
رفيق جريش
الدرب الصخرى لهيلارى كلينتون
صدر فى أوائل شهر يونيو الماضى كتاب للسيدة «هيلارى كلينتون» «اختيارات صعبة» عن دار سيمون وشيستر وعدد صفحاته 635 من القطع الكبير وأهمية هذا الكتاب فى الفصل الذى نتكلم فيه عن أزمة الشرق الأوسط ودروبها الصعبة لتحقيق السلام وذلك بضفتها وزيرة الخارجية فى إدارة الرئيس باراك أوباما وهناك عدة ملاحظات استوقفت انتباهى خاصة فى هذه الأيام التى طفحت الأزمة على السطح من جديد بمناسبة تبادل إطلاق النيران بين غزة - حماس والكيان الإسرائيلى أولها:
1- إن هذا الكتاب وهذا الفصل وما فيه هو خطاب موجه إلى القارئ الأمريكى غير المتخصص، إذ أنها تفكر جدياً أن تتقدم للترشيح للرئاسة الأمريكية بعد سنتين لتعود إلى البيت الأبيض بعد أن كانت سيدته الأولى زوجة الرئيس الأمريكى بل كلينتون لذا هذا الكتاب لا يخاطب العقلية العربية بتاتاً وهناك أجزاء منه فى منتهى السطحية.
2- لا تخفى إعجابها بإسرائيل كدولة وسياستها وإصرار شعبها على إزهار الصحراء وبناء ديمقراطية فى وسط منطقة ممتلئة من الأعداء الأوتوكراتيين حتى لا تقول ديكتاتوريين يهددون باستمرار أرض إسرائيل المذكورة فى العهد القديم «ص302».
3- لا تخفى تضامنها وحزنها على الأطفال الفلسطينيين والإسرائيليين على حد سواء ضحايا الحروب وترى الحل فى إقامة دولتين لإقرار السلام وتذكر بالشىء القليل القدس.
4- تؤكد على «يهودية» دولة إسرائيل والتزام الولايات المتحدة الأمريكية وإدارة أوباما على الحفاظ على أمنها بل تضيف - الحفاظ على تفوقها الحربى النوعى على أى منافس فى المنطقة «ص306».
5- تؤكد أيضاً أنه من غير المقبول أن تهدد باستمرار ويلقى على المدنيين الإسرائيليين صواريخ تهدد حياتهم «ص306 ومابعدها».
6- تؤكد هيلارى كلينتون أن نتنياهو رئيس وزراء إسرائيل ووزير خارجيته ليبرمان يريان أن الأولية لسياسة إسرائيل ليست القضية الفلسطينية بل التهديد الإيرانى لها وتطور سلاحها النووى الذى يهدد أمن إسرائيل «308».
هذا أقل القليل مما جاء فى كتابها وفى فصل الشرق الأوسط والتى أسمته الشرق الأوسط الدرب الصخرى للسلام.
ونستطيع أن نقرأ جلياً أولوية دولة إسرائيل وأمنها بالنسبة للإدارات الأمريكية المتعاقبة وأتساءل كيف تقدم الولايات المتحدة نفسها كدولة «تتوسط» أو تقوم بالوساطة بين الإسرائيليين والفلسطينيين وغيرهم من دول المنطقة من أجل إقرار السلام وفى نفس الوقت تعلن انحيازها الواضح والفج لدولة إسرائيل؟ من أين تأتى بالمصداقية التى يحتاجها أى وسيط وهو أن يكون محايداً وعلى مسافة واحدة بين كل الأطراف؟.. ولكنها السياسة الأمريكية.
من المهم أن نعرف ونقرأ ونحاول فهم كيف أن صناع القرار فى الولايات المتحدة الأمريكية يفكرون ويحللون وعلى أى أرضية يتخذون مواقفهم التى قد لا تكون نتائجها فى مصلحتنا والدرس المستفاد هو أن لا بديل إلا باستقلال القرارات المصرية والعربية وفقاً لاحتياجاتنا ومصالحنا نحن.