الأحد 19 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
(اليوان).. يواجه الدولار

(اليوان).. يواجه الدولار


 يبدو أن المواجهة المحتملة بين أكبر دولتين صناعيتين فى العالم اقتربت.
 وأن الأجواء كلها تتجه فى طريق نشوب الحرب التجارية المفتوحة.. بل إن البعض ذهب  إلى أبعد من الحرب التجارية مؤكدًا أن الأيام القادمة يمكنها أن تشهد تطورًا لتنتقل الحرب من تجارية إلى عسكرية!
 فالرئيس الأمريكى (دونالد ترامب) لم يخلص من إجراءاته بفرض رسوم جمركية على وارداته من الصلب والألمونيوم  التى أشعل من خلالها الحرب مع أصدقائه الأوروبيين إلا ويطلق طبول الحرب ويعلن فرض عقوبات اقتصادية جديدة، لكن هذه المرة خص بها فقط (التنين) الصينى وتقدر هذه العقوبات بنحو 60 مليار دولار بزعم أنه ثبت له أن الصين تقوم بسرقة التكنولوجيا الأمريكية وتعتدى على حقوق  الملكية الفكرية للشركات الأمريكية وهو ما يعنى أن نشوب الحرب الجديدة لم يعد بعيدًا بالفعل!.
 فـ(روبرت إيتزر) كبير المفاوضين التجاريين الأمريكيين اعتبر ما فعله ترامب بمثابة إطلاق النار على أقدام أمريكا وشلها عن الحركة محذرًا من انتقام التنين الصينى الأمر الذى يمكن معه أن يعرض الاقتصاد الأمريكى للخطر فى قطاعات عديدة أهمها  الزراعة حيث إن ثلث الإنتاج الأمريكى من فول الصويا يذهب إلى الصين بقيمة 13 مليار دولار.. كما أن 25 % من إنتاج طائرات البوينج تقوم فى الأساس على ما تشتريه الصين.. كما يدرس الكونجرس الأمريكى تشريعات من شأنها تعزيز قوة أمريكا لمراجعة صفقات الأعمال الأجنبية وكلها تستهدف عمليات الاستحواذ المدعوم من الدولة الصينية على الشركات الأمريكية..
 الأمر لم يتوقف عند هذا الحد من التحرش الأمريكى بالصين بل ذهب إلى التحرش العسكرى حيث إن أمريكا تستعد لإزعاج الصين من خلال نشر قواتها فى أهم المناطق التى تسعى الصين للسيطرة عليها وأرسلت (1587) من مشاة البحرية الأمريكية ليقضوا ستة أشهر فى التدريب فى شمال أستراليا وحول بحر الصين الجنوبى الذى يعد  من أهم الطرق التجارية للصين!.
 الطرق التجارية للصين!
 الصين لم تقف مكتوفة الأيدى أو تصمت حيال الإجراءات الأمريكية التى اتخذها ترامب وأعلنت أنها استعدت جيدًا للحرب التجارية وستقاتل حتى النهاية. وجاء الرد سريعا حيث أطلقت يوم الاثنين  الماضى بورصة لعقود النفط الآجلة مقومة بعملتها (اليوان) وتهدف من وراء ذلك للحد من سيطرة  الدولار الأمريكى على تسعيرة النفط فى العالم والتى تعتبر فيه الصين اللاعب الرئيسى  حيث أنها تعد أكبر دولة مستوردة للنفط على مستوى العالم.. وحصلت العقود الآجلة على اختصار ine وبعد 20 دقيقة من الافتتاح أجريت (14) ألف عملية تداول وتسعى بكين لجعل (اليوان) عمله  دولية لإجراء التبادلات التجارية وتسهيل عمليات البيزنس مع دول العالم بدون عملة وسيطة كالدولار.. وتتوقع الصين أن يظهر (البترويوان) كمنافس قوى (للبترودولار) وتقليل حدة الهيمنة الأمريكية والدولارية على  التعاملات التجارية النفطية حيث إن الدولار  هو العملة الوحيدة التى يتم بها تسعير البترول  فى البورصات الدولية، كما أنه يستمد قوته من النفط منذ  أن بدأ تسعير البترول بالدولار الأمريكى عام 1974.
 وتحاول الصين هنا مغازلة الدول  التى تستورد منها النفط بتقديم تسهيلات من أجل الاعتماد على (اليوان) بدلا من (الدولار) وهو ما فعلته مع روسيا والسعودية وإيران وفنزويلا!
 ويرى محللون أن إنشاء مثل هذه البورصة سيضعف آليات الحظر الأمريكى التى تعتمد على الدولار.. كما تعتبر هذه البورصة طوق النجاة للدول التى تجد صعوبة فى توفير الدولار!
 الأمر لم يتوقف عند هذا الحد بل أعلنت  وزارة التجارة الصينية أنها تخطط  لفرض تعريفة جمركية على الواردات الأمريكية من الفواكه والمكسرات والنبيذ وأنابيب الصلب غير الملحومة وأكثر من 100 صنف آخر بنسبة 15 % كما تدرس الصين مشروعًا  تقوم من خلاله بتطبيق تعريفة جمركية أخرى بنسبة 25 % من المنتجات تشمل 128  سلعة بإجمالى 19 مليار دولار مؤكدة أن الصين لا تريد أن تخوض حربا تجارية لكنها فى نفس الوقت ليست خائفة  بالتأكيد منها ومعلنة ثقتها وقدرتها على مواجهة أية تحديات يمكن أن يتخذها الجانب الأمريكي!
 محاولات قادة مجموعة العشرين التى كانت مجتمعة مؤخرًا بالعاصمة الأرجنتينية (بيونس إيرس) التدخل لوقف الصراع باءت بالفشل رغم أن المجموعة غيرت أجندة اجتماعاتها  لتركز على الرسوم الجمركية وتهدئة الصراع والحرب  التجارية الوشيكة! 