الثلاثاء 2 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
موظفو الأونروا  ضحايا إسرائيل  والأمم المتحدة أيضًا

موظفو الأونروا ضحايا إسرائيل والأمم المتحدة أيضًا

193 من موظفى «الأونروا» قتلتهم إسرائيل منذ بداية عدوانها الهمجى على غزة وحتى الآن، كما دمرت أيضا 189 من منشآت الوكالة الدولية بالقصف المباشر ما عرضها للتدمير وهو ما يعرقل قيامها بمهامها الإنسانية، وبسبب هذا العدوان غير المسبوق أعلنت الأونروا- وكالة غوث وتشغيل اللاجئين- فى بيان لها منذ أيام، «أن قطاع غزة يمثل أخطر الأماكن فى العالم على عمال الإغاثة». وكشفت الوكالة التابعة للأمم المتحدة «أن موظفيها الذين قتلوا خلال الحرب الإسرائيلية على غزة بشكل مأساوي، هو أكبر عدد من القتلى فى تاريخها»، فماذا فعلت الأمم المتحدة من أجل موظفيها؟ الإجابة: لا شىء سوى بيانات لا تسمن ولا تغنى من جوع، فهى لم تتخذ موقفا جادا وإيجابيا لصالح ضحاياها ولم تقم بأى إجراءات جدية لحمايتهم من استهداف الجيش الإسرائيلى لهم، وكل ذنب هؤلاء الضحايا أنهم يقدمون المساعدات الإنسانية والأغذية والأدوية للفلسطينيين العزل وللجرحى الذين أصيبوا جراء العدوان الإسرائيلى البربرى، وحتى ندرك أهمية الأونروا ولماذا تستهدفها إسرائيل؟ تأسست «وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل لاجئى فلسطين تحت رعاية الأمم المتحدة بهدف مساعدة اللاجئين الفلسطينيين وإيجاد فرص العمل لهم، وبدأت الوكالة فعليا عملها فى مايو 1950، وتقدم الأونروا المساعدة والرعاية لحوالى خمسة ملايين لاجئ فلسطينى منتشرين فى الأردن ولبنان وسورية والأراضى الفلسطينية المحتلة وقطاع غزة، وتحصل الوكالة على الدعم المادى من تبرعات الدول الأعضاء فى الأمم المتحدة، وتشمل الخدمات التى تقوم بها التعليم والرعاية الصحية والإغاثة وإقامة البنية التحتية وتحسين المخيمات وتقديم الدعم المجتمعى والقروض الصغيرة والاستجابة لحالات الطوارئ فى أوقات النزاع المسلح»، هذا الدور الإنسانى للوكالة يزعج إسرائيل ولذا تحاول تشويه صورتها أمام دول العالم فتتهم موظفيها بالتعاون مع حماس، وتحرض أمريكا على قطع تبرعاتها لها، ولكن هذا لم يوقف الانوروا عن القيام بدورها الإنسانى، وهو ما جعل موظفيها هدفا للاعتداء الإسرائيلى، على أن عدد الشهداء المعلن من الوكالة (وأنا أطلق عليهم شهداء لأنهم قتلوا وهم يقومون بواجبهم الإنسانى) لا يتضمن جميع الضحايا من موظفى منظمات الإغاثة الذين قتلوا على يد الجيش الإسرائيلى، فهناك ضحايا آخرين فقدوا حياتهم أثناء تأدية عملهم فى غزة، وعلى سبيل المثال كشفت بيانات صادرة من الوكالات الدولية أن عدد عمال الإغاثة الذين قتلوا فى غزة خلال الشهور الماضية أكثر من الذين قتلوا خلال الـ30عاما الماضية.. ووفقًا لمنظمة أطباء بلا حدود: «إنه منذ بداية هذه الحرب، قُتل ما يقرب من 200 عامل فى المجال الإنسانى، بما فى ذلك 5 من موظفى منظمة أطباء بلا حدود، كما قُتل العديد من هؤلاء العاملين فى المجال الإنسانى أثناء تقديمهم الرعاية للمرضى أو أثناء إيوائهم مع عائلاتهم»، وترى المنظمة «أن الهجمات وعمليات القصف بهذه الطريقة إما مقصودة أو مؤشر على التهور»، وهو ما أكدته أيضا إيمى نيلسون وهى طبيبة طوارئ أسترالية تعمل مع منظمة أطباء بلا حدود، فى مقال لها نشرته الشهر الماضى بجريدة الجارديان حيث قالت «تشكل إسرائيل خطرا ملموسا وغير مسبوق على العاملين فى المجال الإنسانى والطبى فى غزة، لقد أظهرت الدولة الإسرائيلية بشكل منهجى تجاهلًا تامًا للنظام والقانون الإنسانى الدولى، المعروف أيضًا باسم قواعد الحرب، حيث قتل أكثر من 240 من عمال الإغاثة فى غزة، وتم تدمير المستشفيات، وقتل الطواقم الطبية، واحتجازهم دون محاكمة، وتعرضهم للتعذيب فى السجون»، حسب القانون الدولى وطبقا للمادة 55 من اتفاقية جنيف «تتحمل إسرائيل المسئولية القانونية عن ضمان الإمدادات الغذائية والطبية للسكان عن طريق إدخال المواد الغذائية الضرورية والأدوية والمستلزمات الطبية وغيرها من المواد إذا كانت موارد الدولة المحتلة الأراضى غير كافية»، ولكن الأمم المتحدة أيضا متهمة لأنها لم تقف بقوة ضد إسرائيل ولم تحم موظفيها ولم تدافع عنهم، وبتقاعسها تكون شريكة فى قتلهم.