
هاني عبد الله
كل رجال الأمير!
فيما كانت تداعيات توقيف 11 أميرًا من أمراء المملكة العربية السعودية [بتهم الفساد] تُلقى بظلالها على «عناوين الأخبار» (الإقليمية، والدولية) خلال الأشهر القليلة الماضية؛ كانت بصمات ولى العهد السعودى «محمد بن سلمان» (نائب رئيس الوزراء ووزير الدفاع) فى الدفع بـ«الدماء الشابة» نحو سُدَّة الحكم فى المملكة أوضح ما تكون.. إذ لجأ الشاب «الثلاثينى» – غالبًا – إلى الاعتماد على مُجايليه من الأمراء (الجيل الثلاثينى) فى قيادة الدفة بالمملكة.. وهى عملية لاتزال قائمة - إلى اللحظة – وبادية بقوة فى حجم التغيير الذى تشهده البلاد حاليًا.
ورغم أنّ جانبًا من تلك التحركات، حظى – فى حينه - بعديد من عمليات الرصد والتحليل (داخل الوطن العربى، وخارجه أيضًا).. فإنّ مقومات وآليات عملية الاختيار [فى حد ذاتها]، لم تحظ بالاهتمام، والتحليل الكافي؛ إذ وفقًا لمعطيات مختلفة، فإن عملية الاختيار يجب أن تمر عبر [الموازنة] بين الاعتبارات الأسرية (اعتبارات أبناء العمومة)، وعنصر «الكفاءة» المستقبلى.
أما إلى أى مدى نجح الأمير [الشاب] فى تحقيق تلك المعادلة «الشائكة»؛ فهو ما سنقف على بعضٍ من تفاصيله عبر السطور التالية.. إذ رغم التغيير «النسبي» فى قائمة الأمراء (القريبة من ولى العهد)، خلال الأشهر الماضية؛ فإنّ ثمة عددًا من الوجوه «الشابة» بالمملكة، استطاعت أن ترسخ وجودها بقوة [منذ إبريل، ويونيو] من العام الماضى.. وهو ما يُرشحها للعب أدوارٍ أكثر توسعًا فى المستقبل القريب.. إذ يأتى فى مقدمتها:
1- خالد بن سلمان
شقيق ولى العهد.. وهو من مواليد العام 1988م (30 عامًا).. عُيّن «الأمير خالد بن سلمان» سفيرًا للسعودية لدى واشنطن بأمر ملكى فى 22 إبريل من العام 2017م.. وهو طيار سابق لـ [الطائرة المقاتلة / F15].
حصل «الأمير خالد» على شهادة البكالوريوس فى علوم الطيران من كلية الملك فيصل الجوية، ثم انضم إلى القوات الجوية الملكية السعودية، كما عُيّن ضابط استخبارات تكتيكى - إلى جانب مهنته كطيار - فى «السرب 92» التابع للجناح الثالث فى قاعدة الملك عبدالعزيز فى الظهران.
وواصل تعليمه فى الولايات المتحدة؛ لينال من جامعة هارفارد شهادة (كبار التنفيذيين فى الأمن الوطنى والدولي).. كما درس الحرب الإلكترونية المتقدمة فى باريس.. وتدرب بشكلٍ مُكثف مع «الجيش الأمريكي» فى كل من: الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية [بما فى ذلك التدرب فى «قاعدة نيليس الجوية» بولاية نيفادا]، قبل أن تجبره إصابة فى ظهره على التوقف عن الطيران.. ليعمل – بعدها - ضابطًا فى مكتب وزير الدفاع.
وفى أواخر العام 2016م؛ انتقل الأمير إلى «الولايات المتحدة الأمريكية»، وعمل مستشارًا فى سفارة المملكة العربية السعودية لدى الولايات المتحدة.. قبل أن يُصبح السفير السعودى [العاشر] لدى واشنطن.
2- بندر بن خالد الفيصل
وهو الابن الأكبر من أبناء الأمير خالد الفيصل (حاكم مكة)، ومن رجال الأعمال المعروفين بالمملكة.. عُيّن «الأمير بندر» (53 عامًا) مستشارًا للمحكمة الملكية فى يونيو من العام 2017م.. كما أصدر خادم الحرمين الشريفين (الملك سلمان بن عبدالعزيز)، أمرًا ملكيًا بتعيينه رئيسًا لمجلس إدارة نادى الفروسية.
تخرج «الأمير بندر» فى جامعة الملك فهد للبترول والمعادن، وحصل على درجة الماجستير فى «العلاقات الدولية» من الولايات المتحدة الأمريكية.. وسبق له أن شغل مواقع: رئيس مجلس إدارة «سما للطيران» (قبل أن تتوقف عن الخدمة مؤقتًا)، ورئيس مجلس إدارة صحيفة الوطن السعودية، ورئيس نادى الطيران الشراعى السعودى.. وزوجته، هي: الأميرة «نوف بنت محمد بن عبدالله بن محمد بن عبدالرحمن آل سعود»، ابنة الأميرة «مشاعل بنت خالد بن عبدالعزيز».
3- فيصل بن سطام
وهو ابن الأمير «سطّام بن عبدالعزيز» الأمير الأسبق للرياض (توفيّ فى فبراير من العام 2013م)، والأميرة شيخة بنت عبدالله بن عبدالرحمن بن فيصل آل سعود.. وله (أى الأمير فيصل) ثلاثة أشقاء، هم: (الأميرة هالة، والأمير عبدالعزيز، والأميرة نجلاء).. وقد عُيّن «الأمير فيصل» سفيرًا لدى إيطاليا (برتبة وزير) فى يونيو من العام 2017م.
وبحسب الوقائع [المُثبتة]؛ كان «الأمير فيصل» من بين أوائل من أبدوا دعمهم لصعود الأمير «محمد بن سلمان»؛ إذ اعترض فى العام 2014م (بصفته عضوًا فى «مجلس الوصاية») على حصول «الأمير مقرن» على منصب نائب ولى العهد.. ووفقًا لعديدٍ من الرؤى البحثية؛ كان هذا الأمر إشارة [مبكرة] على دعم الأمير فيصل للأمير «سلمان».
4- خالد بن بندر بن سلطان
وهو ابن الأمير «بندر بن سلطان» (الرئيس الأسبق لجهاز الاستخبارات السعودي).. ولد بالعام 1977م (41 عامًا).
تخرّج «الأمير خالد» فى جامعة أوكسفورد (كلية الدراسات الشرقية).. ثم عمل بالأمم المتحدة فى نيويورك، وتخرج فى أكاديمية ساندهيرست العسكرية الملكية.. ثم درس فى مدرسة فليتشر للقانون والدبلوماسية قبل العمل لمدة 3 سنوات كمستشار للسفير السعودى فى واشنطن.. وفى العام 2006م، أسس شركة الدايم القابضة.. وهو الرئيس التنفيذى لـ«الدايم بونج لويد» (مشروع مشترك بين الدايم ومجموعة بونج لويد الهندية).
عُيّن «الأمير خالد» سفيرًا للمملكة العربية السعودية لدى ألمانيا فى يونيو من العام 2017م (أيضًا).. إلا أنّ المملكة سحبته أخيرًا من «برلين»، وارتهنت عودته بتشكيل حكومة جديدة فى ألمانيا، على خلفية تصريحات لوزير الخارجية الألمانى «زيجمار جابرييل»، اتهم خلالها «السعودية» بشكل [غير مباشر] بانتهاج سياسة «المغامرة» فى منطقة الشرق الأوسط.
5- عبد العزيز بن سعود بن نايف
وهو من مواليد العام 1983م (35 عامًا).. تخرج «الأمير عبدالعزيز» فى مدارس الظهران الأهلية (القسم الإداري)، ثم التحق بقسم القانون فى جامعة الملك سعود، وزوجته هى «الأميرة موضى بنت أحمد بن عبدالعزيز آل سعود».. وكان والده (أي: الأمير سعود بن نايف)، هو حاكم المنطقة الشرقية [الغنية بالنفط].. كما أنّ والدته هى الأميرة «عبير بنت فيصل بن تركى آل سعود».
عُيّن «الأمير عبدالعزيز» وزيرًا للداخلية فى يونيو من العام 2017م. [محل عمّه، وولى العهد – آنذاك - محمد بن نايف] الذى أُجبر على الاستقالة.. وقد شغل سابقًا عدة مناصب استشارية، بداية من «الديوان الملكي»، ثم بـ«مكتب سمو وزير الدفاع»، إلى أن أصبح مستشارًا لسمو وزير الداخلية.. (وهو أكبر أبناء الأمير سعود بن نايف).
6- عبد العزيز بن تركي الفيصل
وهو من مواليد العام 1983م بالرياض (35 عامًا).. .. وهو الابن الثانى للأمير تركى.. وفى الأصل؛ فإنّ «الأمير عبدالعزيز» من رجال الأعمال بالمملكة، وسبق له أن شارك فى عدة سباقات للسيارات، وفاز ببطولة كأس «تحدى بورش جى تى 3» فى العام 2012م.. لذلك عُيّن نائبًا لرئيس الهيئة العامة للرياضة فى يونيو من العام 2017م أيضًا.
تخرج «الأمير عبدالعزيز» فى مدرسة الملك فيصل بالرياض فى العام 2000م، ودرس «العلوم السياسية» فى جامعة الملك سعود خلال الفترة من 2001م، حتى العام 2003م.
كما كان والده تركى بن فيصل، سفيرًا للمملكة فى كل من: «واشنطن»، ولندن (فضلاً عن رئاسته لجهاز الاستخبارات السعودي).
7- احمد بن فهد بن سلمان
وهو الحفيد الثالث لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود.. ولد فى العام 1985م (33 عامًا).. وعُيّن نائبًا لحاكم المنطقة الشرقية فى إبريل من العام 2017م.. والده هو الأمير «فهد بن سلمان»، الابن الأكبر لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وكان نائب حاكم المنطقة الشرقية خلال الفترة من 1986م، حتى 1993م.. ووالدته الأميرة نوف بنت خالد بن عبدالله بن عبدالرحمن آل سعود. وله من الأشقاء ثلاثة، هم: (الأمير سلطان، والأميرة سارة، والأميرة ريما).
درس «الأمير أحمد» خلال المرحلة الابتدائية فى مدارس الظهران بالمنطقة الشرقية، وفى المرحلة المتوسطة بمدارس نجد بـ «مدينة الرياض»، وفى المرحلة الثانوية بـ «مدارس دار السلام».. وحصل على درجة البكالوريوس فى القانون من جامعة الملك سعود فى العام 2007م.. كما حصل على عدد من الدورات المتخصصة فى مجال البحوث، وإدارة الأصول، والوساطة المالية، والإدارات المصرفية الاستثمارية من شركة جدوى للاستثمار.
8- تركي بن محمد بن فهد
وهو «الابن الأكبر من الذكور» للأمير محمد بن فهد بن عبدالعزيز (أمير المنطقة الشرقية الأسبق).. ولد فى أكتوبر من العام 1979م (38 عامًا).. وعُيّن مستشارًا للمحكمة الملكية فى يونيو من العام 2017م
تلقى الأمير «تركى بن محمد» تعليمه الابتدائى والإعدادى والثانوى فى مدارس الظهران (شرق السعودية).. وبعد ذلك التحق بجامعة الملك فيصل فى العام 1998م، وحصل على شهادة القانون والأنظمة فى العام 2002م.. وبعد تخرجه عمل بـ«القطاع الخاص» (إدارة الأعمال التجارية الخاصة به)، إلى جانب تدربه بشركة للمحاماة (حصل فى العام 2013م على رخصة مزاولة المحاماة فى السعودية).. وهو رئيس مجلس إدارة شركة «تعليم» للخدمات التعليمية.. كما يشغل منصب نائب رئيس مجلس إدارة شركة أميانتيت العربية السعودية، التى تأسست فى العام 1968م (تتخذ من الدمام مقرًا لها).
9- سعود بن خالد بن فيصل
وهو الابن «الثالث» من أبناء الأمير خالد الفيصل .. عُيّن نائبًا لحاكم المدينة المنورة فى إبريل من العام 2017م، ويحمل درجة بكالوريوس علوم فى المالية من كلية الإدارة الصناعية (جامعة الملك فهد للبترول والمعادن) بالعام 1996م.
كما تم تعيينه وكيلاً لمحافظ الهيئة العامة للاستثمار لشئون الاستثمار منذ ديسمبر 2010م، حيث رأس إدارة شئون الاستثمار.. وهى الجهة المسئولة عن إدارة بيئة فريق الاستثمار، وأجندة التنافسية بالمملكة العربية السعودية،. كما شغل عضوية الاتحاد العالمى للمجالس التنافسية، ومجلس أمناء مؤسسة الملك فيصل الخيرية.
10- عبد الله بن خالد بن سلطان
وهو من مواليد العام 1988م (30 عامًا).. وعُيّن فى يونيو من العام 2017م مستشارًا بالديوان الملكى السعودى (مرتبة ممتازة).. كما صدر قرار بتعيينه عضوًا بمجلس إدارة «نادى الفروسية» فى 26 فبراير الماضى (فبراير من العام 2018م).
وإلى جانب شغله موقع عضو اللجنة التنفيذية بالشركة الوطنية للخدمات الجوية (ناس القابضة)؛ سبق أن عمل «الأمير عبدالله» كمتدرب ببنك UBS فى المملكة المتحدة بين العامين: 2010م، و2011م.. وباحث أسهم بنيويورك فى العام 2011م.
وهو حاصل على درجة الماجستير فى إدارة الأعمال من الولايات المتحدة الأمريكية فى العام 2015م، وبكالوريوس الاقتصاد [من جامعة كولومبيا] بالعام 2010م.