
حسين دعسة
دعوة جادة إلى الرقص!
.. فى متاهة السياسة الدولية، وتابعه بقايا السياسات العربية وما جاورها من ذوى السُّلطان الأكبر، نتتبع فكر «ابن خلدون» فى فهم حال بنية المجتمعات العربية وما آلت إليه لإحياء قوتها وصُنع زمانها وحضارتها، وحتى معالم التنوير التي واكبت إشعاعها فى العالم.
حال الأمة اليوم، مرهون عبر تفاهمات والتزامات دولية، إطارها النظر إلى وقائع ونتائج صورة التنمية والتعليم والصحة والديمقراطية ومحفزات استشراف المستقبل.
كل ذلك مثير، شهى، إننا أمام عوالم شرقية وغربية، جنس أبيض وأحمر وهندى وصينى وفارسى وكورى وخليجى، يعجن لنا كيكة كعكة المستقبل، يُزينها بالهواتف الرقمية، ومفاتيح السيارات الهايبر، ونتلمظ، نشتهى سيرة داحس والغبراء، لننتزع قلب «كليب» ونوقّع بالدم مواثيق صلحنا الداخلى، بينما الأقمار فى الكون الخارجى تتمايل ضحكًا على خيط الدم القدم.
.. عشرات المؤتمرات والورش والمنصات السياسية والاقتصادية، نتذلع لها، نتشاحن، نتبادل البيانات وسيلفى الصور، نعب ما يتاح ونناقش أرقام النمو وعدد الوفيات وقيود السجناء، وأفلام السهرة والعيد.
نهلك فى مؤتمرات ضد الإرهاب والطرف، نعاين عمليات أمنية تقتل عشرات الأبرياء.. والحال متتابع عبر بحثنا عن هفوات أو زلات رئيس العالم القوى ترامب، نتصافح مع ضحكته ونتجبر مع تهديداته، نصبح فى صف حبايبنا أهل البر الصينى دفاعًا عن تجارتهم ونتطلع لهم أخوة الدم.
.. إنه زمن اللقاءات، تليها المؤتمرات، فالعطايا والصفات، وهم، لنقل عنهم الأسياد يستمعون لنا:
حاضر سيدى!
فاصلة:
.. فى كتاب علامة العرب فى الفكر السياسى الاجتماعى «ابن خلدون»- ديوان المبتدأ والخبر فى أخبار العرب والعجم ومن جاورهم من ذوى السلطان الأكبر- قال إن علامات البدايات، تحدد مآلات النهايات.
.. وإن لا ذهب فى صناديق الأرض، بل نحن مَن كنزناه.
.. قد نهلك بما كنزنا.
مجرد سؤال.