
احمد باشا
أغنية البرادعى الأخيرة!
تخيل معى لو أن الأقدار خاصمتنا وقررت أن تعاقبنا على ما فعله السفهاء منا، وتيسر وتسير ما روج له وجاء من أجله «البوب» من بلاد برة لخلخلة الدولة وهز استقرارها باسم «الثورة تحكم»!
ماذا لو تشكل مجلس رئاسى كما كان يحلم يكون على رأسه أو ترشح وأصبح رئيسا طرطورا تحركه أمريكا والغرب مثل اليويو، ويتشكل كما تريده جماعة الإخوان الإرهابية، ويصبح مثل كرة التنس بين مضارب نشطاء السبوبة والنخبة المنكوبة؟!
قدم النحس، منذ وطئت قدماه أرض البلاد، انقلبت أحوالها، لم تر استقرارا، ازدادت الأمور انشطارا، وسرنا جميعا إلى طريق الدمار، كانت الأقدار رحيمة أن الثورة لم تحكم وأن أيقونتها بذلنا فى سبيل كشف نواياه الخبيثة 5 سنوات من عمر الوطن لنحطم أصنامه ،ونمحو أثاره، ونتتبع مريديه والمستفيدين وحملة المباخر الذين سوقوه لنا وهم من يعلم أنه رجل لا قيمة ولا قامة.
فى الذكرى الثالثة لثورة يناير لم يحضر بتويتة نصية كالعادة - ربنا يقطعها - طل علينا بوجه أكثر حنية، ومشاعر أكثر عاطفية، أصبح «البوب» اسما على مسمى ونشر على حسابه رابطاً لأغنية المطرب الإخوانى «حمزة نمرة» مصحوبة بشطر منها «محدش فينا مش خسران ولا مجروح.. إمتى نفوق»!
ثورة 30 يونيو المجيدة جرحت «البوب».. نزفت مخططاته التفكيكية للدولة المصرية وأصيبت مؤامرته ضد الوطن فى مقتل، لم يحتمل آلام الإصابة السياسية ولا تعنيف أسياده الأمريكان.. ننتظر منه تويتة جديدة تواسى جرحه لأغنية «بوس الواوا»!!
على طريقة مراهقى المدارس يمارس السياسة، تويتاته عاطفية، لا ينقصها سوى الدباديب والقلوب والرسائل المعطرة داخلها وردة ذابلة مثل ذكراه وتأثيره!
«تميمة الشر» و«أيقونة الخيانة» تجده حاضرا محرضا.. مجرد عامل مساعد لا يشتعل.. فقط يساعد على الاشتعال.. تجده أول الهاربين حتى لا تطوله نيران الوطن المحروق.. جلده تخين مثل المعزول مرسى، عليه أن يجرب ويعود ويسير فى شوارع المحروسة التى لا أدرى كيف كان يسعى لحكمها وهو أول من يتوه فى شوارعها حتى يعلم رأى الشعب المصرى فيه!
التسريبات الأخيرة كشفت رأى من اقتربوا منه بكل صراحة.. يسبحون بحمده أمام الشاشات ويحافظون على «البرستيج» الخاص به، ويستهزئون منه فى مكالماتهم المسجلة.. فى الخفاء كان حاضرا بتفاهته فى الحوار الدائر بين نشطاء السبوبة.. تندرا أطلقوا عليه لقب «البوب الصالح» حاولوا حلب الرجل ماليا وسياسيا وتوريط البلاد فيه من أجل السيطرة عليه.. يحكم هو ويتحكمون هم!
على مدار 3 سنوات لم تلعب الصدفة أى دور فى كل ما شاهدناه وعايشناه فى مصر.. كل الأمور والأحداث سبق ترتيبها وتجهيزها.. بين مخطط يفرض علينا، ومخطط يجهض، ومخطط نواجه به مخططاتهم.. دائما كان البرادعى حاضرا كأداة فى كل مخططات الشر المنصوبة للوطن ورأس حربتها!
استغل احتياجات شعبية، واحتجاجات فئوية، وإحباطات شبابية ومطالب بالتغيير عجزت الدولة عن الوفاء بها أو كانت حركتها شاخت ولم تستطع مجاراة العصر الجديد وتطلعاته، وجاءنا كسائح سياسى يعبث بمقدرات أمة ويلقى بها فى طريق الذئاب!
خلافنا مع «البرادعى» أنه لم يتبن مشروعا وطنيا من الداخل يناسب الحالة المصرية وظروفها ومزاجها، أنه أعطى غطاء سياسيا وإعلاميا لمجموعة من المتآمرين والممولين والفاشلين لإسقاط الدولة، أنه سمح لجماعة الإخوان الإرهابية أن تسبح بحرية فى بحر السياسة الداخلية دون حسيب وأن تروج لمشروعها غير الوطنى بحرية !
كم من نخبة انخدعت، ومن شباب صدم، وأن جماهير انساقت وراء «البوب» وانتظرهم فى نهاية الطريق كابوس تآمره.. بانت توجهاته نحو صلب الدولة المصرية وعامودها الراسخ عندما وافق على استخدامه، جرى الدفع به ليطرح أفكارا خبيثة تخص ضرورة الكشف عن ميزانية الجيش المصرى فى الموازنة وحرمانه من مؤسسته الاقتصادية وإخضاعه كاملا للإرادة والإدارة الأمريكية، بل وصل به الأمر أن يهين الجيش فى إحدى تويتاته مغردا أنه ليست مهمة الجيش فى مصانع المكرونة.. فحقت عليه لعنة الفراعنة!
غاب بجسده وعاد إلى موطنه الأصلى فى الخارج تاركا خلفه فرقته الموسيقية تعزف نفس ألحانه فى أروقة الحكم يرسل لهم «تويته» تتحول إلى مقطوعة مزعجة، نشاز على المزاج المصرى، وإذا أرادت ثورة يناير أن تستعيد عافيتها عليها أن تتبرأ منه ومن طابوره الخامس.. فليس بعد خيانة الأوطان ذنب ولا يمكن أن تغتفر!
لا أحتار فيه.. من اللحظة الأولى أراه كثيرا ناقدا ساخطا لقرارات واقعية.. أراه كثيرا ناعما لمشاهد دموية.. أراه كثيرا هاربا لمواقف مصيرية.. أراه كثيرا وحيدا فى مملكة الوقيعة.. وأقول له بقوله وهو مردود عليه.. «محدش فينا خسران» لأنك لست منا.. «محدش فينا مجروح» لأننا ندافع عن وطننا ولست منا.. والإفاقة قادمة لما يختفى أمثالك عن التعليق عما يحدث فى مصر.. فتحيا مصر قاهرة الغزاة والمجروحين والخسرانين.
بابا نويل الذكرى الثالثة لأحداث 25 يناير سيأتى حاملا مفاجأت لن تروق «البرادعى» ولا جوقته، هدايا من نوع خاص تقتص لدم الشهداء وحق الوطن فى من تآمر عليه وحاول إسقاطه.. فهى جريمة لا تسقط بالتقادم!