الخميس 4 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

الثوار الليبيون يحضرون.. والشعب يغيب

الثوار الليبيون يحضرون.. والشعب يغيب
الثوار الليبيون يحضرون.. والشعب يغيب


لا أحد يختلف اليوم أن ما حصل بعد 17 فبراير 2011 هو كارثة بكل المقاييس أدت إلى احتراب الليبيين وسيطرة قوى التطرف والإرهاب المتأسلم بتغطية ودعم مباشر من تركيا وقطر - الراعى الأكبر للإرهاب - الذى كان يعرف من هم أعضاء «الليبية المقاتلة» الذين سلم القذافى قائمة بأسمائهم لكل الدول والأمم المتحدة بعد عدوان الناتو .2011

بعد ثلاث سنوات عجاف اكتشف الشعب الليبى أن فبراير مؤامرة خارجية باختراقات داخلية من المتأسلمين وبعض المتغيرين الذين لم يرتفعوا لمستوى المشروع القومى الناصرى فى ليبيا، ومع بداية 2014 بدأ الصراع داخل أنصار فبراير وانقسموا إلى معسكرين، المعسكر المتأسلم الذى يضم الإخوان والإرهابيين بقيادة عنصريي مصراتة، و«الشعوبيين» أعداء القومية العربية.
انتهى المؤتمر الوطنى الذى سيطر عليه التيار المتأسلم فى 7/2/2014 واحتكم جناحا سلطة فبراير إلى الانتخابات وقد فشل التيار المتأسلم فى النجاح فى هذه الانتخابات فقرر انطلاقا من مصراتة احتلال طرابلس، فدمر مطارها وخزانات النفط وشن حربا على الزنتان ورشفانة والرجبان وشن حرب تطهير عرقية.
ويعرف الجميع أن الأمن القومى العربى واحد، وما يحدث فى ليبيا من إرهاب وتطرف يؤثر على الشعب الذى يعانى الظلم والاعتقال والتهجير، كما يؤثر على دول الجوار، خصوصا مصر.
∎ مؤتمر دول الجوار
خرج مؤتمر دول الجوار الذى عقد بالقاهرة الأسبوع الماضى، بتوصيات أهمها: التأكيد على خطورة الإرهاب، والاتفاق على محاربته، وضرورة إلقاء السلاح، وبدء الحوار فى ليبيا، والتمسك بسيادة ليبيا ووحدتها.
فيما تجاهل المؤتمر معاناة الشعب الليبى فى الداخل، حيث يوجد عشرون ألف معتقل خارج القانون، بمن فيهم ثلاثة آلاف امرأة، فضلا عن عشرات الآلاف من المهجرين داخل بلادهم، ومئات الآلاف خارج ليبيا.
يذكر أن السلطة الانتقالية التي استلمت الحكم من الناتو، أصدرت قوانين استثنائية عزلت فيها نصف الشعب، وتمت سرقة مئات المليارات التى تركها القذافى، دون أن نجد مردودا تنمويا، بالإضافة إلى قتل الليبيين فى وضح النهار حتى إن 600 شخصية سياسية وعسكرية قتلوا فى مدينة بنغازى وحدها فى هذا العام .2014
∎ عتاب!
نتساءل هنا: هل هذه القضايا والعدوان على حرية ومصالح الشعب الليبى لا تستلزم اهتمام مؤتمر جوار ليبيا؟ هل يكفى العمل مع السلطة المنشقة على نفسها، سواء من شق الإخوان وشق برلمان طبرق؟!
هل استخدام العرف الدبلوماسى فى عدم التدخل فى الشئون الداخلية.. يكفى؟ هل نسى المجتمعون أنهم أعضاء بجامعة الدول العربية التى اتخذت قرارا برئاسة قطر، وطلبت من مجلس الأمن إصدار قرار حماية المدنيين الذى كان وراء عدوان الناتو؟ ألم تسمع الدول المجاورة عما يجرى الآن فى مدينة بنغازى التى تهاجمها قوات أنصار الشريعة، ويقاتل دفاعا عنها الجيش الوطنى بقيادة اللواء خليفة حفتر؟ ألم تعرف هذه الدول ما يحدث فى مدينة طرابلس من عدوان الكتائب الإرهابية المنطلقة من مصراتة عليها، فدمرت الطائرات وحرقت المطار وخزانات الوقود، وشنت حربا على قوات الجيش الليبى برعاية الزنتان، دامت 45 يوما، وتم اجتياح طرابلس وهدم منازلها، وخطف مواطنيها.
إذن المطلوب أن تساعد دول الجوار الشعب الليبى، ليتجاوز ظروفه وفق خطة طريق واضحة، ويمكن البناء على إنجاح المصالحة الوطنية عن طريق تأسيس مؤتمر القبائل والمدن الليبية فى مدينة رشفانة، الذى تم عقده فى 25/5/2014 وانتخاب مجلس النواب الذى اتخذ من طبرق مقرا له.
ومن الممكن أن تدعم مصر وغيرها من دول الجوار هاتين المؤسستين «مؤتمر القبائل، والبرلمان» لوضع خريطة طريق تحمى ليبيا من الإرهاب