«داعش» فى مصيدة نساء الأردن

مرفت الحطيم
الدور البطولى لنساء البيشمركة الكردية يبدو أنه دفع نساء العرب المعترضات على جنوح وشذوذ «الدعاشنة» إلى إعلان حالة الطوارئ للتصدى لهم، حيث استعد نساء الجيش الأردنى لمواجهة «داعش» بعد التهديدات التى تلقتها المملكة الأردنية من تلك الجماعة الإرهابية، بعد أن استهدف تنظيم «داعش» الحدود الأردنية، وأعلن بالفعل أنه ينوى مهاجمة الأراضى الأردنية.. بدأت القوات المسلحة الأردنية فى اتخاذ الإجراءات اللازمة من أجل تجنب سقوط ضحايا من المدنيين وتحديد مواقع «داعش» بدقة واستهدافها.
أوضح الفيديو المنتشر على قناة حلف الناتو، على موقع «يوتيوب»، دور المرأة المتنامى فى القوات المسلحة الأردنية، وأبرز التحديات التى تواجهها، وشرح كيف توسعت القوات المسلحة عام 1995 بإنشاء إدارة شئون المجندات لتعنى بشئون المرأة، وقد كانت انطلاقة هذه الإدارة عام 1993 من مكتب الأميرة عائشة بنت الحسين، بقصد العناية بأمور العاملات فى القوات المسلحة الأردنية. ونشر الناتو الفيديو بمناسبة زيارة السفيرة مارى سكارى، مديرة شئون المرأة فى حلف الناتو، لإدارة شئون المجندات لبحث إمكانية مشاركة المرأة الأردنية فى قوات حفظ السلام.
وتقول سكارى: «الجيش الأردنى يتخذ زمام المبادرة فيما يتعلق بتجنيد المرأة فى القوات المسلحة». ويوضح الفيديو أن ما يقرب من 10 آلاف سيدة يعملن فى القوات المسلحة،وتم تدريبهن فى معسكرات التدريب الأردنية «جسديا ونفسيا وعقليا للمهام التى ستسند لهن فى الجيش». وتشارك الأردنيات الملتحقات بالجيش فى مهام تابعة للأمم المتحدة وقوات المساعدة الدولية لإرساء الأمن فى أفغانستان، ووضعت خطة استراتيجية عام 2006 لزيادة مشاركة النساء فى الجيش الأردنى بمساعدة حلف الناتو. ومع ذلك يظهر الفيديو أن هناك تحديات تواجه المرأة فى طريقها للاندماج فى قوات الجيش، متمثلة فى المشكلات اللوجيستية مثل أماكن الإقامة التى لم تعد تتسع لأعدادهن التى فى ازدياد مستمر.
عدد الإناث فى المجال العسكرى كان قليلا حتى تم تأسيس كلية الأميرة منى للتمريض عام 1962 وتم تخريج الفوج الأول من المرشحات عام 1965 وكان عددهن فى ذلك الوقت ثمانى مجندات، وبعد اجتيازهن للتدريب اللازم تم منحهن رتبة ملازم ثانٍ فى مديرية الخدمات الطبية الملكية، ومنذ ذلك الوقت والفتيات يلتحقن بالخدمة العسكرية كضابطات وضابطات صف وأفراد مستخدمات مدنيات. وحرصت القوات المسلحة الأردنية منذ البدايات على تحقيق مبدأ المساواة بين الذكور والإناث بين منتسبيها فجاء تأسيس مديرية شئون المرأة العسكرية ليساهم فى رفع وتطوير دور المرأة فى القوات المسلحة الأردنية، ويركز على مبدأ المساواة وتكافؤ الفرص بين الرجل والمرأة فى الحقوق والواجبات وذلك من خلال توفير التدريب اللازم لهن فى جميع مجالات العمل العسكرى وتكليفهن بمزيد من المسئوليات من أجل الحصول على فرص متكافئة للتفوق والتميز فى خدمة الوطن.
وإيمانًا من القيادة العامة فى الجيش الأردنى بضرورة وجود عنصر نسائى مؤهل يستطيع التعامل مع الواجبات المختلفة تم إنشاء السرية النسائية للوظائف الأمنية الخاصة عام .2006 وتم وضع برنامج تأهيلى ومدروس من قبل مديرية شئون المرأة العسكرية لتأهيل مرتبات السرية النسائية للقيام بالواجبات المكلفة بها هذه السرية بحيث تلبى احتياجات القوات المسلحة وتضع منتسبات هذه السرية على سلم العمل الأمنى بكل كفاءة واقتدار.
وفى المقابل تقوم منتسبات السرية النسائية الخاصة بالعمل على حماية الشخصيات فى الواجبات الأمنية وأمن وحراسة المطارات والطائرات جنبا إلى جنب مع إخوانهن الرجال. ونظرا للكفاءة العالية التى أبدتها مجندات السرية فإنه يتم إشراكهن فى معظم الواجبات الأمنية خلال إقامة المؤتمرات والمهرجانات العربية والدولية التى تقام داخل المملكة وأيضا معظم واجبات العمليات الخاصة المشتركة كجزء لا يتجزأ من عمل هذه القوات.
أما المشاركات الخارجية، للمرأة حاليا فى الجيش الأردنى فى المهام المختلفة للقوات المسلحة خارج حدود الأردن من خلال العمل فى قيادة القوة الأردنية فترتكز فى مستشفى الخط الثالث بليبيريا 14 بمهنة ممرضة. والمشاركة مع القوة الأردنية فى أفغانستان وبدأت عام 2010 من خلال مشاركتها فى قوة أفغانستان 222، ومشاركتها فى قوة أفغانستان333،والعمل كمدربات فى أفغانستان، والعمل فى قيادة القوة الأردنية فى مستشفى الخط الثانى الكونغو 9 بمهنة ممرضة.. وتعتبر هذه المشاركة مجالا جديدا لعمل المرأة تستطيع من خلاله إثبات قدرتها على إدارة الأمور والتعامل مع المعطيات المختلفة.
معهد الأبحاث الأمريكى «جيت ستون أنستيتيوت» أثار أن تنظيم «داعش» أصبح يهدد بشكل مباشر العديد من المناطق فى الشرق الأوسط وفى مقدمتها الأردن حاليا وقطاع غزة وسيناء ولبنان. المعهد كشف أيضاً فى تقرير له تحت عنوان «داعش يهدد بغزو الأردن وذبح الملك عبد الله» أن الانتصار الأخير الذى حققه إرهابيو «داعش» فى العراق وسوريا سبب فى رفع معنويات الجماعة وأتباعها فى جميع أنحاء الشرق الأوسط. موضحا أن الإرهابيين يخططون لنقل جهادهم ليس فقط إلى الأردن، ولكن إلى قطاع غزة وسيناء ولبنان.
فى السياق نفسه عبرت مصادر أمنية فى عمان عن قلقها العميق تجاه تهديدات «داعش» التى تهدد بغزو المملكة، مشيرة إلى أن الملك عبد الله طلب مساعدات عسكرية أمريكية على وجه السرعة ومن باقى الدول الغربية لمواجهة أى احتمال لضم الأردن داخل دولة «داعش».
ولكن فى النهاية هل سيستطيع إرهابيو «داعش» مواجهة نساء وفتيات الجيش الأردنى اللاتى حصلن على دورات فى مكافحة الإرهاب؟.∎