الأربعاء 3 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

«ذات الصوارى» بروڤة للردع وحماية الأمن القومى

«ذات الصوارى» بروڤة للردع وحماية الأمن القومى
«ذات الصوارى» بروڤة للردع وحماية الأمن القومى


إطلاق اسم «ذات الصوارى» على المناورة البحرية التى أجريت الأسبوع الماضى فى حضور رئيس الجمهورية عبدالفتاح السيسى ووزير الدفاع الفريق أول صدقى صبحى وكبار قادة الجيش، لم يأت صدفة، فلا شىء يحدث داخل المؤسسة العسكرية مهما كان صغيرا ويأتى عن طريق الصدفة، بل يتم التخطيط له جيدا ودراسة كل الأمور من جميع الجوانب المتعلقة به قبل تنفيذها، وإطلاق اسم المعركة الإسلامية الشهيرة على المناورة له دلالات لا يمكن إغفالها أو التغاضى عنها، وهذا الاختيار ينم عن وعى ويقظة واستعداد لكل خطر محتمل قد يواجه حدودنا أو مياهنا الإقليمية.

المناورة البحرية «ذات الصوارى» نفذتها القوات البحرية بالذخيرة الحية بمشاركة عشرات القطع البحرية من مختلف الطرازات، وباشتراك عناصر الصاعقة البحرية والمقاتلات متعددة المهام من طراز، إف 16 والهليكوبتر المسلح، وتضمنت العديد من الأنشطة والبيانات العملية للتدريب على مهام العمليات، والتى من بينها تأمين نطاق القوات البحرية وخطوط المواصلات وحركة النقل البحرى وحماية الأهداف الاقتصادية فى البحر وعلى الساحل، وتنفيذ جميع الدفاعات بالبحر والتصدى لتشكيل معادٍ بالصواريخ السطح سطح والمدفعية.
وشهدت المناورة انضمام طرازات جديدة من اللنشات السريعة والتى من بينها عدد من القطع التى تم تصميمها وتصنيعها بأيدى وخبرات رجال القوات البحرية، كما قام الرئيس السيسى بافتتاح عدد من المنشآت الفنية والإدارية بقيادة القوات البحرية.
المناورة تشترك فيها القوات البحرية والبرية والجوية وقوات الدفاع الجوى، لرفع الكفاءة القتالية للجيش المصرى.
وتنقسم المناورة لقسمين، الأول مرحلة الفتح التعبوى للقوات، والثانية إدارة المعركة القتالية للقوات، والمناورة مستمرة 23 يومًا.
قدمت هذه المناورة صورة واضحة عن الإمكانيات المتميزة للجيش المصرى وسلاح البحرية الذى يعد ثالث أهم أسطول بحرى بين الدول المطلة على البحر الأبيض المتوسط، وتعكس هذه المناورة  تطور قدرة البحرية المصرية على مجابهة التهديدات والعدائيات البحرية المحتملة، لتدمير الأهداف البحرية المعادية.
تعددت الدلالات السياسية لمناورة ذات الصوارى، فإطلاق اسم «ذات الصوارى» على المناورة يحمل فى طياته رسالة تحذيرية لكل أعداء مصر فى الخارج وتحديدا تركيا وأردوغان، فذات الصوارى هى المعركة البحرية التى انتصر فيها الجيش الإسلامى على الروم وأنهى بعدها سيطرة الدولة البيزنطية على البحر المتوسط.
ومن المعروف تاريخيا أن الإمبراطورية البيزنطية أو بيزنطة أو الروم - كما سمتها الدول المحيطة بها وقتها - وعاصمتها القسطنطينية ظهرت عام 330 ميلادية فى منطقة تركيا حاليا.
والاسم المختار للمناورة كان بمثابة الرسالة التحذيرية لإسطنبول- القسطنطينية سابقا- العاصمة التركية التى اتخذت حكوماتها موقفا مناهضا للثورة المصرية فى 30 يونيو التى قامت ضد جماعة الإخوان المسلمين وموقف الرئيس التركى أردوغان الذى ساند الإخوان بكل ما أوتى من قوة وحاول ممارسة العديد من الضغوط من أجل إعادتهم للحكم بعد الثورة الشعبية، وتركيا أيضا هى أحد الدول التى تطل على البحر المتوسط وتشترك معنا فى ذلك، وكان اسم المعركة الإسلامية القديمة كفيلا بتعريف الجانب التركى بنية الجيش المصرى فى التعامل مع أى تهديد خارجى وقدرات الأسطول والقوات البحرية المصرية ومدى تمكنها من السيطرة على حدود مصر والمياه الإقليمية للدولة.
كما أنها لها دلالة إقليمية تفيد بأن القوات المسلحة على أهبة الاستعداد برا وبحرا وجوا لمواجهة أى أخطار خارجية.
وتوجه رسالة لإيران أن مصر هى خط الدفاع الأول للعرب بالمنطقة.
ورسالة أخرى أكثر أهمية للحوثيين فى اليمن الذين سيطروا على أجزاء من مضيق باب المندب- الذى يعد مدخلا إلى البحر الأحمر- حيث تمثل هذه السيطرة تهديدا محتملا لنحو 8٪ من التجارة العالمية التى تمر عبر قناة السويس - والذى يربط بين البحر الأحمر وخليج عدن والمحيط الهندى، وبالتالى التأثير على أمن التجارة الدولية بشكل عام والأمن القومى المصرى بشكل خاص.
وكانت مناورة ذات الصوارى بمثابة الرد على الحوثيين ورسالة مفادها أن الجيش المصرى هو الجيش الأقوى فى المنطقة.
الدلالة الأخرى هى اختيار التوقيت، حيث تم تنفيذ المناورة فى نفس يوم ذكرى معركة إيلات البحرية التى وقعت فى 21 أكتوبر 1967 ويعتبر هذا اليوم هو عيد القوات البحرية، وتدمير إيلات الإسرائيلية كان عملا بطوليا لابد أن يتوقف عنده التاريخ واختيار هذا اليوم لتنفيذ المناورة البحرية ذات الصوارى فى حضور رئيس الجمهورية السيد عبدالفتاح السيسى يبعث برسالة  تحذيرية صريحة لكل من يحاول الاقتراب من السيادة المصرية وليس تركيا فقط، وأن القوات التى استطاعت تدمير إيلات بكل إمكانياتها وتأمينها غير العادى، قادرة على تدمير كل من يحاول الاقتراب من حدود مصر.∎