الإثنين 28 أبريل 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
نداء باريس الإسلامى

نداء باريس الإسلامى


«نداء باريس» يؤكد أن الأعمال التى تقوم بها داعش ومن على شاكلتها هى أعمال بشعة وتنتمى لحقبة قديمة

فى سابقة هى الأولى من نوعها وللأسف لم تلتفت إليها وسائل الإعلام المصرية، أصدرت الاستشارية الفرنسية للعبادة الإسلامية CFCM   وهى من أهم الاتحادات الإسلامية فى فرنسا وأوروبا نداءً قويًا يُسمى «بنداء باريس» تلاه الشيخ دليل بوباكير رئيس المركز الإسلامى بباريس باسم 5,3- 5 ملايين مسلم فرنسى يندد بما جرى للمسيحيين والأقليات الأخرى فى الموصل بالعراق من طرد وتهجير وسلب لمنازلهم ومقتنياتهم.. ووصف النداء تلك الأعمال ببربرية من يسمون أنفسهم مجاهدى الدولة الإسلامية فى العراق وسوريا واصفًا أعمالهم الإرهابية بأنها ضد الإنسانية وأن الدين الإسلامى الحنيف منهم براء.. وتأتى أهمية نداء باريس بأنه ولأول مرة يخرج تنديد قوى لما يجرى للمسيحيين وغيرهم من الأقليات فى دول الشرق الأوسط من تنكيل وبعد أن كانت تلك المنظمات الإسلامية فى الغرب تدافع عن الإسلام فقط فى حال الاعتداء عليه فى البلاد الغربية وعلى سبيل المثال أثناء الرسومات الدنماركية المسيئة لرسول الإسلام أو أزمة المآذن فى سويسرا وغيرها.
كما يؤكد النداء أن هذه الأعمال التى تقوم بها داعش ومن على شاكلتها هى أعمال تنتمى لحقبة تاريخية قديمة، كما استنكر النداء الانضمام غير المسئول لبعض الشباب الفرنسى- يقال أن عددهم  وصل للتسعمائة - لهذه التنظيمات الإرهابية. كما أكد هذا النداء أن هذه الأعمال منافية تماماً بل ليست امينة لتعاليم وقيم الإسلام.
وتأتى أهمية هذا النداء الإسلامى الصادر من باريس بأنه يؤكد على «الإخوة» مع المسيحيين العرب فى الشرق الأوسط وأنهم يشكلون مع الأقليات الأخرى مكونا من المكونات الأساسية فى المنطقة كما لهم الحق فى البقاء والعيش على أرضهم بكرامة واطمئنان وكذلك ممارسة إيمانهم بكل حرية كما كان الحال  لقرون طويلة، فهذه الأرض المقدسة عاشت فيها الأديان التوحيدية الثلاثة جنبًا إلى جنب بسلام ووئام،  وتساءل المؤتمرون الصادر عنهم النداء: كيف نتخيل شرق أوسط مبتورا منه جزء أساسى من هويته ومن ازدهاره الحضارى؟
وقد وجه البيان نداء للضمير العالمى ليرى ما حل بالمسيحيين الشرقيين من آلام ومصاعب وعدم السكوت عنه.
فى سابقة أخرى دعا «نداء باريس» المسلمين للدعاء من أجل مسيحيى الشرق وذلك يوم الجمعة الماضى 12 سبتمبر 2014 بالمركز الإسلامى الكبير بباريس لم يحظ المسيحيون بمثله من المؤسسات الإسلامية فى الوطن العربى والإسلامى، فالصلاة والدعاء من أجل الآخرين حتى ولو من دين آخر يقرب الناس لبعضهم البعض خاصة أن الإله واحد، لذا نثنى على هذه الأعمال وهذا النداء والكلمات القوية التى جاءت فيه، وربما شعر المسلمون الفرنسيون - أغلبهم من أصول عربية وإسلامية - بمدى بشاعة أعمال داعش وغيرها من المنظمات الإرهابية، والتى تسبب لهم إحراجًا أمام زملائهم وأصدقائهم الفرنسيين، وكما قال صاحب الجلالة ملك السعودية إن الإرهاب سيطرق أبواب أوروبا الشهر المقبل وأمريكا فى خلال شهرين- فى إشارة إلى أن الإرهاب قريب وسيطال الجميع إذا لم يتحرك المجتمع الدولى لاقتلاع تلك البذور الفاسدة، وربما اجتماع قادة العالم الغربى والعربى فى باريس فى نهاية الأسبوع الماضى وتضافر جهود الجميع هو بداية لتصحيح أوضاع دخلت إلى منطقتنا وأبرزت دور وأهمية المسيحيين العرب تاريخيًا وحاضرًا ومستقبًلا لمنطقتنا هذه.