
رفيق جريش
الإلحاد عند الإعلام الغربى
هل هناك شباب ملحد فى مصر؟ نعم، ولكن فى الأغلب هو شباب ضل الطريق وقد سقط عنده المثل الأعلى وهذا ما جرى للكثيرين من الشباب فى السنة التى حكم فيها الإخوان المسلمين باسم الدين
يهتم الإعلام الغربى حالياً ومراكز الأبحاث اهتماماً مريباً بظاهرة «إلحاد الشباب» التى ظهرت فى مصر فى الآونة الأخيرة وتحت هذا العنوان تتعرض مصر حالياً لهجمات ليست سياسية فى طبيعتها من قبل وسائلهم الإعلامية للدول التى تقول على نفسها إنها متقدمة وفى هذه المرة حول موضوع «الإلحاد والحريات» فقد قامت بعض القنوات ببث ريبورتاج حول الإلحاد والملحدين فى مصر وبالطبع بأسلوب تهجمى على مجتمعنا الذى لا يسمح بحرية الفرد فى اختيار «الإلحاد» كمبدأ له فى الحياة، واستشهدت هذه القنوات بالبرامج التى تم بثها، والذى فيه المذيع المصرى يهاجم ويتهكم ويطرد الشباب من الاستوديو وهذه البرامج وبهذه الطريقة غير التربوية قد أساءت إلى مجتمعنا إساءة بالغة.
ولكن لماذا تدس هذه المؤسسات أنفها فى مجتمعنا؟ وأسألهم هل تريدون من مجتمعنا أن يكون مثل مجتمعكم «خاوٍ من الله» مثل الحال الذى وصلتم إليه خصوصًا فى أوروبا الغربية؟ وعلى سبيل المثال الانحلال العائلى باسم الحرية الشخصية؟ يكفى أن نرى تصرفات رأس إحدى الدول هناك وما حل بأبنائه وعائلته من جراء التصرفات التى تخلو من أية قيم، هذا النوع من الحرية الغربية لا نريده لبلادنا ولا يناسب بلادنا، فنحن نريد بلدًا شعبه مؤمن ويهاب الله ويتحلى بالقيم الروحية والإنسانية دون تعصب أو تطرف والذى سيؤدى إلى رقى المجتمع فليس النجاح الاقتصادى وزيادة دخل الفرد وزيادة استهلاكه دليلاً على رقى أمة، بل بالقيم والأخلاق واحترام الغير واحترام الفكر المختلف معنا سياسياً وعقائدياً وما إلى ذلك.
هل هناك شباب ملحد فى مصر؟ نعم، ولكن فى الأغلب هو شباب ضل الطريق وقد سقط عنده المثل الأعلى وهذا ما جرى للكثيرين من الشباب فى السنة التى حكم فيها الإخوان المسلمين باسم الدين فهذا الفقر والظلم والبطالة، والأزمات الاقتصادية إضافة لما يتم الآن على مقربة منا من ذبح وسرقة وعنف وإجلاء باسم الدين قد جعل البعض من الشباب يترك الدين.
ولذا على المؤسسات الدينية أن تأخذ مسئوليتها، ولتجد الخطاب الدينى المناسب للشباب وشرح صحيح الدين لهم ومعاملة حتى الملحدين بشكل محترم وحسن ومحاولة إرجاعهم بالحسنى والموعظة الحسنة إلى الدين الصحيح.