الثلاثاء 2 سبتمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
«السيد البدوى» يرفع علم إسرائيل فى سيناء!

«السيد البدوى» يرفع علم إسرائيل فى سيناء!


 
من قبل 25 يناير كان المشهد مرتبكا، تتداخل فيه المصالح وتتصالح على حساب الوطن.. لم يختلف الوضع كثيرا بعدها، بل أصبح أسوأ من سابقه، استغلالا لحالة الانفلات التى وصلت إلى حد العبث بمقدرات الأمن القومى المصرى، كما هو جار على مدار الثلاث سنوات الأخيرة وحتى يومنا هذا!
 
الظاهرة امتدت معنا.. نموذج رجل الأعمال الذى يضع قدما فى السياسة وأخرى فى الميديا وبين قدميه تمر المصالح والمكاسب والعلاقات والصفقات.. من ساويرس إلى السيد البدوى، النماذج كثر.. يجرى استنساخها ليكون كل مجال ظهيرًا يخدم على الآخرين، وبهذا تقوى الإمبراطورية وتتضاعف الأرصدة ويزيد الثقل السياسى.
 
أما وأن نخلط الجد بالهزل ونستخف بتاريخ أمتنا وأرواح شهدائنا ودماء سالت على أرض الفيروز لتمحو دنس الاحتلال الإسرائيلى، فيأتى رجل أعمال وعبر محطته الفضائية ودون أدنى مجهود أو طلب من العدو الصهيونى ليرفع علمها على أرضنا المحررة وينتهك سيادتنا عبر برنامج سخيف كان لابد من وقفه!
 
لا أشكك فى وطنية أحدهم.. لكن كيف قبل «السيد البدوى» أن يذاع برنامجا يجرح مشاعر الملايين من الشعب وأن يجعلهم يجتروا ذكريات جروح لم تطب لأحباء وأقارب لا تزال أرواحهم هائمة تحرس سيناء من أى عدو غاشم.
 
بخلاف ذلك.. أى تقديرات سياسية تحكم رجل يرأس حزب الوفد العريق ويزاحم على كعكة الحكم عبر البرلمان القادم ويسمح بهذا الأسلوب الرخيص فى التعامل مع قضية شائكة تخص مقدرات الأمن القومى المصرى والعربى ومازالت محل خلاف وجدل وتحمل فى داخلها حساسيات مفرطة وحسابات دقيقة أن تكون محور برنامج مقالب رخيص إلى هذا المستوى.
 
من اللحظة الأولى كان السيد البدوى متفهما لطبيعة المرحلة قبل 25 يناير، وأن المال والثروة فى صناعة الأدوية لن تحقق طموحه السياسى الصاعد أو تصنع له نفوذا، فكانت فكرة تكوين إمبراطورية إعلامية عبر باقة قنوات الحياة التى كانت معبرا لأن يتولى رئاسة حزب الوفد ومن بعدها يكون رقمًا مهمًا فى المعادلة السياسية للبلاد وتستطيع أن تحميه من غدر الثورات والسلطات.. فكان سريع التقلب على مبارك إلى ركوب هوجة يناير ثم التفاهم مع نظام الإخوان الإرهابى وصولا لثورة 30 يونيو والقفز على مكتسباتها!
 
صناعة الميديا خاسرة بامتياز.. لا تحقق أرباحا وتشهد على ذلك الأزمات المتوالية فى كل الفضائيات، بما فيها قناة الحياة التى دفعت عشرات الملايين من أجل برنامج «فؤش فى المعسكر» المضر بالأمن القومى المصرى من أجل استجداء ضحكات مستعارة، وفات السيد البدوى أن هناك دولة تتقشف وتربط الحزام للعبور بأزمتها الاقتصادية بدلا من إهدار الأموال.
 
حاول ساعيا «السيد البدوى» أن يستعيد بقنواته الفضائية فى رمضان مكانة وتاثيرًا فى الجماهير حتى تكون معينًا له فى معركته على رئاسة حزب الوفد المشكوك حتى اللحظة فى نزاهتها وما زال الأمر محل خلاف ونزاع لم يحسمه القضاء، وكذا عين أخرى على البرلمان القادم بعد أن نجح فى تقويض تحالف عمرو موسى ومراد موافى، ليصنع آخر جديدًا يقوده من الداخل ويصدر لواجهته عمرو موسى، بهدف السيطرة على الأكثرية ويكون فاعلاً ومؤثرًا فى تشكيل الحكومة القادمة!
 
«البدوى» لا يتعلم من دروس السياسة ولا التاريخ.. لم يفهم بعد كيمياء التحالفات ولا طبيعتها ولا كيفية استمرارها.. يفتح قنوات اتصال مع الجميع من أقصى اليمين المتطرف - حزب النور - إلى أقصى التيارات اليسارية التجمع مرورا بخلطة عجيبة تضم الدستور وتيار الشراكة.
 
وبين هذا وذاك تتسرب أخبار عن لقاء يجمعه بسامى عنان وآخر مع حمدين صباحى، وهو ما يكشف القصور السياسى الذى يعانيه رجل يحلم بحكم مصر وهو لا يفهم مقدرات الأمن القومى وكيفية معالجتها والتعامل معاها.
 
«السيد البدوى» فتى الوفد المدلل والأشهر رجل سياسى إلا كثيرا.. ليبرالى معتدل إلا قليلا.. كان نجما ساطعًا خلال عهد مبارك وشملته رعاية الرئيس الأسبق، وصار فجأة من حكماء ثورة 25 يناير.. جلس على كل الموائد، حضر كل الاتفاقات، لعب على كل الأحبال (ملياردير رأسمالى وسياسى إنشائى)!