
رفيق جريش
أين لجنة النصح والإرشاد؟
أقترح بشدة وبقوة وإلحاح على الحكومة أن تأخذ خطوة جريئة لعودة لجنة النصح والإرشاد لمن يريد أن يحول من دين لآخر
بمناسبة الفتن الطائفية التى تظهر من حين لآخر هنا وهناك وكثرة الروايات وتعدد الشائعات أرى أن هذا الزمن لم يعد زمانه، فانشغال الناس بقصص وروايات أو اختلاق مشاكل وإلباسها ثوب الفتن لرأب أو تغطية ومواربة أشياء أخرى هو إلهاء الناس فى زمن نريد أن نبنى فيه بلادنا وإنهاضها من أزماتها الاقتصادية الطاحنة وأزماتها الاجتماعية الفظيعة والخطرة فى الآن ذاته، وعيوننا شاخصة على المنطقة العربية وما يحدث فيها من إرهاب يحاصر بلادنا شرقاً وغرباً فى الوقت الذى نريد فيه لبلادنا التقدم والازدهار لنا وللأجيال القادمة.
لذا أقترح بشدة وبقوة وإلحاح على الحكومة أن تأخذ خطوة جريئة لعودة لجنة النصح والإرشاد لمن يريد أن يحول من دين لآخر وألا يكون فى مديرية الأمن كما كان قبل أن تلغى حتى لا تكون هناك شبهة الضغط على المتحول، ولكن أقترح أن يكون أمام المحكمة أو النيابة وأن يكون عملها عملاً يتصف بالجدية وليس كما كان فى السابق الذى فيه القس أو الشيخ لا يحضر أو مراسلات إبلاغ الكنائس لا تأتى لأن العناوين غير صحيحة، فالهدف ليس كسب شخص لهذا الدين أو ذاك ولكن الهدف أن يتأكد المجتمع وأقرباء المتحول أن هذا التحول عن إيمان واقتناع وإرادة حرة.
فكثيراً ما يظن المتحول نحو الدين الآخر أنه سيجد ملاذاً لمشاكله التى ليس لها أى علاقة بإيمان أو عقيدة التى يريد أن يتحول إليها، فالمشاكل الاقتصادية والأسرية هى من أول الأسباب التى تجعل شخصًا ما يريد التحول مدفوعاً بيأسه، ولذا سيكون على لجنة النصح والإرشاد البحث فى الأسباب التى يريد الشخص التحول من أجلها وحل مشاكله إذا كانت اقتصادية أو أسرية أو ما شابه ذلك، أما إذا رأت اللجنة أن الشخص يريد التحول لأسباب إيمانية وعقائدية صادر عن اقتناع وإرادة حرة فليكن له ما يريد، لذا على لجنة النصح والإرشاد أن تضم إلى عضويتها ليس فقط قسًا أو شيخًا، ولكن شخص قانونى وآخر نفسى أو ما تراه اللجنة مناسباً لمحاولة حل مشاكل المزمع أن يتحول، لا أعرف لماذا ألغى وزير الداخلية الأسبق هذه اللجنة فالأديان ليست بعدد الأتباع زاد واحد هنا أو نقص واحد هناك ولكن بالسلوك الذى يتبعه الإنسان والذى ينم عن دينه، أصبحت الفتنة الطائفية غطاء لأتفه الأسباب مسببة صداعاً مزمناً للسلطات المدنية والدينية على حد سواء، ناهيك عن الشائعات والعنف الذى تسببه وعلى الجميع الجرى لإطفاء ما قد احترق.
ومصر وهى فى طريقها إلى النهوض والعمل بطرق منهجية وعلمية من الأحرى أن يؤخذ هذا الموضوع مأخذ الجد ويتم حله بطرق منهجية وعلمية على يد متخصصين وعلى الشعب أن يلتفت إلى العمل الجد والشاق للنهوض ببلادنا ولا نضيع الوقت فى صغائر الأمور لا تعنى إلا أصحابها. ∎