الخميس 24 أبريل 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
الكوميديا بكت فى سينما العيد

الكوميديا بكت فى سينما العيد


خدعوك فقالوا فى مانشيتات الصفحات الفنية بالجرائد والمجلات طوال الفترة الماضية:
 
الأفلام الكوميدية تهزم الأفلام الدرامية والاجتماعية فى سينما العيد بالضربة القاضية - الأفلام الكوميدية تحقق أعلى الإيرادات فى سينما العيد - تراجع الأفلام التى تندرج تحت المسمى الشعبى لتحتل القمة الأفلام الكوميدية الخفيفة التى لا ينافسها سوى أفلام الإثارة والتشويق.
 
العبارات السابقة كتبت بأقلام صحفيين وكتاب أعمدة (وللأسف) نقاد متخصصين.
ومصدر الخداع هنا الذى يثير الحنق يتمثل فى أن تلك الأفلام المشار إليها والتى عرضت فى العيد.. ليست أفلاماً كوميدية.. فمن العبث والجهل الربط المجحف بين الكوميديا وسينما الهلس والعبط.. والإسكتشات الفكاهية.. فهذا الربط يمثل إهانة لفن الكوميديا الحقيقى الذى هو فى الأساس قائم على استخدام العقل فى طرح قضايا اجتماعية وإنسانية وسياسية تعنى بمناقشة مشاكل الواقع ونقد وكشف سلبيات المجتمع وفضح عوراته ومثالب البشر.. وإحداث صدمة فى وعى المتفرج تدعوه إلى إصلاح عيوب مجتمعه.. وأحياناً الثورة عليه لتغييره.
 
ولا يخفى علينا أن الكثيرين من ممثلى الكوميديا أو فلنقل الممثلين الذين يؤدون أدواراً كوميدية لا يدركون الفرق الجوهرى بين تجسيد الشخصية الدرامية بأبعادها المختلفة.. وبين تمثيل ذواتهم متصورين أن الإضحاك يستلزم استدعاء لزماتهم الخاصة من حركات جسدية وأفيهات ونكات وطريقة تعبير.. واستخدامات لفظية معينة بصرف النظر عن ملاءمة تلك الأدوات لطبيعة الشخصية التى يمثلونها أو عدم ملاءمتها.. ومن ثم فإنهم يفقدون الشخصية مصداقيتها بل لا أبالغ إذا قلت أنهم فى كثير من الأحيان يفسدون العمل كله.
 
شاهدت أحد تلك الأفلام التى تتمحك فى الكوميديا.. والكوميديا منها براء هو فيلم أو فلنقل «لا فيلم» اسمه «جوازة ميرى» بطولة «ياسمين عبدالعزيز» و«حسن الرداد» و«كريم محمود عبدالعزيز»
 
الفيلم لا يناقش قضية ولا يحتوى على مضمون.. ولا يعالج موضوعا يهم الناس.. ولا يلقى الضوء حول مشكلة يريد أن يطرحها للنقاش.. وليس به قصة لها بداية ووسط ونهاية.. والكارثة تبدأ من رسم الشخصيات التى لا أبعاد لها على الإطلاق.
 
ولا يختلف الحال فى فيلم «الحرب العالمية الثالثة» فهو فى النهاية (لا فيلم) وبالتالى يصعب تقييمه أو نقده.. وقد يبدو أمراً هيناً أن نتناول فيلماً رديئاً بتحليله ومناقشة مضمونه وإبداء الرأى فى أسباب عدم تقبلنا له.. ولكن من العسير حقاً أن تقوم بذلك فى شريط سينمائى يعرض هراء لا ينتمى فى النهاية لفن السينما.
ولا يختلف الحال أيضاً فى فيلم «صنع فى مصر» الذى قام ببطولته «أحمد حلمى» والذى رغم محاولته الدءوبة لخوض غمار سينما مختلفة، فإنى أرى أن الحدود الفاصلة بين استنباط معان عميقة وضحك راقِ ورموز موحية.. وفن بصري ممتع.. وبين التسطيح ومعالجة القشور.
 
هذه الحدود التى لا ينتبه إليها «حلمى» تحتاج إلى كتاب سيناريو مثقفين وأصحاب فكر عميق.. ويستوعبون تماماً اتجاهات «العبث» واللا معقول.. والفانتازيا.
 
إنهم يسمون الهراء كوميديا بينما الحقيقة أن الكوميديا الحقيقية تبكى وتنتحب من جراء ارتكابهم هذه الخطايا المسماة أفلاماً..