عصام عبدالجواد
سماسرة الإرهاب
بعد أن أيقنت التنظيمات الإرهابية أن هناك دولاً عديدة لن تستطيع دخولها أو السيطرة عليها لتكوين قاعدة إرهابية فيها بدأت لعبة الإنترنت لضم أعضاء جدد فأنشأت آلافاً من الصفحات على وسائل التواصل الاجتماعى منها صفحات صريحة تدعو كل من يتصفحها للانضمام لهذه التنظيمات ومنها الصفحات المجهولة التى لاتحمل اسما أو شعارا وهى الأخطر على الإطلاق لأنها تحمل فكر التنظيم وتدس السم فى العسل ويسهل من خلالها تجنيد الأفراد والجماعات ويبدأ من خلالها إقناعهم بأفكارهم الإرهابية وتجنيدهم للسفر فى الأماكن التى يسيطرون عليها ولكنهم بعد ذلك طوروا خططهم الخبيثة.
حيث طلبوا منهم البقاء فى أماكنهم لتكوين خلية صغيرة يطلق عليها الذئاب المنفردة، وهذه الخلايا قد تتكون من شخص واحد أو ثلاثة أشخاص وقد تصل إلى خمسة أشخاص، أحيانا ويكون دورهم غسل مخ المتصفحين الجدد وخصوصا صغار السن منهم وتعليمهم كيفية صنع المتفجرات والأحزمة الناسفة وكيفية استخدامها وتحديد الهدف المراد التخلص منه، وهؤلاء لايبدأون التحرك إلا عن طريق سماسرة الإرهاب المنتشرين فى طول البلاد وعرضها وبرغم وجودهم بيننا الآن فإن الكشف عنهم أصبح من المستحيلات فهم الذين يمولون العمليات الإرهابية بعد تلقيهم الأموال من الخارج وهم أيضا من يشترون السلاح المستخدم فى عملياتهم وفى أحيان أخرى هم من يسفرون هؤلاء الشباب إلى الخارج، فإذا نظرنا إلى العمليات الإرهابية التى وقعت فى مصر خلال شهر يوليو الحالى نجد أن حادث البدرشين الذى استهدف خمسة من رجال الشرطة الأبطال على يد مجموعة مكونة من ثلاثة أشخاص تتراوح أعمارهم طبقا للفيديو المصور ما بين 20 إلى 22 عاما وكذلك حادث معسكر الإسماعيلية فى منطقة الكيلو 11 والذى تمت مهاجمته من قبل أجهزة الأمن مع بداية نفس الشهر، وكان به 17 عنصرا إرهابيا كان يتم تدريبهم لبدء تنفيذ عمليات إرهابية فى البلاد وبعد تصفيتهم تبين وجود كمية ضخمة من الأسلحة والذخيرة معهم، هؤلاء الصغار قد وقعوا فى فخ سماسرة الإرهاب وعمليات غسيل المخ عبر صفحات الإنترنت حتى تحولوا إلى ما يشبه الإنسان الآلى يتم تحريكهم بالريموت كنترول من خلال سماسرة الإرهاب الذين يقنعونهم بأن السفر للخارج مرتبط بتنفيذ عدد من العمليات الإرهابية داخل البلاد وإذا وقع أحدهم قتيلا فإن أسرته سوف تنعم فى الأموال الكثيرة التى ستتدفق عليها من قبل الجماعة فى الخارج، وفى الواقع لايعرف أحد على وجه الدقة كم عدد هؤلاء السماسرة فى مصر، ولكن الواقع يقول إنه قد زاد عددهم منذ وجود الإخوان فى الحكم وتحديدا فى فترة اعتصام رابعة، كان دورهم أثناء الاعتصام النزول إلى القرى والنجوع وإغراء الشباب بالمال وحشدهم فى أتوبيسات والدفع بهم داخل الاعتصام مقابل مائة جنيه فى اليوم وزاد إلى الضعف فى آخر أيام الاعتصام، وبعد فض الاعتصام اختفى أغلب هؤلاء السماسرة ولم يتم القبض عليهم رغم أن البعض منهم كان معروفاً بالاسم فى هذا الوقت ولم يتم حتى الآن الكشف عن هذه الأموال الضخمة التى كانت تدفع وقتها، وقد تحول دورهم بعد فض رابعة من مجرد دفع الأموال البسيطة لحشد الآلاف من الشباب فى الاعتصام إلى دفع أموال مهولة للأفراد الذين يقومون بتنفيذ عمليات إرهابية بعد تجهيزهم وإمدادهم بالأسلحة والمال وأماكن الاختباء. إن سماسرة الإرهاب هم أشد خطرا على المجتمع من الإرهابيين أنفسهم، هؤلاء يجب البحث عنهم والقبض عليهم ومحاكمتهم وإعدامهم فى ميدان عام حتى نخلص المجتمع من شرورهم.







