
محمد جمال الدين
حاولت أن أفهم !!
فى حياتنا اليومية نتعرض للعديد من المواقف، البعض منها لا نعيره انتباهًا ولهذا يمر علينا مرور الكرام، والبعض الآخر له تأثير مباشر فنحاول أن نتعامل معه، بمحاولة فهمه، لعل وعسى يغير شيئًا فى حياتنا، التى لم نعد نعرف كيف نسيرها فى ظل ما نعانيه من أزمات، سواء على المستوى الداخلى أو العربى أو العالمى، من أجل هذا وذاك حاولت أن أفهم بعضًا مما يجول أمامى وبخاطرى من أزمات ومشاكل وسلوكيات نتعرض لها فى محاولة لمعرفة سببها، وفى الأسطر التالية نماذج وأمثلة لبعضها فقط.
حاولت أن أفهم سر التحول السريع لبعض أعضاء البرلمان فى تغيير انتمائهم الحزبى بين ليلة وضحاها، لمجرد تغيير موازين القوى والتوازنات على الساحة السياسية، بحثًا عن مكسب هنا وآخر هناك، رغم أن ذلك يعد مخالفة دستورية لتغيير الصفة الحزبية التى سبق وأن انضم على أساسها للبرلمان.
حاولت أن أفهم السبب الحقيقى لمزاعم منظمة (هيومن رايتس ووتش) حول قيام جيشنا العظيم بالتوسع فى هدم المنازل والأراضى الزراعية بمحافظة شمال سيناء فى حربه ضد الإرهاب، رغم أن قواتنا المسلحة تنفذ الإجراءات القانونية طبقًا للقرارات الرئاسية بشأن إقامة المنطقة العازلة على الشريط الحدودى وحول مطار العريش، بعد تعويض الأهالى بالتنسيق مع كافة الأجهزة المعنية بالدولة.. بالمناسبة حجم التعويضات للأهالى المتضررين تجاوز الـ900 مليون جنيه، ولكن يبدو أن هذه المنظمة، ومن على شاكلتها من المنظمات الأخرى، تسعى خلف هدف معين أو تعمل مع جهات، لا تسعى سوى لهدم مصر وشعبها.
حاولت أن أفهم سر صمت المجتمع الدولى عن ملف الجرائم الإسرائيلية البشعة والعنصرية الأخيرة التى ترتكب ضد الشعب الفلسطينى الشقيق، التى راح ضحيتها أكثر من مائة شهيد، وما يزيد على الألفى مصاب، والتى من أجلها تقدم وزير الخارجية الفلسطينى بملف كامل عنها للمحكمة الجنائية الدولية للتحقيق فيه، شعوب العالم الحر والشعب الفلسطينى والعربى ينتظرون ما ستفعله المحكمة الجنائية، بعد أن غض المجتمع الدولى البصر عن هذه الجرائم.
حاولت أن أفهم السبب فى واقعة وضع مصاحف داخل الأتوبيسات العامة التابعة لهيئة نقل الركاب بالإسكندرية، رئيس الهيئة أمر بفتح تحقيق بشأن هذه الواقعة، بعد أن نفى علمه أو إعطاء موافقته عليها، مؤكدًا أن أتوبيسات الهيئة ملكية عامة للجميع ولا يحق لأحد اتخاذ مثل هذا الإجراء دون موافقة الهيئة.
حاولت أن أفهم السبب فى السماح لبعض المساجد والزوايا غير المعتمدة بوضع صناديق لجمع التبرعات والنذور بداخلها، دون رقيب أو حسيب عليها، رغم أن ذلك يعد مخالفة صريحة لتعليمات وزير الأوقاف، فمن يضمن إلى أين تذهب حصيلة هذه الصناديق وعلى من يتم صرف ما بداخلها ؟.
حاولت أن أفهم السبب فى ضبط 11 ألف طن لحوم فاسدة وغير صالحة للاستخدام الآدمى فى يومين فقط، ولم أجد سوى انعدام الضمير لدى هؤلاء لتحقيق ربح سريع على حساب أبناء وطنهم.
حاولت أن أفهم السبب خلف ظاهرة إعلانات التسول والشحاتة بالأطفال التى تنتشر فى شهر رمضان من كل عام، التى تعد أكثر بذاءة ووقاحة من كل المسلسلات التى تعرض على الشاشة الصغيرة فى الشهر الكريم.. يبدو أن المجلس الأعلى للإعلام ولجنة الدراما التابعة له اهتمت بالأعمال الدرامية وتناست أطفال مصر وأملها، مهدرة بذلك وثيقة حقوق الطفل التى مزقتها هذه الإعلانات بقصد وترصد.
قال رسول الله ( محمد عليه أفضل الصلاة والسلام ) إن الحج عرفة ( صدق رسول الله ).. وقال نقاد الرياضة إن ( الكورة أجوان )، فمن هو القائل بأن رمضان إعلانات؟.. سؤال كان لابد من طرحه فى هذا الشهر الكريم.