الثلاثاء 8 يوليو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
«جدو بطل».. قضية أمن قومى

«جدو بطل».. قضية أمن قومى


فى يوم مشهود من أيام أكتوبر الخالدة، وقف الرئيس السادات شامخًا فى بزته العسكرية، أمام ممثلى الشعب فى البرلمان المصرى، وألقى خطابه الأشهر والأجمل والأقوى، خطاب النصر فى 16 أكتوبر عام 1973، وقف القائد المنتصر الذى عبر بأمته من الهزيمة إلى النصر، يشدو بكلمات كان لها فعل السحر فى العالم أجمع، وأصبحت كلمات هذا الخطاب وجمله البليغة، مأثورات يتناقلها المصريون جيلاً بعد جيل، ومنها هذا المونولوج الخالد: «وربما جاء يوم نجلس فيه معًا لا لكى نتفاخر ونتباهى، ولكن لكى نتذكر وندرس ونعلم أولادنا وأحفادنا جيلا بعد جيل، قصة الكفاح ومشاقه ومرارة الهزيمة وآلامها وحلاوة النصر وآماله، نعم سوف يجىء يوم نجلس فيه لنقص ونروى ماذا فعل كل منا فى موقعه، وكيف حمل كل منا أمانته وأدى دوره وكيف خرج الأبطال من هذا الشعب وهذه الأمة فى فترة حالكة ساد فيها الظلام ليحملوا مشاعل النور وليضيئوا الطريق حتى تستطيع أمتهم أن تعبر الجسر ما بين اليأس والرجاء».
وإدارة الشئون المعنوية بالقوات المسلحة، هى المنوط لها نقل قصة الكفاح (جيلاً بعد جيل) كما تمنى بطل الحرب والسلام، لهذا كان وسيظل محور (حرب أكتوبر) وتخليد ذكراها وسرد حكاياتها وبطولاتها عبر الأجيال ركيزة مهمة فى فلسفة عمل (وزارة الدفاع المصرية)، كجزء من عمل منظومة الجيش المتناغمة والمتكاملة، والتى لا تتغير أهدافه عبر السنوات ولا تختلف مقاصده بين الأنظمة الحاكمة، عقيدة راسخة بوطن خالد يحميه جنده البواسل.
وهذا العام أعيد تقديم بعض الأعمال التسجيلية والوثائقية المنتجة عن أكتوبر 73، احتفالاً بالذكرى الـ 45 للنصر الخالد، ومنها فيلم «جدو بطل» الذى استمتعت به وبمحتواه المؤثر، وقد تمت إذاعته تليفزيونياً على فضائية «إكسترا نيوز» ثم إتاحته على صفحة وزارة الدفاع بموقع «YouTube»،  ونشرت أخبار كثيرة عن الفيلم فى بعض وسائل الإعلام (أدين لها بمشاهدتى له).
وفيلم «جدو بطل»، من إنتاج إدارة الشئون المعنوية للقوات المسلحة، وسبق إذاعته خلال السنتين الماضيتين، ويعتمد فى سرده على أبناء الأبطال المشاركين فى حرب أكتوبر، وهم يحكون قصص آبائهم للأحفاد، ويتخلل الحكى بعض المواد الأرشيفية عن حرب أكتوبر، ثم يختتم الفيلم بأغنية «تعظيم سلام».
الفيلم بسيط وجميل، أظنه فاتحة كلام لما أعتقد أنه قضية «أمن قومى»، وتتلخص هذه القضية فى قلة وندرة المحتوى الفنى والإعلامى الموجه للأطفال تحت سن الـ12 والذى يستهدف تدعيم علاقتهم بجيش بلادهم وشرح دوره التاريخى فى حماية الوطن وسلامة أراضيه، وقصة عبور الهزيمة إلى نصر أكتوبر المجيد هى المدخل السحرى والجاذب لـ«حدوتة» جيش مصر التى يجب أن نبدع فى روايتها للأطفال، بما تحتويه من بطولات وتضحيات.
وقد تحدثت فى أكثر من لقاء تليفزيونى سابق عن ضرورة وجود أعمال تناسب هذه الشريحة العمرية، مثل أفلام ومسلسلات الرسوم المتحركة وعروض مسرح العرائس، كما يمكن توظيف التطورات التكنولوجية الأحدث فى إنتاج عروض فنية مبهرة تجذب أطفال هذا الزمان، يمكن الاستفادة مثلاً من تقنية «الهولجرام» التى تأخذ طريقها للانتشار على مسارح العالم، وغيرها من أفكار وتقنيات لا يتسع المقام لذكرها.
كلنا ندرك أثر ما نزرعه فى عقول أبنائنا وهم أطفال، وحصاد هذا الغرس فى نفوسهم وهم فى سن الفتوة والشباب، ومدى تأثير ذلك على انتمائهم وعقيدتهم الوطنية، فلا تتركوا المستقبل رهينة لفنون الآخرين.