الأحد 6 يوليو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
زينة.. بنت من مصر

زينة.. بنت من مصر


 
دون الاقتراب من سلك الكهرباء المكشوف والموصول بالأخلاق والدين والتقاليد، لكن حكاية زينة وأحمد عز لا تشبه حكاية هند وأحمد الفيشاوى لكنها تشبه أن يتقمص المتفرج دورا أو مشهدا فى فيلم ويعيشه وينسى نفسه، فماذا لو كان الممثل قد تقمص دوراً مثله من قبل، هل كانت زينة الإنسانة تتقمص دور زينة الفنانة فى فيلم (بنتين من مصر) حيث المشهد العبقرى فى الفيلم وهو يرصد جوع البطلة للأمومة وهى تشاهد صديقتها وهى ترضع صغيرها فتطلب منها أن ترضعه هى، مع أن صدرها ليس به لبن ولا هى أم ولا هى زوجة، لكنها فتاة بكر تتوق لأجمل لحظات عمرها وهى ممارسة الأمومة.. زينة الإنسانة تبيع زينة الفنانة من أجل لعب دور أسمى، ربما.
 
لكن بالتأكيد «أحمد الفيشاوى» ليس «أحمد عز» مع تشابه الرجلين اللذين باعا أبناءهما لكلاب السكك: الفيشاوى الابن لعب فى الحياة وليس فى السينما دور الداعية الإسلامى صاحب المبادئ والتقاليد والتقوى فإذ به ينجب فى الحرام، هنا سقط الممثل فى عين جمهوره وانزوى عن السينما وفقد نجوميته التى صنعها بموهبته وجهده وليس على أكتاف والديه، هذا بالرغم من اعتذاره لهند ولجمهوره ثم اعتذاره واعترافه بابنته.
 
 مشهد «أحمد عز» مختلف فهو لم يبع لنا الدين والأخلاق لكنه باع الوهم، ولم يخرج فى سلوكه الإنسانى تجاه ولديه عن سلوكه الفنى فى كل القصص والسيناريوهات والأفلام التى مثلها، لذا لا أتوقع له مصير «الفيشاوى» فنياً والانزواء القسرى عن الشهرة والنجومية.. كما أن المجتمع الشرقى الذكورى بطبعه سيغفر له ويدين «زينة» وحدها، ربما ستفقد هى مكانتها الفنية إلى حين وحتى ينسى الناس حكايتها.
 
أما مشهد بطن «زينة» المنتفخ بجنينها فى أمريكا فهو أجمل مشاهدها على الإطلاق، مشهد الأمومة، بالرغم من أنه مشهد إدانة أخلاقية ودينية داخل مجتمعنا المصرى الذى يشهد ويعيش هو الآخر انفلاتاً أخلاقياً غير مسبوق جاءنا مع هبوب رياح ربيع الثورات الإخوانية العربية.. لكن عموم الناس لاتزال - بحكم الإرث والعرف والدين- لا تقبل الأمومة خارج الإطار الرسمى، خارج مؤسسة الأسرة الشرعية الرسمية.
 
يقيناً وبالتأكيد نستطيع أن نعلن أن علاقة غرام «عز» و«زينة» قد انتهت، وبدأت بدلا منها علاقة انتقام، لكن زينة قد ربحت ما هو أهم من الزوج: أن تكون أماً وتحقق حلمها المفقود أو المستحيل داخل فيلم (بنتين من مصر) مع «صبا مبارك» أن تصبح أماً وترضع طفليها وطز فى السينما وفى «أحمد عز» كمان.