رسائل «سيناء 2018»

الله أكبر.. الله أكبر.. الله أكبر
تلك كانت صيحات الجنود وهم يخوضون بقوى غاشمة معركة العزة والكرامة الله أكبر.. الله أكبر.. صيحات هزت معاقل الإرهابيين وزلزلت الأرض من تحت أقدامهم ليتساقط خفافيش الظلام وعملاء القتل والتدمير وسماسرة التخريب والتفجير ومعهم تجار المخدرات!
فقد بدأت الدولة المصرية خطتها العسكرية الشاملة واسعة النطاق لمجابهة العناصر الإرهابية والإجرامية لتطهير البلاد شمالاً وجنوبًا شرقًا وغربًا واديًا وصحراء لاقتلاع البؤر الإرهابية وسحقها من جذورها.. فضلاً عن استهداف الجبال الملاصقة لمحافظات جنوب الصعيد فى واحدة من أشرس العمليات العسكرية ضد الجماعات التكفيرية وذلك يوم الجمعة قبل الماضى.. وشملت المعارك كافة وحدات الجيش من قوات جوية وبحرية وصاعقة ومظلات ومدفعية وحرس حدود ومشاه عادى ومشاه ميكانيكا وعناصر من أسلحة الحرب الإلكترونية والمهندسين والاستطلاع والمخابرات الحربية وأيضًا المدرعات بالتنسيق مع وزارة الداخلية وذلك كله قبل أن تنتهى مهلة الثلاثة أشهر التى حددها الرئيس عبدالفتاح السيسى للفريق محمد فريد حجازى رئيس أركان القوات المسلحة فى يوم 29 نوفمبر وبالتحديد فى احتفالات المولد النبوى الشريف.
وأسفرت العملية الشاملة - حتى كتابة المقال - عن تحقيق العديد من النجاحات على كل المستويات حيث تم ضبط وتصفية آلاف من الإرهابيين والعناصر التكفيرية والمطلوبين للعدالة الجنائية والمشتبه بهم ومن بينهم جنسيات أجنبية وتدمير مئات من مخازن الأسلحة ومعامل تصنيع العبوات الناسفة وأوكار وعشش تستخدم فى إيواء الهاربين وأيضًا تدمير مراكز إعلامية عثر بداخلها على أجهزة الحواسب الآلية ووسائل الاتصال اللاسلكية ومحطات للإرسال (إذاعة لاسلكية) وكتب ووثائق ومنشورات خاصة بالفكر الجهادى.. كما عثر على العديد من المخابئ والخنادق المجهزة هندسيا تحت الأرض وكميات كبيرة من الدوائر الكهربائية والشراك الخداعية وألغام مضادة للدبابات وأيضًا إبطال مئات من العبوات الناسفة التى تم زرعها على محاور التحرك المختلفة لاستهداف القوات بمناطق العمليات.. بالإضافة إلى تدمير العشرات من سيارات الدفع الرباعى والدراجات النارية وضبط قطع غيار السيارات والدراجات.. كما تم اكتشاف وتدمير العديد من مزارع البانجو والخشخاش المخدر وكميات ضخمة من الأقراص المخدرة والمخبأة فى الجبال!
وعلى امتداد السواحل تقوم القوات البحرية بتفتيش كافة السفن والعائمات المشتبه بها مع قطع خطوط الإمداد والإخلاء للعناصر الإرهابية بالتزامن مع قيام الوحدات الخاصة البحرية بتنفيذ أعمال المداهمات وتفتيش البؤر الإرهابية بالمناطق الساحلية. هذه النتائج ما كانت تتحقق لولا الأخذ بأسباب النجاح.. فقبل بدء العمليات الشاملة كانت هناك منظومة متكاملة تعمل وفق استراتيجية وترتيبات مهدت الطريق أمام المعارك أهمها جمع المعلومات الدقيقة من خلال المخابرات الحربية والتى حددت وبدقة أماكن تواجد الإرهابيين وطرق تحركاتهم، فضلًا عن استخدام أساليب التضليل والخداع والتمويه التى أحاطت بعمليات نقل القوات وانتشارها بكامل معداتها وعتادها فى كافة مناطق شبه جزيرة سيناء والمناطق الحدودية، وهناك أيضًا ما قامت به وزارة الصحة والتى أصدرت نشرة استثنائية قبل بدء العمليات بيومين، هذه النشرة تقضى بموجبها ضرورة إخلاء ٪30 من طاقة المستشفيات ووضع غرف العمليات الرئيسية فى حالة التأهب القصوى وإلغاء عطلات الأطباء والعاملين فى كافة المستشفيات بالإضافة إلى استدعاء جراحين وأطباء تخدير إضافيين.
العملية الشاملة تحمل فى طياتها العديد من الرسائل الهامة التى يجب أن يستوعبها الجميع داخليًا وإقليميًا ودوليًا.. فالرسالة الداخلية تتجلى فى طمأنة المصريين على أن جيشهم لديه درع وسيف وأنه يسيطر على كل أراضى شبه جزيرة سيناء ضاربًا باتفاقية كامب ديفيد عرض الحائط وإنه قادر على الوصول إلى كل البؤر الإرهابية التى استوطنت بقعًا من الأراضى وتدميرها.. وإقليميا ضرب المتربصين وإفشال حلم صفقة القرن التى يروج لها الأمريكان لصالح الخطط التوسعية لإسرائيل فى سيناء، ودوليًا هى استعراض للقوى لكل من يفكر أو يحاول أن يلعب فى أمننا القومى وخاصة تركيا التى بدأت تطل برأسها علينا وتحاول عرقلة مكتسباتنا الاقتصادية من الثروة البترولية فى شرق البحر المتوسط والإضرار بمصالح مصر العليا.. كما أنها رسالة إلى كل الجماعات الإرهابية على اختلاف مسمياتها بعدم الاقتراب من الأراضى المصرية!
ولك  يا مصر أن تفخرى بجيشك الذى ظل حاميا لترابك وحدودك على مر العصور، فالجنود المصريون هم خير أجناد الأرض وفى رباط إلى يوم الدين... وصدق الحجاج بن يوسف الثقفى حين قال عن المصريين فى وصيته لطارق بن عمرو حين صنف العرب فقال عن المصريين: لو ولاك أمير المؤمنين أمر مصر فعليك بالعدل فهم قتلة الظلمة وهادمو الأمم.. وما أتى عليهم قادم بخير إلا التقموه كما تلتقم الأم رضيعها.. وما أتى عليهم قادم بشر إلا أكلوه كما تأكل النار الحطب.. وهم أهل قوة وصبر وجلد.. ولا يغرنك صبرهم ولا تستضعف قوتهم فهم إن قاموا لنصرة رجل ما تركوه إلا والتاج على رأسه.. وما قاموا على رجل ما تركوه إلا وقد قطعوا رأسه.. فاتق غضبهم ولا تشعل نارًا لا يطفئها إلا خالقهم.. فانتصر بهم فهم خير أجناد الأرض.. واتق فيهم ثلاثا الأول: نساؤهم فلا تقربهن بسوء وإلا أكلوك كما تأكل الأسود فرائسها، والثانى: أرضهم وإلا حاربتك صخور جبالهم، والثالث: دينهم وإلا أحرقوا عليك دنياك.. وهم صخرة تتحطم عليها أحلام أعدائهم! وقال عنهم نابليون بونابرت: لو كان عندى نصف الجيش المصرى لغزوت بهم العالم! كما قال هتلر: لو كان معى سلاح روسى وعقلية ألمانية وجندى مصرى لغزوت العالم! فهنيئًا يا مصر بجيشك «خير أجناد الأرض».