الأحد 25 مايو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد امبابي
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد امبابي
خريف أوباما!

خريف أوباما!


«على هذه الأرض (أرض الشرق الأوسط)، كان أن شهدت المنطقة عديدًا من الاضطرابات.. من تونس العاصمة إلى طهران، حيث انهارت «أنظمة قديمة»، وظهرت أخرى جديدة.. هذا ما حدث هنا أيضًا.. وفى تلك اللحظة الحرجة، كانت أمريكا (الصديق القديم) غائبة أكثر من اللازم.. لماذا؟.. لأن قادتنا أخطأوا التفسير.. إذ عبَّر هذا «الفهم السيئ» عن نفسه من هذه المدينة (أى القاهرة) بالعام 2009م».

كان وزير الخارجية الأمريكى «مايكل بومبيو» يُلمح بشكل واضح إلى سياسات الرئيس الأمريكى السابق «باراك أوباما».. إذ عبَّرت تلك السياسات عن نفسها فى الخطاب الموجه للعالم الإسلامي، من جامعة القاهرة فى يونيو من العام 2009م.
لذلك.. ربما اختار – أيضًا – وزير الخارجية الأمريكى أن يوجه خطابه، أمس الأول (الخميس) من جامعة أخرى [هى الجامعة الأمريكية بالقاهرة]، كرسالة [اعتراضية]  على السياسات التى انتهجتها «الإدارة الأمريكية» السالفة.
ما قاله «بومبيو» فى  حق سياسات أوباما ليس جديدًا (فى حد ذاته)، إذ كثيرًا ما تردد – خلال عام مضى - على لسان مسئولى «إدارة دونالد ترامب».. لكن.. ما يُمكننا أن نعتبره جديدًا – فى هذا السياق – هو حشد هذا الكم من [الإشارات العكسية] على سياسات الإدارة الديمقراطية السابقة (فضلاً عن دلالة اختيار مكان الخطاب ذاته).
.. يقول أيضًا «بومبيو» فى كلمته، بشكل مباشر:
(تذكروا.. لقد كان هنا.. هنا فى هذه المدينة..  سبق وأن وقف أمامكم أمريكى آخر.. وأخبركم إنَّ الإرهاب الإسلامى المتطرف لا ينبع من أيديولوجية.. وأنّ «11 سبتمبر» قاد بلاده للتخلى عن مثلها العليا، لاسيما فى الشرق الأوسط.. وقال لكم إنَّ الولايات المتحدة والعالم الإسلامى فى حاجة إلى «بداية جديدة».. وكانت نتائج كل هذه التقديرات [خاطئة] وسيئة).

يُشير – هنا – يقينًا، وزير الخارجية الأمريكى إلى «برنامج الارتباط مع قوى الإسلام السياسي» الذى انتهجه خصومه «الديمقراطيين»، مع صعود أوباما داخل البيت الأبيض.. إذ فى سياق تنفيذ البرنامج، تم التخلى عن عديدٍ من أنظمة المنطقة [الصديقة لواشنطن]، لحساب صعود التيارات [المتطرفة] سياسيًا (ومنها: جماعة الإخوان فى مصر).
وفى الحقيقة.. لم يكن ما انتهجته «إدارة أوباما» بعيدًا عما أنتجته «أجهزة واشنطن الاستخبارية» من سياسات، ضاربة بجذورها لعشرات السنوات الماضية.. إذ أصدر – على سبيل المثال - «مكتب التحقيقات الفيدرالي» (FBI)، بالتزامن مع زيارة «أوباما» للقاهرة، قرارًا باعتماد «الجمعية الإسلامية لشمال أمريكا» (التابعة لـ«تنظيم الإخوان الدولي») كحلقة اتصال «رسمية» بين المكتب و«المواطنين الأمريكيين المسلمين».. وبعد هذا الأمر، بيومين فقط، كان أن أصدرت ثلاث منظمات «إخوانية» قائمة من 65 اسمًا، بحجة أن هؤلاء هم من يقبل بهم المسلمون كخبراء مؤهلين؛ للحديث عن الدين الإسلامى وشئون المسلمين.. وأوصت هذه المنظمات: (IIIT ــ AMSS ــ ومعهد منارة الحرية) الحكومة الأمريكية، والصحف، ومحطات التليفزيون، ومراكز الأبحاث، بالرجوع إلى أى من هذه الشخصيات الـ65، عند الحاجة لأى استفسار يتعلق بـ«الإسلام»، و»المسلمين» (!)
كما استحدث «البيت الأبيض»، بالتزامن مع تحركاته الرامية؛ لتمهيد الطريق داخل «المجتمعات الإسلامية»، فيما قبل زيارة «أوباما» للقاهرة، مباشرة (وفى سياق البرنامج المُستقبلى للارتباط بقوى الإسلام السياسي، أيضًا)، واحدة من أهم إداراته الداخلية الجديدة.. إذ حملت «الإدارة الجديدة» مُسمّى: «إدارة الارتباط العالمي» (Global Engagement Directorate)؛ لدعم «سياسات الارتباط» على المستويات: الدبلوماسية، و«التنمية الدولية».. إلى جانب الارتباطات المتعلقة بـ«الأمن الأمريكي».
ومنذ تأسيس الإدارة، التى تم إسنادها إلى «براديب رامامورثي» (Pradeep Ramamurthy)، فى مايو من العام 2009م؛ مثّلت الإدارة المُستحدثة «مرجعية أساسية» لعديد من الدبلوماسيين الأمريكيين، قبل تكليفهم بأى مهام خارجية؛ نظرًا للثقة التى أبدتها، حينئذ، «إدارة أوباما» فى مسئول الإدارة الجديدة (براديب رامامورثي)، ونائبته «جينى أوريزار» (Jenny Urizar).. إذ كان «رامامورثي» أحد الكوادر «النشطة» من ذوى الخلفيات: «الاستخبارية»، و«الأمنية»، و«السياسية».. كما سبق له أن خدم فى كلٍ من: «مكتب التحقيقات الفيدرالي» (FBI)، ومكتب «مدير الاستخبارات القومية» (DNI)، و«البيت الأبيض».. بينما كانت نائبته (أي: جينى أوريزار)، إحدى عضوات فريق مجلس الأمن القومى الانتقالى (أوباما- بايدن) بالعام 2008م، كما تولت ــ فيما بعد ــ مسئولية «إدارة التخطيط الاستراتيجي» الخاصة بفريق مجلس الأمن القومى بـ«البيت الأبيض».
.. وكان من أولى المهام الملقاة على عاتق «الإدارة الجديدة» وضع الخطوط الرئيسية لخطاب «أوباما» بجامعة القاهرة، فى 4 يونيو من العام 2009م (تكفلت «جينى أوريزار» بتلك المهمة، بشكلٍ رئيسٍ).. إذ مثّل «الخطاب» أولى خطوات الإدارة المُستحدثة فى الدفع بـ«سياسات الأمن القومى الأمريكي»، نحو الاعتماد على «شركاء إسلاميين» بمنطقة الشرق الأوسط، نيابة عن الأنظمة القائمة بها.

وعندما حلَّ «أوباما» ضيفًا على مصر؛ ليلقى خطابه لـ«العالم الإسلامي» من جامعة القاهرة.. قال: إننا نلتقى فى وقت يشوبه التوتر بين الولايات المتحدة والعالم الإسلامي، وهو توتر تمتد جذوره إلى قوى تاريخية تتجاوز أى نقاش سياسى راهن.. وتشمل العلاقة ما بين الإسلام والغرب قرونًا سادها «حسن التعايش»، والتعاون.. كما تشمل هذه العلاقة «صراعات»، و«حروبًا دينية».. وأضاف: لقد أتيت إلى هنا؛ للبحث عن «بداية جديدة» بين «الولايات المتحدة»، و«العالم الإسلامي»؛ استنادًا إلى «المصلحة المشتركة»، و«الاحترام المتبادل».. وهى بداية مبنية على حقيقة: (إن أمريكا والإسلام لا يعارضان بعضهما البعض)، ولا داعى أبدًا للتنافس فيما بينهما.
.. وكان من بين الرسائل التى زخر بها «خطاب أوباما»:
 إن أحد الدلائل المهمة الّتِى تضمنها خطاب «أوباما» فى جامعة القاهرة هو اختياره لمكان الخطاب فى حد ذاته.. فـ«الأجيال الصاعدة» فى مصر، و«العالم الإسلامي».. هى الهدف.
 كانت رسالة البيت الأبيض (الّتِى لم يدركها الكثيرون) أن ثمة تغييرًا لا بد أن يحدث.. فالولايات المتحدة سترتبط فى المقام الأول بالمجتمعات الإسلامية (الّتِى تشهد نموًا لقوى «الإسلام السياسي»)، لا «الأنظمة الحاكمة» للمجتمعات الإسلامية.. وارتباطنا بتلك «المجتمعات» من أجل موضوعات تتعلق بالأمن القومى بالأساس.
•إنّ «أوباما» أراد القول: «إننا تخلّينا عن فكرة تصدير الديمقراطية للأنظمة الحاكمة، واستبدلناها بدعم بالتحرك داخل هذه المجتمعات نفسها».
  وبالتالي.. لا بد ألا يكون ارتباطنا بالنخبة ذات التعليم الغربي، أو الّتِى تجيد التحدث بالإنجليزية.. بل بالقطاع العريض غير جيد التعليم، الّذِى ربما لا يجيد الإنجليزية على الإطلاق.. وإن كان هناك قطاع داخل هذه «المجتمعات» لا يتفق وسياستنا الخارجية، فلا يعنى هذا ألا نتحدث معهم.
.. وانطلاقًا من «الرسائل السابقة» يُمكننا، أن نضيف الآتي:
(1) - وفقًا للمعلومات «المتاحة» حول برنامج «الارتباط الأمريكى بقوى الإسلام السياسى فى الشرق الأوسط»، الذى أدارته «وكالة الاستخبارات المركزية» (CIA)؛ فإن القائمين على البرنامج كانوا يُعولون ــ إلى أبعد مدى ــ على أنّ قوى الإسلام السياسى (التى صدّرت لهم خطابًا يبدو معتدلاً) سوف تلعب دورًا «مهمًا» فى احتواء تيار العنف (الراديكالي)، إذا ما وصلت للحكم.. وأنها ستصبح مفيدة لـ«الولايات المتحدة» أكثر من الأنظمة القائمة.. ومن ثمَّ، كان أن انعكست تلك «النتيجة» على عديد من «عبارات مواجهة الإرهاب»، التى حفل بها الخطاب، مثل: (سوف نواجه «التطرف» فى إطار الشراكة بيننا وبين «المجتمعات الإسلامية»؛ لأننا سنحقق مستوى أعلى من الأمن فى وقت أقرب، إذا نجحنا بصفة سريعة فى «عزل المتطرفين»).
(2) - بدت إشارة «أوباما» إلى أنه جاء من أجل «بداية جديدة مع العالم الإسلامي»، مقيدة بأن فكرة «الشراكة» ستتم تأسيسًا على ما هو داخل «الإطار الإسلامي» لا على ما يمكن اعتباره بعيدًا عنه.. ومن ثمَّ، يمكننا أن نضع (جنبًا إلى جنب) عبارة المدير الأسبق لـ«برنامج تحليل سياسات واستراتيجيات الإسلام السياسي» (الاستخباري) حول أن «الولايات المتحدة» يجب ألا ترتبط بالنخبة (ذات التعليم الغربي)، مع ما نبّهت إليه إحدى الدراسات الصادرة عن مركز «راند» (RAND)، بالعام 2003م، من أنه يتعيّن على «الولايات المتحدة» ألا ترتبط و«التيار المدني» بمنطقة الشرق الأوسط، إذ إن منطلقات هذا التيار (القومية، والوطنية) تُعادي، فى مجملها، مفاهيم: «الهيمنة»، و«الأمركة».
(3) - يبدو، فى ضوء الوقائع، و«المعلومات» التالية؛ أن «إدارة أوباما» كانت فى عُجالة من أمرها؛ لتنفيذ «برنامج الارتباط وقوى الإسلام السياسى فى الشرق الأوسط» (تحت إشراف: سى آى إيه)، وإشراكها فى عملية احتواء «تيار العنف» (الراديكالي).. لتتوالى، بعد ذلك، مؤتمرات «إخوان أمريكا»، بمشاركة «فعالة» من شخصيات أمريكية «رسمية»، و«استخبارية»، تحت إشراف «مباشر» من قِبل «إدارة الارتباط العالمي»، التى استحدثها «أوباما» بالبيت الأبيض.. وهى «الإدارة»، التى كان من أولى المهام الملقاة على عاتقها (إلى جانب، وضع الخطوط الرئيسية لخطاب «أوباما» بجامعة القاهرة) الترويج لمضامين الخطاب نفسه على المستوى العالمى (خصوصًا؛ داخل «العالمين»: «العربي»، و«الإسلامي»).
(4) - وفقًا لتفسير «دوائر الاستخبارات الأمريكية»، أيضًا، لمدلولات الخطاب؛ لم يكن غائبًا أن ثمة دورًا «مهمًا» ستلعبه «الأجيال الصاعدة» (الشابة) فى سياق عملية التغيير «المرتقبة».. إذ كانت تلك الأجيال، هى المستهدفة من دلالة اختيار مكان الخطاب (أي: جامعة القاهرة)، من حيث الأصل.. ومن ثمَّ؛ تُفسر تلك الدلالات جانبًا «مهمًا» من جدوى برنامج «جيل جديد من النشطاء»، الذى أشرفت عليه «وزارة الخارجية الأمريكية»، وموّلته مؤسسة «فريدم هاوس» (فيما قبل زيارة «أوباما» للقاهرة).. وهو دورٌ استمر ــ كذلك ــ حتى تكونت «نواة» صلبة، أسهمت فى تأجيج «حالة الحراك»، التى شهدها «الشارع العربي»، فيما بعد.

كان – جزمًا - من بين المحصلة النهائية لسياسات أوباما فى المنطقة، هو ظهور تنظيم «داعش».. يقول «بومبيو»: (إن تنظيم «داعش» الإرهابى وصل إلى أطراف بغداد.. وترددت أمريكا عن اتخاذ أى تحرك.. وقام التنظيم باغتصاب ونهب وقتل عشرات الآلاف من الأبرياء.. وأسس خلافته فى العراق والشام.. وأطلق هجمات إرهابية قتلت الناس فى جميع القارات.. ووقفنا فى النهاية صامتين عن استخدام نفوذنا).
لا يُمكننا – قطعًا – أن نعتبر أن  «خطاب بومبيو» بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، تم تأسيسه كنوع من [المكايدة السياسية] لخصوم إدارته، بقدر ما يُمكننا اعتباره تعبيرًا عن سياسات محددة (لإدارة ترامب) تتطلب فى تنفيذها آليات مختلفة عن السائد.. ففيما رأى عدد من المهتمين بشأن السياسات الدولية أن قرار «الانسحاب من سوريا» يُعد تدشينًا جديدًا لمبدأ القيادة من الخلف ((leading from behind) الذى  مارسه أوباما، فإنّ مضمون خطاب بومبيو ربما يسير عكس تلك الرؤية.. فمبدأ «القيادة من الخلف» ظهر (للمرة الأولى)، بين «وسائل الإعلام الأمريكية»؛ لتوصيف آليات التعامل الخارجى التى تنتهجها «إدارة أوباما»، فى أعقاب ما اصطلح على تسميته بـ«ثورات الربيع العربي».. إذ تمت الإشارة لذلك «المصطلح» فى سياق «العُرف» المتبع، بين محللى «السياسات الأمريكية الخارجية» فى «واشنطن»، بوضع «نظريات كُلية»؛ لتفسير التحركات الخارجية لكل إدارة من الإدارات المتعاقبة داخل «البيت الأبيض».
.. وكان أن ظهر ذلك «المصطلح» – فى بادئ الأمر – عبر المقال الذى كتبه مراسل مجلة «The New Yorker» بواشنطن، ريان ليزا (Ryan Lizza) بالعام 2011م.. ولم يكن ما ذهب إليه «ريان» (عبر عديد من الشواهد)، من وحى تصوراته الشخصية، بشكلٍ خالص.. إذ كان ذلك التوصيف يتردد، حينئذ، بين عديد من مستشارى البيت الأبيض؛ للتدليل (على الأقل) على الدور الذى لعبته «الولايات المتحدة الأمريكية» فى كلٍ من: ليبيا، والثورتين: التونسية، والمصرية.. وهو ما أشار إليه، أكثر من مرة، عديدٌ من دراسات معهد بروكينجز (Brookings Institution)، فى وقت تال.
لذلك.. لنا – ونحن نتحدث عن دور أمريكى [مرشح للتصاعد] على الأرض بمنطقة الشرق الأوسط، أن نسعى لاكتشاف الآليات [المحتملة] لهذا الدور، وطبيعة تقاطعاته.. ومن ثم يُمكننا استرشادًا أن نتوقف أمام التوجهات الآتية لـ«ترامب» وإدارته، من واقع خطاب الجامعة الأمريكية:
(أ)-  ترسيخ صورة «دولة السلام»:
يقول بومبيو:
[بالنسبة لأولئك الذين ينزعجون من استخدام القوة الأمريكية:  تذكروا.. لقد كانت أمريكا دائمًا قوة من أجل السلام، وليست قوة احتلال، فى الشرق الأوسط.. لم نحلم أبدًا بالهيمنة.. لكن.. هل يمكننا قول الشيء نفسه عن النظام الإيراني؟.. اليوم فى العراق  (وبناء على دعوة من الحكومة) أصبح لدينا حوالى 5000 جندى – من أصل 166000 جندى كانوا هناك يومًا ما.. كما قام الرئيس ترامب بتمكين القادة الأمريكيين فى الميدان لضرب داعش بشكل أسرع وأصعب من أى وقت مضى.. واليوم، فإن %99 من أراضى الدولة الإسلامية تحررت.. والحياة تعود إلى طبيعتها لملايين العراقيين والسوريين.. فضلاً عن أنّ الولايات المتحدة قدمت 2.5 مليار دولار كمساعدات إنسانية للعراق منذ عام 2014. وقد تم، مع حلفائنا، إنشاء ما يقرب من 30 مليار دولار من المنح والتمويل للمساعدة فى إعادة إعمار العراق خلال مؤتمر العام الماضي].
(ب)-  تدشين تحالفات مواجهة الإرهاب:
يقول بومبيو:
[نطلب من كل دولة محبة للسلام فى الشرق الأوسط أن تتحمل مسئوليات جديدة لهزيمة التطرف الإسلامي].
 فى أول زيارة للرئيس ترامب فى الخارج، دعا الدول ذات الأغلبية المسلمة إلى «مواجهة اختبار التاريخ العظيم» من أجل التغلب على التطرف والقهر على قوى الإرهاب.
 ستستمر أمريكا فى مواجهة الواقع القبيح للإرهاب. وتدعو إدارة ترامب الحلفاء والشركاء إلى بذل المزيد من الجهد لمواجهة هذا التهديد المشترك.
  عززت أمريكا ائتلافًا من الحلفاء لتفكيك تنظيم دولة الخلافة (داعش)، من الأراضى التى كان يحتلها.
 ستبقى الولايات المتحدة شريكًا ثابتًا فى مكافحة الإرهاب. وسوف تستمر غاراتنا الجوية فى المنطقة مع ظهور الأهداف. وسوف نستمر فى العمل مع شركائنا فى الائتلاف من أجل هزيمة داعش.. وسنواصل مطاردة الإرهابيين فى الشرق الأوسط، وحول العالم الذين يسعون إلى ملاذات آمنة.
(ج)- الحشد فى مواجهة النظام الإيراني:
 يقول بومبيو:
[إن دول الشرق الأوسط لن تتمتع بالأمن أو تحقق الاستقرار الاقتصادى أو تقدم أحلام شعوبها إذا استمر النظام الثورى الإيرانى فى مساره الحالي].
 تواجه إدارة ترامب حملات النظام الإيرانى لزعزعة الاستقرار فى المنطقة وحول العالم.
 إن العقوبات الاقتصادية الأمريكية ضد النظام الإيراني، هى من بين أقوى العقوبات فى التاريخ، وستظل أصعب (حتى يغير النظام الإيرانى سياساته) التى تهدد الولايات المتحدة والمجتمع الدولي.
    •تعمل الولايات المتحدة مع شركاء فى المنطقة وخارجها لوقف النشاط الخبيث من قبل إيران ووكلائها فى العراق ولبنان وسوريا واليمن وأماكن أخرى.
 سيوافق 11 فبراير مرور 40 سنة على وصول هذا النظام الوحشى إلى السلطة.. وإنَّ إدارة ترامب تقف مع الشعب الإيراني، ومطالبه بالحرية.
(د) - البحث عن شراكات طويلة الأمد:
يقول بومبيو:
[هذه الخطوات نحو التقارب ضرورية لمزيد من الأمان فى مواجهة التهديدات المشتركة. وهى تشير إلى مستقبل أكثر إشراقًا للمنطقة].
    تعمل إدارة ترامب على تقوية تحالفات واشنطن، وحشد دول الشرق الأوسط؛ للعمل معًا من أجل أمننا وازدهارنا المشترك.
 سوف تستمر الولايات المتحدة [فى ضمان امتلاك إسرائيل] القدرة العسكرية؛ للدفاع عن نفسها ، بما فى ذلك ضد المغامرة العدوانية للنظام الإيراني.
 تقوم إدارة ترامب برعاية علاقات دبلوماسية واقتصادية جديدة بين دول الشرق الأوسط - العلاقات التى كانت لا يمكن تصورها حتى وقت قريب.
 تعمل الولايات المتحدة على تأسيس التحالف الاستراتيجى للشرق الأوسط؛ لمواجهة التهديدات الأكثر خطورة فى المنطقة.. ودعم التعاون الاقتصادى والطاقة.

وفيما تُمثل المحاور الأربعة [السابقة] مضمون توجهات «إدارة ترامب» بالشرق الأوسط (على لسان وزير خارجيته).. فإنَّ «الأيام المقبلة» تظل وحدها هى كلمة السر فى تفسير عديدٍ من جوانب تلك السياسات.