الإثنين 10 نوفمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
إنذار !

إنذار !


حوادث متكررة وأرواح تُزهق فى لمح البصر ومسئول يقال وآخر يحل مكانه ومسئولون يحالون إلى النيابة العامة منهم من يتم حبسه ومنهم من يحصل على البراءة، ومع كل ذلك الموت لا يغادر قضبان السكك الحديدية: الملايين من مستخدمى القطارات لا يدرون نهايتهم فعندما يركبون القطار يجهلون مصير رحلتهم هل تنتهى بهم إلى الآخرة، أم تنتهى بهم إلى المكان الذى يريدونه هذا هو حال السكك الحديدية عندنا, فهى متهالكة البنية التحتية ومهملة من كل الجوانب.
حادث كارثة قطار خورشيد بالإسكندرية قد أطلق الإنذار الأخير للجميع بأن هناك كوارث أكبر من ذلك بكثير سوف تقع بعد أن سبقتها إشارات الحوادث داخل هذا المرفق، ولم يتم تحريك ساكن غير التصريحات الوردية وأن يد الإهمال هى التى طالت السكك الحديدية فى مصر منذ قديم الزمن، فالغريب أن السكك الحديدية فى مصر كانت رقم 2 على مستوى العالم عندما تم إنشاؤها عام 1854، والآن أصبحت رقم 78، والسبب فى ذلك هو سوء الإدارة وفشلها فى تطوير وتحديث هذا المرفق على مدى السنين، والأرقام والإحصائيات ونزيف الدم تؤكد ذلك وتتحدى تصريحات المسئولين التى تزداد كلما وقع حادث قطار، وكلما هدأت الأمور فاجأنا حادث جديد يعيد إحياء جراح الماضي، ورغم الجهود التى يتم الإعلان عنها لتأمين ركاب القطارات فإن رحلات الموت تزداد حسبما تؤكد الإحصائيات الرسمية.
حيث أكد الجهاز المركزى للتعبئة والإحصاء أن عدد الحوادث فى عام 2012 بلغ 447 حادثًا، وظلت الحوادث تزداد حتى وصلت العام الماضى 1249 حادثًا وأن السنوات الخمس الأخيرة كانت فاتورة حوادث السكة الحديد هى الأكبر والأعلى طوال تاريخ السكة الحديد فى مصر بعد أن بلغت 4756 حادثا راح ضحيتها 375 مواطنًا، وهى أرقام مفزعة ومرعبة، ويبدو أن الحل مستعصٍ على كل المسئولين بعد أن توقفنا عن تطوير هذا المرفق من الفحم إلى الديزل رغم أن الدول المتقدمة توقفت عن استخدام الديزل منذ أكثر من ثلاثين عاما وأصبح الحل الأمثل للتطوير أن نواكب العصر باستخدام أحدث النظم فى هذا المجال.
نعم إن هذا المرفق يحتاج إلى مليارات ضخمة لن تستطيع الحكومة توفيرها، وهو ما يستوجب دعوة الشعب المصرى إلى استثمار أمواله فى تطوير السكك الحديدية من خلال رجال الأعمال أو شهادات استثمار ليتم إنشاء سكك حديد جديدة فى مكان آخر على أحدث طراز يضمن سلامة وأمن المواطن فى وسيلة مواصلات حضارية وآمنة بعد أن كانت الطرق فى مصر يطلق عليها طرق الموت أصبحت الآن طرقًا عالمية عالية الجودة تضاهى الطرق فى الدول المتقدمة، لذلك يجب أن ننظر إلى السكك الحديدية بنفس نظرة تطوير الطرق بحيث تصبح بنفس جودة الطرق الحديثة التى أصبحت تربط مصر من شرقها لغربها ومن شمالها لجنوبها، الأمر الذى جعل حوادث الطرق فى تراجع مستمر، لذلك يجب على المسئولين فى هيئة السكة الحديد أن يحذوا حذو إدارة الطرق باستخدام أحدث الأساليب فى تشغيل هذا المرفق.
نتمنى أن يعى المسئولون الدرس جيدا وأن يبدأوا من الآن فى بناء سكك حديد جديدة عالية الجودة لا بشكل ظاهرى كما يفعلون فى كل مرة بطلاء القطارات بألوان مختلفة بادعائهم أنه التجديد الذى قاموا به من أجل الشو الإعلامي.