الإثنين 28 أبريل 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
يداً باليد

يداً باليد


 
تأثرت جداً بالصورة الجميلة التى فيها الرئيس عبدالفتاح السيسى ممسكاً بيد أطفال لإعطاء إشارة البدء لافتتاح المشروع الضخم الجديد لقناة السويس يد الحاضر تمسك وتتمسك بيد المستقبل. فبرغم ضخامة المشروع وإشراف قواتنا المسلحة عليه والعدد الكبير من المقاولين الذين سيعملون فيه وهكذا أعداد العمال والتكلفة الكبيرة لهذا المشروع فإن يد الرئيس وإصراره على إشراك أطفال المستقبل لهى بحق إشارة جميلة وعميقة فى الآن ذاته.
 
فقد قرأت الصورة بأنها أولاً يد اعتذار من قبل الرئيس ـ ليس بصفته الشخصية ـ ولكن بصفته ممثلاً للدولة ولكل الشعب المصرى للأطفال الذين فقدوا طفولتهم بسبب الظلم الذى وقع عليهم طول السنين الماضية فهم ضحية مجتمعنا الذى لم ينتبه إليهم إلا مؤخراً وبفضل بعض المفكرين والأدباء والصحفيين والأعمال الفنية التى دقت نواقيس الخطر ولكن الدولة فى زمن ما لم تبال فكانت النتيجة ظهور أطفال الشوارع بعدد ضخم ينامون تحت الكبارى فى العراء، والمتسولون منهم لا يجدون إلا أوكار عتاة الإجرام كملاجئ لهم والمتحرشون بهم يجعلونهم أطفالاً غير أسوياء ناهيك عن الفقر المضجع والأمية المتفشية والصحة العليلة لكثير من أطفالنا. فيد الرئيس بأيدى الأطفال لهو اعتذار حكومة وشعبا لما حل بهم نيابة عنا جميعاً وفى نفس الوقت اليد باليد هو علامة من الجيل الكبير للأجيال القادمة أن يداً باليد سنبنى المستقبل لأبناء المستقبل وأن كبار اليوم سيسلمون مصر للأجيال القادمة وقد عادت إليها شبوبيتها وعنفوانها فها هى مصر تتجمل وتتزين بمشاريع عملاقة بطول البلاد وعرضها تعطى الأمل لأطفال اليوم بأن فى الغد القريب سيجدون عملاً ينتجون من خلاله ومسكناً لائقاً يصون كرامتهم ومعامل علمية تفتح آفاقهم ومدارس لائقة تنمى ذكاءهم. يداً بيد معناه أن الجيل الكبير يسلم للجيل القادم مصر أمانة ووديعة بين يديه حتى يستكمل المسيرة لتكون مصر من أكبر وأفضل وأجمل الدول فهى تستحق ذلك. يداً باليد أيضاً معناه أن الجيل الكبير قد عمل واجبه لنبذ قوى الظلام الذى عشش فى مصر طويلاً وكاد أن يرجع بمصر لعصر الظلمات ولكن يد الله كانت حافظة من أجل أطفالنا وشبابنا الذى يأتى الدور عليه بأن يتسلح ليس فقط بالعلم والتكنولوجيا المتقدمة ولكن بمكارم الأخلاق وحبه لوطنه وحبه لأخيه المصرى حتى يستكمل البناء ويسلم بدوره بلداً قوياً وعظيماً للأجيال القادمة.