
حسين دعسة
ضربات أرامكو والانتخابات الإسرائيلية
.. فى الكيان الصهيونى الغاصب لفلسطين جرت لعبة الانتخابات لأعضاء الكنيست الإسرائيلى، ما حدث- حتى اللحظة- وبعد فرز 90 % من الأصوات، حزب «أزرق أبيض» يتفوق على حزب «الليكود» بـ 32 مقعدًا مقابل 31.
وعلى اعتبار أن حزب الزرق البيض يسارى، فإن كتلة اليسار تتفوق على كتلة اليمين مع 56 مقعدًا مقابل 55، مثلما نالت القائمة المشتركة 13 مقعدًا وحزب «يسرائيل بيتنا» فى طريقه ليكون الحزب المرجح سياسيًا الذى سيقرر تشكيلة الحكومة المقبلة، وهو بذلك «بيضة القبان» التى تحدد مصير ما يحدث فى دولة الاحتلال خلال الـ45 يومًا القادمة!.
ليلة التصويت كان رئيس حزب «أزرق أبيض» بينى غانتس، العسكرى الأسبق مع زملائه أعضاء حزبه، مفاجأة السياسة الإسرائيلية: يائير لابيد وموشيه يعالون وغابى أشكنازى فى مقر الحزب، وترددت أصداء الأخبار حول العالم عن هجوم سافر سافل من قوى إيرانية ممولة حركت طائرات الدراون والصواريخ لضرب منشآت نفطية مهمة جدًا فى المملكة العربية السعودية، بينما أراد «غانتس» ليلة الانتخابات فى وسط تل أبيب، حالة من الهدوء النسبى حتى يستطيع وحزبه القضاء على هيمنة الليكود على مسارات السياسة الإسرائيلية.
بكل تأكيد ستظهر نتائج التحقيق فى ضربات أرامكو بالسعودية، طبيعة اليد الصهيونية المتحالفة مع ملالى إيران وحزب الله بينما خاب وغاب «نتنياهو» عن الساحة لينال عقابه ويرضخ للمحاكمات القانونية، ينتظر نتائج الانتخابات بكل أسف فقد نجحت تيارات تميل إلى التغيير- ولو جزئيا- فى كشف ألاعيب نتنياهو وشيطنته يوم الانتخاب، بينما حاول أن يقوض ليلة الانتخاب على أرض أرامكو بمساعدة وكلاء حروب فى المنطقة وهنا يبرز لماذا كبحت القوى الأمنية الإسرائيلية محاولات نتنياهو الحرب على غزة ليلة الانتخابات التى وفرت للقوى الأمنية والعسكرية الصهيونية فرصة منع النتنياهو من الضرب بقصد جر المنطقة إلى الموت والحرب.
..مصير المنطقة مرهون:
أولًا: نتائج مبادرة الأمم المتحدة بإرسالها خبراء إلى السعودية للتحقيق فى الهجمات على أرامكو، فى الوقت الذى بات فيه إجراء تحقيق دولى، من الأهمية بمكان نظرًا لوجود أكثر من شبهة تتعلق بوكلاء إيران وحزب الله والأحزاب والميليشيات المنتشرة بين العراق وسوريا وجنوب لبنان وفى اليمن.
ترقُّب النتائج، يعنى معرفة اللاعب الخطير بما فى الفضاء من أسلحة وقوى رقمية قد تثير من قوى اليمين الصهيونى مستقبل المنطقة.
مهمة الخبراء الأمميين، تستند بشكل خاص إلى القرار الذى صادق على الاتفاق النووى المبرم عام 2015 وإلى القرار الذى فرض حظرًا على الأسلحة فى اليمن،(ينص القرار على إمكان إرسال خبراء من قسم الإدارة السياسية فى الأمم المتحدة عند العثور على مواد ذات صلة بأسلحة مصنعة فى إيران فى بلد ما).
ونجحت الخارجية السعودية «بدعوة خبراء دوليين ومن الأمم المتحدة للوقوف على الحقائق والمشاركة فى التحقيقات» فى شأن الهجمات على أرامكو.
وكتب ظريف على تويتر أن الرئيس الأميركى دونالد ترامب، عبر إعلانه عقوبات جديدة على طهران، «إنما يقر بأن الولايات المتحدة تستهدف عمدًا مدنيين عاديين»، واصفا الإجراءات الأمريكية بأنها «غير قانونية وغير إنسانية».
ثانيا:ليبرمان يدعو لحكومة وحدة وطنية تضمّ الليكود وحزب «أزرق أبيض» والقائمة المشتركة قد توصى بغانتس رئيسًا للوزراء،ما يعقد مسألة تشكيل حكومة جديدة.
ولا تعطى النتائج صورة واضحة حول من سيكلف تشكيل حكومة جديدة، نتنياهو أم غانتس، ما يعزز فرضية القيام بمفاوضات لتشكيل حكومة وحدة وطنية.
النتائج تمثل نكسة لنتنياهو الذى كان يأمل الحصول على غالبية عبر ائتلاف يمينى مماثل لائتلافه الحالى، خاصة وأنه يواجه مشاكل قضائية لاتهامه بالتورط فى أعمال فساد.
وإذا تأكدت النتائج المعلنة حتى الآن، فلن يكون أى من نتنياهو أو غانتس قادرًا على أن يشكل حكومة مع حلفائه من دون اللجوء إلى زعيم حزب إسرائيل بيتنا أفيغدور ليبرمان.
ثالثا: ما شكل صفقة القرن فى ظل نتائج الانتخابات الإسرائيلية ومشاورات وجلسات الأمم المتحدة ونتائج التصعيد الأمريكى ضد إيران لكبح غطرستها وتحالفاتها السرية فى المنطقة، فإن منحنى الأمور يتجه إلى كبح الرئيس الأمريكى ترامب وجعله ينسحب بهدوء من نتائج إدارته ورغباته كوسيط فى حل القضية الفلسطينية.
فاصلة؛؛
طهران تلتف على العقوبات الأمريكية!
ربما هى خطوة تهدف للالتفاف على العقوبات الأمريكية، وما جاء فى إعلان محافظ البنك المركزى الإيرانى عبدالناصر همتى؛ يبرز الخبث الإيرانى من خلال ارتباط مصرفى بين البنوك الإيرانية ونظيرتها الروسية بعيدًا عن مجموعة العمل المالى الدولى «سويفت»؛ وإن الارتباط تم عبر نظامى الرسائل الروسى و«سبام» التابع للبنك المركزى الإيرانى.. الخطورة تكمن فى انضمام إيران للاتحاد الاقتصادى الأوراسى، ما يعنى إمكانية الإفادة من هذا النظام لتنفيذ التبادل التجارى بين دول أعضاء الاتحاد، روسيا وروسيا البيضاء وكازاخستان وأرمينيا وقرغيزستان.
برزت بعض أسرار اجتماع الرئيس حسن روحانى ونظيره الروسى فلاديمير بوتين فى أنقرة حيث تم بحث القضايا المصرفية وسبل تطويرها، والعمل على إضعاف العملة الأمريكية، ودعم التراجع التدريجى لدور الدولار فى العلاقات الاقتصادية الدولية ولضرورة تنفيذ التبادل البينى عبر العملتين الوطنيتين الريال والروبل.
ما نقل عن مساعد الرئيس الروسى للشؤون الدولية، يورى أوشاكوف إن «البلدين يتطلعان أن يكون النظام البديل لنظام حلال لتوسيع المدفوعات المباشرة واستخدام العملات الصعبة».
ينبهنا إلى الخطر القادم!