
احمد باشا
خاب من استشار!
فى أول لقاء له بوفد صحفى مصرى سبقه للقمة العربية- الأفريقية بالكويت سأل أحدهم الرئيس «عدلى منصور» عن آليات ومعايير اختيار مستشاريه، جاء رده دبلوماسيا، لم يكشف الجزء الغاطس من الحقيقة، صدم سائليه عندما أعاز الأمر لنفسه وأن اختياراته تمت من خلال مشاهدته لهم على شاشات الفضائيات.. وهى آلية بالطبع لا تليق بمن يشاورهم ويسكنون بجوار صاحب المنصب الرفيع ويطلعون على أدق الملفات وأكثرها حساسية!
الحقيقة أنهم زرعوا حول الرئيس فى غفلة، غرز فسيلتهم «البرادعى» الذى لعب دورا فى تشكيل الفريق الرئاسى وبعض رجاله فى الوزارة المستقيلة.. فكانت أول طرف الخيط الذى جر معه «شلة» من الأصدقاء والمقربين والمتنطعين والمتطلعين لأدوار أكبر من حجمهم.. دفعتهم شهوة الصعود غير المبرر أن يجعلوا من قصر الاتحادية مكانا لصراعاتهم وطموحاتهم! يهون البعض من قيمة المرحلة الانتقالية، باعتبارها فترة عابرة لا تخضع لقواعد واضحة ومستقرة، ونسى كثيرون أن قيمتها تتضاعف لأنها تؤسس لما بعدها ويستغلها البعض للصعود على أكتافها وتأمين أوضاعهم المستقبلية، فكان أن لعب «المسلمانى» دورا غير محمود ومعه «مصطفى حجازى» فى استغلالها كفرشة لهم عبر ما أسموه مفوضية الشباب.. وعاء يضم الأصدقاء والأحباب والمعارف ويفرغ مؤسسات الدولة الشبابية من مضمونها لصالح الكيان الذى وضعوا نفسيهما على رأسه.. خبروا أن الشباب هو مستقبل البلاد ومفتاح حكمها فى المستقبل حتى تكون لهم أفضل مكافأة نهاية خدمة بعد تركهم الاتحادية! خاب من استشارهم، لم تكن مشورتهم أبدا لوجه الله والوطن، يورطون الرئيس الحالى ويزرعون الألغام فى طريق القادم.. سبق ذلك محاولة «حجازى» تفعيل الهيئة المستقلة للإعلام والصحافة ولم يطق صبرا أن يجرى تفعيلها بعد وجود رئيس وبرلمان منتخب تتكل بهم مؤسسات الدولة وكان هدفه إيقاف تسريبات النشطاء خوفا من أن تطاله نيرانها، خصوصا أنه كان أحدهم وجرى تدريبه فى صربيا! اكتمل العقد بانحراف المستشار العلمى «حجى»- رشحه للمنصب صديقه المسلمانى- عن قيم المنصب والوظيفة، لما طل علينا من موطنه أمريكا ليشكك فى جيش بلاده ويتقول على رئيس الجمهورية زورا وعلى الملأ، ناسيا متعمدا أن النصيحة وإن صحت على الملأ فضيحة! ما تقدم بروفة على الرئيس القادم أن يستفيد منها وهو يشكل فريقه الرئاسى وليس شلته.. الفارق كبير بين الاثنين، وإن كانت الفرصة قائمة لتقليص أدوار من هم موجودون حاليا إذا كان الاستغناء عنهم يحدث بلبلة فى غير محلها وفى ضوء الظروف الآنية! الأصل فريق الرئيس من مستشارين ومساعدين هى قمة الهرم وخلاصة الخبرات وأمانة النصيحة ودقة الرؤية وحافظة الأسرار ومنتهى التفانى وإنكار الذات، وليس ملعباً للهواة وأنصاف القامات وطامعى السلطة وأصحاب الأجندات المتنافرة ومرتادى الفضائيات. نحن على أعتاب مرحلة مفصلية لا يجوز فيها الاختبار أو التجريب أو المحاباة.. الظروف توجب وضع معايير موضوعية وضبط إيقاع القابعين فى الاتحادية وتحديد المهام والأطر والحدود واستبعاد من يتجاوز أو يقفز عن المسموح.. فمصائر الأوطان وسمعتها لا يمكن أن تكون لعبة أو مغامرة أو منافسة بين «حجازى» و«المسلمانى» أو تطاول وتجاوز من حجى!!