الأربعاء 3 سبتمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
«أبلة فاهيتا» أحدث مواجهات حروب الجيل الرابع!

«أبلة فاهيتا» أحدث مواجهات حروب الجيل الرابع!


إعلان إحدى شركات المحمول التى تعمل فى مصر واقتصاره على مواقع التواصل الاجتماعى فقط أثار الشكوك فيها وبتحليل محتوى ومضمون الصفحة تبين أنها تحمل رسائل وشفرات ورموزا!
 
كنا نهون من حجم المؤامرة قبل أحداث 25 يناير، وأصبحنا نهول منها بعد ثورة 03 يونيو.. وما بين التاريخين جرت مياه كثيرة تحت الجسور جرفت معها أى فرصة للاستراحة لتحليل المشهد - أسبابه وتداعياته - وسرنا مع التيار دون أى إشارة مبشرة بمحطة للتوقف والتدبر عندها!
 
3 أعوام كاملة لم يكن فيها شىء وليد المصادفة.. كل ما عايشناه من دراما وصلت فى ذهن البعض إلى حد اعتبارها مشاهد من الخيال العلمى كانت مرتبة مسبقا وسبق إعدادها وأجريت بروفات عليها وشارك الجميع فى العرض الكبير!
 
الصدمة وتواتر المشاهد وتصاعد وتيرتها كانت أصعب على الاستيعاب، وأعقد من التفسير، وأقوى من أن تتحملها طاقتنا النفسية لنعيش حالة من الإنكار الجماعى لما يدور حولنا.. وما بين التهوين والتهويل جرت فى عروق الجميع جرعة سخرية من الواقع وهروب من السيناريوهات الغريبة حتى لو كان لها أصل من الحقيقة!
 
مؤخرا، اتسع مفهوم الإعلام ليتجاوز الوسائل التقليدية (صحافة - إذاعة - تليفزيون) ليشتمل على أخرى أحدث، غير تقليدية.. أصبحت هى السلاح الأمضى فى التأثير على الرأى العام فيما يسمى بحروب «الجيل الرابع» التى فيها الكلمة أقوى من الرصاصة، والصورة أشد تأثيرا من الدانة، والسخرية سلاح فتاك!
 
جرى فى السنوات الأخيرة وعقب دراسات إعلامية ونفسية واجتماعية استحداث وسائل إعلامية بديلة، غير تقليدية (facebook & twitter) قليلة التكلفة.. يصعب رقابتها.. سريعة الانتشار.. بسيطة الأفكار.
 
تجاوز الأمر حدود الاستخدام المكشوف والرسائل الواضحة وجرى تسخير تلك الفنون الإعلامية فى إرسال رسائل مشفرة يفهمها جيدا من تدربوا عليها للتحرك على الأرض وجاءت أغلبها تحمل أفكارا ورسائل إثارية وتحريضية والأدهى أنها حققت جماهيرية واسعة ويرددها البعض دون وعى!
 
سخف البعض من البلاغ المقدم ضد صفحة الشخصية التى ولدت فى الفضاء الإلكترونى «أبلة فاهيتا» واعتبار بطولتها ومحتوى الإعلان الذى قدمته لإحدى شركات المحمول المتعدية الجنسيات والتى تعمل فى مصر تحمل شفرات غير مفهومة وعبارات مبهمة ورموزا تحتاج إلى تفسير!
 
ليس فى الأمر مزحة.. الأمر جد، واستدعى أن يقوم النائب العام بإحالة البلاغ لنيابة أمن الدولة العليا واستدعاء الممثل الإقليمى للشركة للتحقيق فى فحوى الإعلان وكذلك الوكالة الإعلانية!
 
كان لافتا للانتباه أن تقوم شركة بحجم وطبيعة نشاط تلك الشركة بإنتاج إعلان يذاع فقط على مواقع التواصل الاجتماعى وقبل مقاطع اليوتيوب خصوصا وأنها تمتلك شبكة محمول كبرى تستهدف الجماهير الغفيرة من كل الطبقات والأعمار والفئات.. والأنسب والأصح لها أن تذيع إعلانها عبر وسيلة اتصال جماهيرى (القنوات التليفزيونية) لتحقيق التأثير المطلوب وتحقق الدعاية التى تبتغيها!
 
«أبلة فاهيتا» ظهرت فى الإعلان بالصوت والصورة وسبق أن ظهرت فى إحدى حلقات برنامج «البرنامج» ومؤخرا فى مناظرة مع الإعلامى خيرى رمضان Skype وفى كل المرات كان بطل الشخصية هو نفسه «خالد منصور» الذى اشتهر بشخصية جماهير فى برنامج باسم يوسف!!
 
 ما تقدم لم يكن حرثا فى ماء، أو محاولة لإشغال الرأى العام بقضية تافهة كما يروج البعض، بل هى تمثل أحد فصول ومعارك حروب الجيل الرابع، ولها أساس من الصحة، وأصل من الحقيقة.. مما دعا جهات كثيرة تعمل على متابعة مثل هذه الأنشطة الإيثارية وتحليل رسائلها المشفرة منذ أحداث 25 يناير وحتى اللحظة، فقد تلاحظ أن هناك ربطا وتزامنا بين إعلان آيس كريم «دولسيكا بوم» ووقوع انفجارات وأعمال إرهابية!
 
 ومن أهم تلك التكتيكات استخدام الإعلانات التليفزيونية واستحداث شخصيات ساخرة للتأثير فى الرأى العام والاستخفاف من القضايا الكبرى كما جرى من حملة سخرية وتشويه لعملية القبض على الجاسوس الإسرائيلى ''آلان جرابييل» ولم تتبين أهميته وخطورته إلا بعد صفقة مبادلته بمسجونين مصريين محبوسين فى إسرائيل!
 
 وكذلك رعاية البرامج الكبرى والتوك شو والتأثير على المحتوى بما يخدم أهداف تلك الشركات المعلنة والراعية مما مكن وكالات الإعلانات وسطوة رأس المال من جعل الإعلاميين مراكز قوى تتحرك وتتصرف أحيانا بما يضر الأمن القومى بل ضد سياسات الوسائل التى يظهرون من خلالها واعتماد المنهج الإيثارى لجذب أكبر عدد من المشاهدين وصنع بطولات وهمية.
 
باختصار ودون تهويل.. نحن نعيش تفاصيل المؤامرة الكبرى حتى إن حاول البعض الاستخفاف مما سبق واعتبر كل ما ورد مجرد خيال علمى!!