الإثنين 28 أبريل 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
العفو الرشيد

العفو الرشيد


هل الشباب والقصر الذين قبض عليهم فى أحداث عنف  يتم تأهيلهم نفسيا ودينيا من قبل متخصصين قبل الدفع بهم للمجتمع من جديد؟

قيم مثل العفو والتسامح والمحبة والمصالحة هى قيم نبيلة لا شك فى ذلك وربما على المستوى الشخصى يكون أسهل «العفو عن ما سلف»، أما تطبيق هذه القيم النبيلة فيكون أصعب على المستوى الجماعى أو الوطنى ككل خاصة فى الحالة المصرية التى شاهدت كثيرا من أعمال العنف فى الشوارع والجامعات ووسائل المواصلات وغيرها التى فقد فيها المجتمع كثيرا من أبنائه مدنيين كانوا أو عسكريين، ناهيك عن الجو النفسى المتوتر الذى يعيشه المواطنون، ورغم ذلك المجتمع قد يتفهم أن هناك شبابا غُرر بهم أو أرادوا إثبات ذاتهم على حساب المجتمع فلجأوا إلى العنف، أو لأسباب أخرى خاصة بهم أو بنشأتهم، أقول ذلك بمناسبة إصدار السيد المستشار النائب العام قرارات بإخلاء سبيل عدد من الطلبة وصغار السن حفاظا على مستقبلهم الدراسى، كما أن الدولة بمناسبة الأعياد المختلفة تصدر قرارات إفراج عن المسجونين وهذا جيد وحميد إلا أننى أتساءل هل الشباب والقصر الذين قبض عليهم فى أحداث عنف أو مظاهرات عنيفة غير سلمية يتم تأهيلهم نفسيا ودينيا من قبل متخصصين فى علم النفس وغيرهم من التخصصات المختلفة قبل الدفع بهم للمجتمع من جديد؟ أم سيخرج الشباب ويعود إلى سابق تصرفاته؟ فنحن لا نستطيع أن نعول كثيرا على رقابة الشرطة لأن للشرطة مهاما كثيرة ومتعددة أخرى ومهما بلغت رقابتها إلا أن الشاب إن لم يتوقف من نفسه عن ممارسة العنف وعن اقتناع كامل من داخله، فى الأغلب سيُستغل من جديد من قبل الجماعات التى دفعت به إلى هذا المجتمع من أجل حفنة جنيهات أو باسم أفكار مغلوطة فى الدين. كذلك من المهم من ضمن التأهيل إزالة الأسباب أو بعضها التى تجعل الشباب ينخرط فى تلك الجماعات فهو فى الغالب يحمل أحقادا تجاه المجتمع بسبب الظلم الاجتماعى الواقع عليه من بطالة وفقر وسوء تعليم وسوء تغذية الذى يجعله عنيفا تجاه هذا المجتمع، فحل بعض مشاكله ستشجع هؤلاء الشباب للعودة إلى طريق الصواب والانخراط من جديد كإنسان سوى فى المجتمع خاصة أن القيادة السياسية تعمل بجدية فى هذا الاتجاه، بعض الحلول قد تكون عويصة الحل ولكن بعضها أيضاً قد تكون ممكنة، فلنستفد بكل ما هو إيجابى لعودة هؤلاء الأبناء إلى صفوف مجتمعنا، فكل الخطر أن يعود بدون تأهيل نفسى ومعنوى لأنه قد يعود أكثر حقدا وعنفا، فيعود ذلك السلوك السلبى على مجتمعنا واستقراره من جديد فالعفو الرشيد سيعود بفائدة جليلة عليهم وعلى المجتمع. ∎