماتها فى التصدى لحروب الكراهية والتجنى والافتراءات التى تتداول دعمها ورعايتها على حدود الشبكة العنكبوتية عديد الدول التى تجاهر فى ألعابها الطفولية من أجل خلق مواجهات وحروب عبر تزييف الحقيقة والمعلومات عن مصر الحضارة والجيش والأمن والقدرة على التغيير والإصلاح.
إن آليات التحول الرقمى التى يدعمها ويعمل على قوتها معهد تكنولوجيا المعلومات التابع لوزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات فى مصر، مؤشرات مهمة على أن مصر تتفوق على كثير من إبداعات العالم التى تريد غالبًا تشويه المنجز.
وبحسب تقارير دولية، فقد عرفنا أن المعهد - بدعم من الرئيس السيسي- بنجح بقوة وحكمة فى مجالات تدريب الشباب وتأهيلهم فى مصر والبلاد العربية والأفريقية ليكونوا مستعدين للمواجهة، وبالتالى دعم قوة القرار المصرى أمنيًا وإبداعيًا فى فروع الرقمية الحديثة، لاسيما وأن المهن التى سيشهدها العالم فى المستقبل ستتغير كثيرًا عما هو الحال عليه الآن، وهى مؤشرات على أن فى مصر قوى تستطيع حمل مشروع النهوض بدور مصر السياسى العالمى والإقليمى، عدا عن حماية الإنسان المصرى من متغيرات وتحولات العالم التى تحتاج أسلحة غير تقليدية.
إن حروب الإنترنت، معالم رعاتها واضحة سواء فى دولة الاحتلال الصهيونى أو الولايات المتحدة أو تركيا وبعض الدول الصديقة (...) تحتاج منا إلى الاهتمام بالابتكارات الرقمية، وعلينا أن نعى أن هناك ملايين الشباب ممن جنحوا إلى ميادين تطوير تطبيقات الإنترنت والبيانات والأمن السيبرانى وفى مختلف المجالات، وهى فرصة لدعم إيمان الإنسان المصرى بقوة بلده والسعى لمواجهة كل بيانات التخريب والكراهية، فأثرها لا يتجاوز حضارة تعود مؤشراتها الأولى إلى 7 آلاف عام، وهويتها مصرية حد النخاع ولا تقبل القسمة أو التراجع.
فاصلة؛؛
أمين معلوف فى الهويات القاتلة!
باتت معارك الإنترنت كاشفة على زيف العدو المختفى وراء الشاشات، وفى الصراع الهوياتى «نجد» أن له أثرًا كبيرًا فى منطقة المشرق العربى، ربما أفضل من كتب عن ذلك أو أكثر من تأثر بذلك هو أمين معلوف فى كتابه عن الهويات القاتلة، ما يجرى هذه الأيام يطرح السؤال مرة أخرى، هل هناك إمكانية للتحول من التشدد والصراع بين الهويات إلى قيم التسامح والديمقراطية والمواطنة؟
هل يمكن أن نخرج من إملاءات الهويات المتخيلة (قبائل وطوائف ومذاهب) نحو الهويات الوطنية الجامعة العابرة لكل ما دونها؟