السبت 3 مايو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
(The World as It Is- العالم كما هو)

(The World as It Is- العالم كما هو)


ما تعيشه الولايات المتحدة من صراعات وتحديات داخلية وخارجية، يتيح للمحلل السياسى أن يرى العالم من خلال ما تتركه  تحركات الرئيس الأمريكى حول العالم.

ولكى نطرح مثل هذا السؤال:

هل من حيوية تعيد لأمريكا مكانتها فى سيادة العالم عسكريّا واقتصاديّا وأمنيّا، وقد خرب رئيسها - بشهادة بلده وأعلامها وإدارته واستقالاتها المتتالية - العلاقة مع الشرق والغرب؟

 هناك من يرى الولايات المتحدة فى الطريق نحو صراع عسكرى مع واحدة-على الأقل- من هذه الدول: الصين، إيران، روسيا، كوريا الشمالية.

هل ما  يحيق بالعالم من برود وأزمات اقتصادية وحروب واختلال فى الأمن والسلم الدولى، مرهون بإرادة وخطب وترّهات الرئيس الأمريكى ترامب؟
وهل كل ذلك يمهد لرؤية سلبية لعالمنا وأقصد هنا بلادنا فى الشرق وآسيا وأفريقيا، نحن من اكتوينا بالعلاقة الملتبسة مع الغرب وتحالفاته.

 لفهم بعض القضايا قرأت كتاب.. (بن رودس)، الذى خدم  مع الرئيس باراك أوباما مستشارًا لشئون الأمن القومى الأمريكى، وهو من أجاد وكان أخطر من وضع الخطابات الرئاسية الأمريكية فى وقت وصفت بأنها تدعو إلى: «الأمل».

 رودس هذا، أصدر كتابًا جديدًا، يظهر شخصية  الرئيس الذى خدمه،  ليس كما بدا أمام الناس، وإنما من خلال ما كتب وما جعل أوباما ذكيًا، ودودًا ، جذابًا، لأجيال الشباب حول العالم.

( The World as It Is- العالم كما هو)، كتاب  وثائقى يقرأ كمرجع، ويأتى  فى عرض موثق «وزمنى- مكانى»، أوراقه تتبادل الأمكنة  عبر الزمن، حول الرحلة  لزعيم العالم السياسى والعسكرى وحراكه من المثالية السياسية والحضارية إلى الواقعية  السياسية وسلبياتها.

وفى عالم بن رودس، ما يحركنا نحو ما يحدث فى الشارع الأمريكى من هيمنة وقوة للوبى الصهيونى واليهودي: أفكارهُ عن الصهيونية صادمة جدًا، ولا أعرف إذا كان ثمة تراجع سيفى بالغرض فهو لا يكن ولاء لجميع أعمال وأفكار الصهونية فقط، بل يؤمن بكون اليهود جنسًا مُختلفًا ساميّا عن غيره من البشر، ويتعصب لذلك، خاصة أن رودس كان عاشقا للوبى اليهودى المهيمن فى الكونجرس الأمريكى وداعمًا لإسرائيل.. وهذا شىء صادم لشخص يُفترض أنهُ عالم وإنساني.. وفى  الحال الأمريكى اليوم، يعرض بن رودس لتجارب الخروج من الأزمات.. فهل قرأ ترامب ما كتب بن رودس وخصوصا فيما يتعلق   باعتماد «أوباما»  عقيدة فلسفية للوصول الى   إعادة صياغة مفهوم: «لا تفعل أشياء غبية»..وعمليا ووفق «رودس»، فقد كان سلفه (أوباما)، جورج دبليو بوش، قد ارتكب واحدة من أسوأ الأخطاء فى تاريخ الولايات المتحدة، حين ذهب إلى الحرب فى العراق، بينما كانت مهمة أوباما، التى قادت إلى منصبه، هى تصحيح العلاقات مع الحلفاء الذين لم يوافقوا على الحرب، وأيضًا مع العالم الإسلامي، الذى اعتبر الحرب على العراق آخر عمل للإمبريالية الغربية. يذكر رودس فى كتابه أن الرئيس باراك أوباما يكره العرب بشكل غريب، وكان دائمًا يردد أمام مستشاريه أن العرب ليس عندهم مبدأ أو حضارة، وأنهم متخلفون وبدو. وفى المقابل كان يتحدث عن إيران بود ظاهر وبإعجاب شديد بحضارة إيران الفارسية وليس الإسلامية!

  «بن رودس»، يعرض لوثائق تفسر كيف  أن أوباما  تواصل مع إيران منذ 2010 للتوصل إلى اتفاق بشأن طموحاتها النووية. فعرضت إيران على إدارة أوباما التوقف عن الأنشطة النووية لمدة عشرة سنوات، مقابل رفع العقوبات عنها وإطلاق يدها فى الشرق العربى كله.. وهذا ما حصل فى النهاية. ويؤكد «بن رودس» أن إيران، ومنذ رفع العقوبات عنها، حصلت على مداخيل تزيد على أربعمائة مليار دولار، ذهب منها ما يزيد على مائة مليار دولار لدعم تمددها فى سوريا والعراق واليمن ولبنان وأفريقيا ودول المغرب، وصولا إلى أفغانستان والصين والهند وباكستان.

• فاصلة:

 العالم كما أراه، كتاب فلسفى كتبه ألبرت إينشتاين، وفيه ثلاثة فصول، مهمة تقربنا من فهم العالم إنسانيا وعلميا وحضاريا: فى الفصل الأول يتكلم الكاتب عن العالم بشكل مبسط يستعرض فيه نصوص بعض اللقاءات التى قد حضرها، فى الفصل الثانى يتكلم عن السلام والحرب، وفى الفصل الأخير يتكلم عن اليهودية!
ويبدو أن لكتاب إينشتاين أثره على طريق  بن رودس إلى البيت الأبيض الذى  بدأ فى 11 سبتمبر 2001، عندما كان يدرس للحصول على درجة الماجستير فى الكتابة الإبداعية فى جامعة نيويورك عندما رأى أول برج تجارى فى مركز التجارة العالمية ينهار، حينها علم أن عليه «أن يكون جزءًا مما سيحدث فى العالم بعد ذلك»، انتقل رودس بعدها إلى واشنطن، وحصل على وظيفة  فى مؤسسة فكرية، حيث ساعد هناك على كتابة تقرير مجموعة دراسة العراق.