الأربعاء 8 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
خديعة.. «البيتكوين»

خديعة.. «البيتكوين»


يبدو أن الباحثين عن الثراء السريع لا يريدون أن يتعملوا من تجارب ماضيهم السيئة فى الخديعة الكبرى المسماة بشركات توظيف الأموال.. وأن أموالهم هانت عليهم وحلم الثروة السهل قد أعماهم عن المخاطر التى يمكن أن تعرضهم للخسائر الضخمة.. وأنهم يصرون على ألا يتعلموا يعنى إيه استثمار وما هى الأوعية الادخارية الآمنة التى يمكن أن تناسبهم فى أحسن وسيلة  لاستثمار أموالهم بما يحقق لهم عوائد وأرباحًا مناسبة.. وراحوا يجرون وراء إعلانات الوهم الإلكترونية ليصبحوا صيدا سهلا للمحتالين والنصابين والعصابات الدولية!
ففى الآونة الأخيرة انتشرت داخل أسواق المال المصرية مواقع إلكترونية كثيرة تحث جميعها المستثمرين المصريين  على تحقيق حلم الثراء السريع والمضاربة بأموالهم فى بورصة «البيتكوين»، وهذه المواقع تستخدم وسائل تحفيزية تارة  بالمكاسب الضخمة وتارة أخرى بالترغيب واللعب على عقول كل من يريد أن يحقق الربح  السريع.. ليتواصل الخداع المالى والاحتيال فى أبشع صورة للسيطرة والاستحواذ على أموال المصريين.
خسائر كبيرة تعرض لها المستثمرون فى الخارج وصلت إلى المليارات  من وراء المضاربة على «البيتكوين» لدرجة أنها تجاوزت فى يوم واحد أكثر من 17مليار دولار!
و«البيتكوين» هى عملة رقمية افتراضية ليس لها وجود مادى وغير مغطاة بأصول ملموسة، ويجرى تداولها عبر شبكة الإنترنت ولا يصدرها أى بنك مركزى ولا تخضع لإشراف أى جهة رقابية دولية ولا تتحكم فيها أى سلطة مركزية، إذ تعتمد العملة بدلا من ذلك على الآلاف من أجهزة الكمبيوتر فى أنحاء العالم التى تتحقق من صحة المعلومات وتضيف  المزيد من عملات «البيتكوين» إلى النظام.. وقد حظيت «البيتكوين» بشهرة كبيرة منذ انطلاقها فى عام 2008 والتى اخترعها وصممها شخص يسمى نفسه «ساتوش ناكاموتو» وهويته مجهولة.. بينما المعلومات المتوفرة لدينا تؤكد أن من يقف وراء تداول هذه العملة تحالف يهودى صهيوني!
وقد تجاوزت العملة قيمة أوقية الذهب فى مارس 2017 لأول مرة  منذ انطلاقها، بعدما ارتفعت قيمتها بنحو 40 % فى النصف الأخير من العام الماضي، وبعد أن كان سعرها 9 سنتات فقط!
ويعادل حجم «البيتكوين» المتداول حاليا فى العالم نحو 70 مليار دولار كقيمة سوقية، ويقدر سعرها اليوم بحوالى 4400 دولار للوحدة الواحدة .. ويمكن الحصول على «البيتكوين» وتداولها عبر تطبيق الهاتف الذكى أو برنامج كمبيوتر يقوم بتوفير محفظة بيتكوين شخصية ويسمح للعميل بإرسال واستقبال عملات (البيتكوين) باستخدامه!
 وتثير (البيتكوين) مخاوف بعض البلدان التى انتشرت فيها بشكل واسع مثل الصين واليابان وأمريكا وغيرها بسبب صعوبة تتبعها، حيث إنها عملة مشفرة لا يمكن التعرف على صاحبها وليس  لها أرقام مسلسلة وتخشى الدول استخدامها فى التجارة غير المشروعة!
وتعتبر «البيتكوين» العملة الافتراضية ملاذا آمنا  للتحوط من عدم الاستقرار المالي.
كما أنها شهدت إقبالا من تبعات عدد من الأحداث  السياسية الدولية التى تتسم بالضبابية، فضلا عن أنها لم تحظ حتى الآن باعتراف دولى كعملة شرعية!
 وقد سارعت الحكومة المصرية  وكشفت عن مخاطر «البيتكوين» الكارثية بعد أن انتشرت مكاتب خاصة للترويج وتداول «البيتكوين»، وبعد أن أعلن البعض عن إنشاء أول بورصة «للبيتكوين» الإلكترونية المشفرة وانطلاقها سارعت وحذرت المصريين على لسان مسئولى هيئة الرقابة المالية بأن الهيئة لم تصدر تراخيص لمكاتب أو شركات أو حتى بورصة لتداول عملة «البيتكوين» فى مصر، وأن الهيئة ستلاحق مؤسسيها قانونيا، مؤكدين أنه ليس معنى أنها منتشرة فى عدد من دول العالم أنه سيسمح بتداولها فى السوق المصرية!
 كما نفى البنك المركزى المصرى وجود دراسة لتداول عملة «البيتكوين» فى الجهاز المصرفي، مؤكدا أنه لن يسمح بتداول العملات الافتراضية نهائيا وأنه يتعامل فقط بالعملات الرسمية!
 وحذر البنك المركزى من مخاطر دعوات الانسياق وراء العملات الرقمية الافتراضية وما يرتبط بها من معاملات فى ضوء أنها غير خاضعة لرقابة أى جهة داخل مصر وتشكل تحايلا على المنظومة النقدية الرسمية الخاضعة للرقابة وما يرتبط بها من قوانين مكافحة غسل الأموال!
 وكشف محمد عمران رئيس هيئة الرقابة المالية، عن أنه رغم التسارع المحموم على تلك العملات الإلكترونية بفعل المضاربات من خلال منصات التداول الإلكترونى أو من خلال بعض أسواق المشتقات التى فتحت أبوابها مؤخرا لتداول العقود  المبنية على تلك العملات فإن الهيئة لا توافق على التعامل فيها أو استخدامها، كذلك تعتبر دعوات تحفيز المستثمرين للتعامل فيها لتحقيق عوائد وأرباح مجزية نوعا من أنواع التضليل الذى يقع تحت طائلة المساءلة القانونية!
 كما سارعت كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بتنظيم ندوة حول المخاطر المحتملة للنقود الرقمية والآثار الاقتصادية المترتبة عليها.
 كما حذر مجلس الاحتياطى الفيدرالى الأمريكى من عملة «البيتكوين» والتعامل على العملات الرقمية، مؤكدا أنها قد تعرض سلامة النظام  المالى للخطر!
وحذرت مؤسسة النقد العربى السعودى «ساما» من العواقب السلبية لتداول «البيتكوين» مؤكدة أن هذا النوع من العملات لا يعد عملة معتمدة داخل  المملكة!
وأخيرًا أقول لمن يحلمون بالثراء السريع (إذا أردت الاستثمار فى  (البيتكوين) فكن على استعداد لخسارة كل أموالك والحصول على «السلطانية»!>
w