الأحد 20 أبريل 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
«إيديكس» منصة للخبرات العسكرية.. ولكن

«إيديكس» منصة للخبرات العسكرية.. ولكن


انتهى الحدث الأهم فى مصر الأسبوع الماضى تاركًا آثار فخر واعتزاز لدى المواطن المصرى بما حققه جيشه العظيم من صناعات حربية كانت مبعث آماله فى كل العصور، ليس هذا وحسب، لكن تأكد أن بلده يمشى فى المسار الصحيح عالميًا وإلا ماجاءت ٤١ دولة على أرضه تعرض منتجاتها الأهم عندها وهى الصناعات الحساسة والدقيقة والتى تأخذ طابع السرية، وربما يقول البعض ما هى السرية وكل شىء معلن ومتاح فى وسائل الإعلام المتخصص منها والعام، والحقيقة أن المعلن، مهما كان من كم المعلومات المتاحة عنه، يبقى الشىء السرى وغير المعلوم لدى بلد المنشأ، والأهم هو ما طرأ على هذه الصناعات العسكرية من دخول شركات متعددة الجنسيات فى صناعتها مما يدعو أيضا بإذعان البعض بأنه وأين السرية إذن؟  وكل شركة فى دولة ما تنتج جزءًا من هذه المعدة أو تلك، ولكنى سوف أربط هذا بشىء مهم وضرورى للغاية يجد المواطن العادى فى مؤاتمرتها خاصة لدى الشعوب النامية تساؤلات كثيرة مثل (قمة المناخ أو البيئة) ويرى أن لديه أولويات عن تلك القمم ويستغرب دأب القادة والرؤساء لحضور مثل تلك المؤتمرات، ولكن هذه المؤتمرات لها إفادة كبيرة فى كل صغيرة وكبيرة فى حياتنا، والأهم أن من توصياتها يراعى التصميم فى المعدات العسكرية التى تناسب التغيرات المناخية المختلفة والأكثر منها العوامل  البيئية لكل قارة وبلد، وهناك أمثلة قريبة منا للغاية أولها كانت (حرب تحرير الكويت) جاءت أمريكا بأحدث مدرعاتها وكذا بريطانيا إلا أنها قابلت مشاكل كثيرة تخص البيئة الصحراوية لمنطقة الخليج بوجه خاص وكان لدينا المدرعة (فهد) صناعة مصرية مصممة بنتائج تجاربنا فى حروبنا بسيناء والتى فى تضاريسها البيئية تتطابق مع الأراضى الخليجية مما دعا (فهد) بأن تكون هى المدرعة الأولى والأكثر استخدامًا حتى بواسطة دول التحالف فى تلك الحرب وتم لنا عقد صفقات لبيعها لمنطقة الخليج، ومن العوامل البيئية والمناخية هو التأثير على المقاتل نفسه فى أن يرتدى الزىّ المناسب والمتوائم مع الطقس الجوى والبيئة  وربما أكثرنا عرف ما أصاب الجنود الأمريكان من أمراض جلدية ونفسية عكف البنتاجون على دراستها  وآثارها وصرف تعويضات لأصحابها فيما أطلق عليه (أمراض حرب الخليج)، المثال الثانى هى طائرات F16  والتى حصلت الغالبية العظمى من دول العالم عليها من أمريكا، ولكن اتضح أنها فى ظروف مناخية ببعض الدول تكثر حوادث الطيران بها، وكنت قد عرفت تلك المعلومة وذهبت لتقصى الأمر فى بلدنا وكانت فرحتى لا توصف بعد رحلة شاقة من السرية حتى توصلت أنه بمصنع الطائرات بحلوان تم عن طريق العقول المصرية حماها الله التوصل إلى إدخال تعديل على F16  لتتناسب مع مناخنا ومناخ دول عدة استعانت بخبرتنا فى هذا، بل وحافظت على أن تكون صيانة طائراتها بمصانعنا الحربية حتى أمريكا نفسها بلد المنشأ توجهت إلينا فى هذا التعديل، وهكذا على الرغم بما هو معلن ومتاح من تبادل الخبرات العسكرية فى مجال التصنيع والتدريب وحتى ماعرفته وأمثالى من المتخصصين يبقى (السر الذى تحافظ عليه كل دولة فى الصناعات والمناورات المشتركة) أنه ناتج خبرتها وقدرتها المعرفية والذى يوجد فى عقول مقاتليها، ولذا نجد أن هناك مقولة عسكرية مصرية خالصة تقول (مهما كانت المعدة يبقى العقل الذى يسيرها ويضيف إليها من خبراته مهما كانت بساطة إمكانياته)… ولكن هنا تبقى لدى فى بعض المواضع التى صاحبت (إيديكس) أولها أغنية الافتتاح والمشكلة ليس   فى الكلام المغنى وحسب، ولكن فى المادة الفيلمية المصاحبة والتى كنت أودّ أن أرى فيها عظمة بلادى وتاريخها فى الصناعات الحربية منذ عربة (أحمس) الذى هزم بها الهكسوس وفروا مذعورين من هذه المعدة العسكرية التى تظهر لأول مرة فى تاريخ الحروب القديمة ثم يتم تسلسل صناعاتنا واحدة تلو الأخرى ومعها كلمات تخدم على عظمتنا  مثل مصر تتحدث عن نفسها لأننا لم نقم به من أجل ترويج السياحة لأنه هو نفسه يدخل فى المؤاتمرات السياحية، ولقد زاد (زعلى) عندما علمت أن منتجى الأغنية هى إدارة الشئون المعنوية وهنا أقول لا تعليق؟ الشىء الآخر هو مسئولو المعرض الذين لم يكلفوا فرق عمل متخصصة للتعامل مع الشركة الأجنبية المنظمة للمعرض فى مسألة الدعوات ولمن تكون وكيف ترسل وتوقيتها لأنها لم تصل لبعض المتخصصين والبعض الآخر وصلت متأخرة،  حتى إن البعض قال هذا من مبدأ السرية كيف ولوجو المعرض وتاريخه تعرضه القنوات الفضائية المصرية قبلها بشهر، وما زادنى حزنًا هو افتقادنا للصحافة العسكرية المتخصصة والتى كانت تصدر حتى منتصف التسعينيات فى مجلة رائعة تسمى (الدفاع) كانت تصدر من الأهرام  وكان يترأسها لواء متقاعد يرشحه لها الجيش ويرأس تحريرها صحفى كبير وكنت أكتب بها وكان يرأسها وقتذاك الأستاذ (سلامة أحمد سلامة) ولكن فى ظروف غامضة وقف هذا الإصدار المهم وكنت فى هذه الأثناء وقبلها تنشر مقالات لى فى (مجلة الدفاع العربى) تصدر من لبنان وكانت أكثر شيوعًا فى الأوساط العسكرية عربيًا ودوليًا وأيضًا  كنت أراسل مجلة  (الحرس الوطنى) السعودى، لماذا أذكر ذلك، لأنه فى منتصف التسعينيات وجهت لى دعوة عن طريق الملحق العسكرى بالسفارة الإماراتية حيث لم يكن فى ذلك الوقت المراسلات الإيميلية قد وجدت، المهم كانت الدعوة لحضورى معرض إيديكس بأبوظبى كونى متخصصة فى الشئون العسكرية، ويومها رأيت رئيس تحرير مجلة الدفاع العربى يتجول للحصول على نشرات إعلانية من الشركات المختلفة للمجلة والذى كان سبقها بعدد كامل عن المعرض مدفوع الأجر حيث كانت الشركات المختلفة توزع المجلة ليقرأ الزوار ما كتب عن منتجهم، فهل فعلت هذا حتى جرائدنا بتخصيص صفحات مدفوعة الأجر من الشركات التى ستوجد على أرض المعرض وضربت عصفورين بحجر واحد فأعلنت عن نفسها وأضافت موردًا ماليًا للمطبوعة علينا بالاستعداد لإيديكس القادم إن شاء الله بدون ولكن…