الخميس 17 يوليو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
هكذا يكون المسئول

هكذا يكون المسئول


بداية لا بد وأن أتوجه بالشكر للدكتورة (منال عوض) محافظ دمياط على سرعة استجابتها بالوقوف بجانب مواطنة مصرية بسيطة تدعى (كريمة حمدان) نالت منذ أيام قليلة قسطا وافرا من الإهانة وعدم احترام إنسانيتها بإلقاء الخضروات التى كانت تسترزق منها على الأرض بأمر من رئيس مدينة رأس البر السابق شخصيا، بنقله من موقعه لموقع آخر، بعد أن أكد شهود الواقعة صحة ما روته المواطنة، محافظ دمياط لم تنتظر نتيجة التحقيق الذى يتم بشأن الواقعة، واتخذت قرارها بناء على شهادة الشهود تأكيدا منها على اعتماد منهج حسن معاملة المواطنين واحترامهم وعدم إهانتهم أيا كان الجرم الذى ارتكبوه، بل وساعدت كريمة بتوفير مكان آمن لها لبيع منتجاتها، لذا تستحق الشكر هى ومن يسير على دربها فى احترام المواطن المصرى فى أى مكان، ولكن يظل هناك سؤال لا بد من طرحه حتى نصل إلى نتيجة نهائية فى هذا الشأن: كم مسئولا فى مصر لا بد وأن يتم نقله من موقعه عندما يسىء التعامل مع المواطنين؟، وهل صوت المواطنين الذين أضيروا من هذا التصرف يصل إلى أسماع المسئولين كما وصل صوت كريمة لأكبر مسئول فى محافظة دمياط؟، هذا تحديدا ما نحتاج الإجابة عليه بجل شفافية ووضوح، حتى لا نجد البعض ممن يعيشون  بيننا على أرض مصر وهم يشعرون بالغبن أو الظلم من جراء تصرفات غير مسئولة من قبل البعض ممن أوليناهم علينا لتيسير حياتنا وتقديم الخدمة للمواطن، مؤكد أن هناك كثيرين ممن يقومون بأداء عملهم بكل أمانة واجتهاد وشرف، هؤلاء يدركون ويعلمون تماما المسئولية الملقاة على عاتقهم فى تيسير الحياة على المواطنين وخدمتهم، وأعتقد أيضا أن هناك من لا يعرفون حقيقة الدور المنوط بهم حينما يسند إليهم منصب ما، وهنا يأتى دور الأجهزة التى رشحت هذا المسئول أو ذاك لتولى منصب ما، فعليها وليس على غيرها أن تبحث وتدقق حتى تحسن اختيار المسئول كبيرا كان أم صغيرا، فمن وقع عليهم الاختيار يعدون أولا وأخيرا ممثلين للدولة، وأى إساءة تصدر منهم تعد إساءة للدولة، التى تتشكل من جموع المواطنين المنتمين إليها، لذلك يعد تأهيلهم وتدريبهم على حسن معاملة المواطنين من أهم واجبات هذه الأجهزة، حتى لا نصدم يوما فى وجود وزير أو محافظ أو نائب محافظ أو رئيس حى أو مهندس أو حتى مستشار متهمين فى جريمة رشوة كما نرى ونسمع فى هذه الأيام، وهى الجريمة التى ذاع صيتها وانتشرت فى شرايين المجتمع المصرى بدرجة كبيرة لم نعهدها من قبل، وهى نفسها الجريمة التى تجعل المواطن البسيط الذى يسعى لكسب رزقه يرى أن الخروج على القانون لا يعد كبيرة من الكبائر حتى ولو كان الوقوف فى مكان ممنوع لبيع الخضروات ـ كما حدث مع كريمة فى دمياط ـ لافتقاده الشعور والإحساس بالعدل فى مجتمعه، كما تفعل معارض بيع السيارات كمثال، وهو الأمر الذى يهدد السلم والأمن الاجتماعى لأى مجتمع والذى يجب أن تفطن له هذه الأجهزة، لأنه وبقليل من الرحمة والإنسانية واحترام الناس، يمكن إصلاح الكثير من المشاكل التى يمر بها الشارع المصرى والمجتمع عموما، شريطة أن نحسن اختيار من يدير هذه المنظومة، وياحبذا لو يكونون من (عينة) الدكتورة منال.