الأربعاء 8 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
الرئيس.. وهموم  السينما

الرئيس.. وهموم السينما


 فوجئت كما فوجئ المصريون والمتابعون  مثلى لشئون البلاد والعباد باهتمامات الرئيس عبدالفتاح السيسى لما يجرى على الساحة الفنية وأنه منفتح بشكل دقيق على السينما المصرية. ومتابع جيد للأعمال الدرامية ولا أحسن ناقد سينمائى،  حتى وجدنا أنه يتألم من الحالة التى وصلت إليها ومن كل لفظ يقال بلا داع وفى غير محله بالسينما والإعلام حتى مع من يختلفون معنا ومن يتمنون لنا  الشر!
 فالرئيس يعتبر الفن هو حائط الصد أمام التطرف والتشدد وأن الأمم المتقدمة تُسوق صورتها للعالم من خلال الفن والرسالة الإعلامية،  حيث تتم صياغة تلك الرسائل بعناية كبيرة لتعلى من دور القيم فى المجتمع وتغرس معانى طيبة داخل نفوس الشباب والأطفال بشكل غير مباشر.. وهو دائما ما يؤكد  على أن دور السينما الحقيقى هو الحفاظ على البلاد وتنميتها.
 ففى الاجتماعات التى جرت بمناسبة انعقاد جلسات مؤتمر (حكاية وطن) الذى انطلق يوم 16 يناير الماضى واستمر لمدة ثلاثة أيام وشهد مشاركة كبيرة من الشباب  والوزراء والمسئولين الكبار بالدولة  والإعلاميين  والصحفيين وخلال جلسة دائرة حوار حول محور السياسة الخارجية ومكافحة الإرهاب  وإعادة بناء مؤسسات الدولة كشف  الرئيس أنه لن ينأى بجهد عن دعم السينما المصرية وخروجها من عثرتها والاهتمام بها.. لكنه اشترط ضرورة أن يراعى السينمائيون والمهتمون بصناعة السينما الله وضميرهم وفنهم فى كل ما يقدمونه على الشاشة ويؤثر على وجدان المصريين بكل فئاتهم وأعمارهم  وأن يتحملوا مسئولياتهم فى إدخال السعادة والبهجة لكل المجتمع وإرساء القيم والمثل العليا دون إسفاف أو ابتذال  وطالب بضرورة إنتاج أفلام سينمائية تدعو للأخلاق والقيم الجميلة.
 وأشار الرئيس السيسى إلى أن السينما الحقيقية عليها أجر وثواب كبير لا يتخيله أحد عندما تدعو  إلى أخلاق  وفضيلة وثوابت وعند استخدام الألفاظ الطيبة لأن كل من يرى هذه المشاهد سينفذها.. معربا عن ألمه من تداول  ألفاظ بذيئة  تحرج المشاهدين وعائلاتهم قائلا (أنا بتألم من أى لفظ يقال بلا داع فى غير محله بالسينما والإعلام حتى لو كانت هذه الألفاظ ضد أهل الشر أنفسهم لأننا مش هنستفاد من ده حاجة).
المفاجأة التى أدهشتنى أكدت لى أن المسئول الأول عن البلاد لا يترك صغيرة ولا كبيرة إلا ويتابعها.. ففى السابق وجدنا رؤساء سابقين يهتمون بالفن بشكل عام، لكن دون الدخول فى التفاصيل ودون أن يطالبوا بتوجه معين.. لكن الرئيس السيسى لا يترك التفاصيل -  وهذا يحسب له -  فعلى الرغم من الظروف التى تحيط بنا ويعيشها الرئيس السيسى فإننى  وجدت أن الرجل الذى يتحمل على أكتافه مسئولية الدفاع  عن الأمن القومى  المصرى والعربى   ومكافحة الإرهاب والحفاظ على  البلاد وتطوير العلاقات  العربية والدولية ويتحمل مسئولية ملفات الأكل والشرب والتعليم والصحة ومد الطرق والتنمية الشاملة وتحسين معيشة المواطنين تجده أيضا متابعا جيدا ومهمومًَا بملف الثقافة وما يقدم للناس وما وصلت إليه حال السينما المصرية  من تدهور وتراجع فى  السنوات الأخيرة حتى إنها فقدت مكانتها العالمية.
 ويولى الرئيس السيسى اهتماما كبيرا لقطاع الفن وكل ما يخص الذوق العام لدى المصريين لدرجة أنه كلف الدكتور محمد العدل بتشكيل لجنة لتطوير الفن السابع والارتقاء بما يقدمه الفنانون من أعمال على الشاشة الفضية، وأتصور أن هذه اللجنة ستضع أيديها على كل ما يعوق  تقدم الفن والوصول  به إلى ما يتمناه المصريون وهذا ما أكده  العدل للرئيس ، وقال له نحن جاهزون وتحت أمرك لتنفيذ ما تطلبه منا ودعا العدل الرئيس إلى ضرورة دعمه لمهرجان الأقصر للسينما الإفريقية الذى سيقام من الفترة 16 مارس إلى 23   مارس المقبل وتحضره أكثر من 45  دولة إفريقية وجميع وكالات أنباء العالم ونجوم عالميون وطالبه بأن يكون مهرجان الأقصر هذا العام تحت رعايته لأن هذا يمكنه أن يفتح له كل الأبواب المغلقة ليرد عليه الرئيس (إنت تطلب وتأمر).
 ولم يدخر الرئيس السيسى جهدا للتواصل واللقاءات  مع النجوم والسؤال عن مريضهم ومواساة متوفاهم فقط بل تعددت اللقاءات معهم ليسمعوا له ويسمع لهم ويحرص الرئيس دائما على قوله أن (الفن هو  حائط الصد أمام التطرف والتشدد وعندما يتراجع دوره تظهر دائما  مشكلات  عديدة) ومترحما على دورها فى الماضى قال (إن السينما المصرية فى القرن الماضى كانت ثانى مصادر الدخل القومى المصرى والأمم المتقدمة تُسوّق  صورتها للعالم من خلال الفن والرسالة الإعلامية الهادفة).
ولهذا  أقول إن الوضع الراهن يحتاج إلى  اصطفاف حقيقى من المصريين وأهل الفن والثقافة  لإعلاء القيم النبيلة وغرس المعانى الطيبة للمجتمع المصرى الراقى المتحضر دون أن تتعرض لأمور البلطجة والمظاهر السلبية والعشوائيات والسلوكيات غير المقبولة اجتماعيا ودينيا.. وعليها أن تخرج أفضل ما فينا وتنتقد أسوأه وتدفنه فى التراب فلا قيمة للديمقراطية والحرية  فى مجتمع يسيطر عليه الانفلات  الأخلاقى !
 وأخيرا هل تعلمون أن علاقة مصر بالسينما بدأت فى نفس الوقت الذى بدأت به فى العالم وكان أول عرض سينمائى  قدم فى مصر فى مقهى (زواني) بمدينة الإسكندرية فى يناير 1896  وتبعه أول عرض سينمائى بالقاهرة فى 28 يناير 1896  فى سينما (سانتي) ثم تبعهما عرض فى بورسعيد  وافتتحت  أول سينما توغرافى  لـ (لوميير) بالإسكندرية وحصل على حق الامتياز (هنرى ديللوستر لوجو) وكان مقرها ما بين بورصة تومسون وتياترو الهمبرا واعتبر 20 يونيو 1907 هو بداية الإنتاج السينمائى المصرى.>