الإثنين 5 مايو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
تأديب وتهذيب وإصلاح قطر!

تأديب وتهذيب وإصلاح قطر!


ما أكثر الحروب والمعارك التى خاضتها مصر دفاعًا عن أرضها وأمنها القومى، وقدمت آلاف الشهداء فى سبيل أمنها واستقلالها واستقرارها!
انهزم كل من حاول المساس بمصر وشعبها وأمنها، وخرجت مصر منتصرة قوية رافعة الرأس.. ولاتزال مصر وشعبها وجيشها تخوض معركة وحربًا هى الأصعب والأشرس على وجه الإطلاق.. المعركة هذه المرة ليست فقط مع جماعات إرهابية وتكفيرية؛ لكنها حرب تشارك فيها قوى إقليمية وربما دولية سواء بالدعم المالى أو المعلوماتى.

لكن الأخطر أن يكون على رأس هذه القوى الإقليمية دولة عربية شقيقة هى قطر ونظامها. إن الشعب القطرى الشقيق نكنُّ له كل الود والحب والاحترام، لكن نظامه السياسى قرر أن يتآمر علينا ويهدد أمننا بما يفعله من مساندة مادية وإعلامية لهذه الجماعات الإرهابية التى يحتضنها ويتبناها ويدافع عنها، ويومًا بعد يوم يتأكد للعالم كله أن وراء كل كارثة ومصيبة إرهابية النظام القطرى وأميره وإعلامه وعلى رأسه قناة الجزيرة.
تأكد للعالم كله شرقًا وغربًا أن قطر هى راعية الإرهاب والجماعات الإرهابية، ومن وراء قطر تلعب تركيا وإيران دورًا لم يعد خافيًا على أحد، وفى كل عملية إرهابية شهدتها مصر فى السنوات الأخيرة كانت الأصابع القطرية موجودة بكل قوة.. وما أكثر الاعترافات حول هذا الأمر سواء من جهات دولية أو جهات عربية، ولم يحدث أبدًا أن صدر عن النظام القطرى بيان يدين أو يشجب هذه العمليات الإرهابية.. ولم يُصدِر أبدًا بيانًا يبدى فيه تعاطفه مع الشعب المصرى، وبلغت العمالة وانعدام الحس القومى قمته عندما تطلق الجزيرة على شهدائنا الأبرار كلمة «قتلى» ولم تستحِ قطر وقناة الجزيرة أن تهاجم كل جندى مصرى وتفبرك فيلمًا تسجيليًا من أجل الإساءة لشرف وكرامة الجيش المصرى.
وسنوات طويلة ومصر تحذر بأدب واحترام لخطورة الدور القطرى فى المنطقة العربية.. كانت مصر تملك بالأدلة القاطعة مئات الوثائق والاعترافات على دور النظام القطرى وأصابعه ليس فى مصر وحدها؛ بل فى دول مجلس التعاون الخليجى نفسه فى السعودية والإمارات إلى البحرين.. وليس خافيًا على أحد مساندة النظام القطرى وتدعيمه لكل الجماعات الإرهابية والتكفيرية فى العراق وسوريا واليمن وليبيا وتونس وغيرها.
وانكشف كل شيء وأدركت مصر وشقيقاتها من الدول العربية (السعودية والإمارات والبحرين) أن السكوت لم يعد ممكنًا وأن الصبر على حماقات وجرائم النظام القطرى قد نفد، وهو ما تجلى فى قرار مقاطعة قطر حتى تعود إلى عقلها ورشدها.
وهو قرار ليس موجهًا للشعب القطرى الشقيق؛ بل للنظام القطرى، وهو بمثابة تأديب وتهذيب وإصلاح لنظام اختار أن يرتمى فى أحضان أعداء ويبتعد عن الأشقاء، أشقاء الدم والدين والعروبة.
ولا أبالغ إذا قلت إن معظم ما جرى للعالم العربى منذ عام 2011 كانت  وراءه قطر وأعوانها، أحوال العالم العربى لا تسر أى عربى، لكنها تسر كل أعداء وخصوم العالم العربى.
منذ سنوات والعالم العربى يشهد ويعيش أكبر محنة وأزمة، بل مصيبة ربما لم تحدث أو يرها منذ سنوات طويلة جدًا.. انظر حولك وتأمل وشاهد ما يحدث فى أقطار عربية شقيقة، وما يحدث لشعوب هذه الأقطار وهم أهلنا وأشقاؤنا فى المقام الأول.
ملايين العرب تركوا بلادهم هربًا وفرارًا من صراعات وحروب مجنونة بلا معنى أو هدف وكلها تدور تحت شعار هو بريء منها تماماً.. مثل طلب الحرية والعدالة والديمقراطية، أكثر من ستمائة وعشرين مليار دولار هى فاتورة هذه الصراعات والأزمات العربية.. تخيلوا معى لو أن كل هذه المليارات تم إنفاقها على بناء آلاف المصانع لتقليل نسبة البطالة وتوفير ملايين من فرص العمل للشباب والشابات بدلاً من تركهم فريسة للجماعات المتطرفة والأفكار التكفيرية.. تخيلوا لو أنفقت هذه المليارات فى بناء آلاف المستشفيات والوحدات الصحية فى تلك البلدان لعلاج مئات الألوف من المرضى من كل الأعمار.. تخيلوا لو أنفقت هذه المليارات فى استصلاح ملايين الأفدنة وتتم زراعتها وتشغيل العاطلين بدلاً من استيراد الغذاء من الخارج.. وكلنا يعرف أن الغذاء أمن قومي!
وأخيرًا؛ فلم تكن الكلمات السابقة سوى خواطر وانطباعات مواطن مهموم بالشأن العام وليست مقالا لكاتب أو صحفى محترف.
ويبقى أن أشكر زميلى وصديقى الأستاذ/ هانى عبدالله رئيس تحرير مجلة «روزاليوسف» الذى طلب منى تحويل هذه الخواطر والانطباعات إلى كلمات اتخذت شكل مقال. 