الأحد 4 مايو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

تصويت «النكاية»!

تصويت «النكاية»!
تصويت «النكاية»!


أصوات التيار المتأسلم؟ وتحديدا أصوات تنظيم الإخوان الإرهابى وتوابعهم من مؤيدى الرئيس المعزول فى الانتخابات الرئاسية المقبلة بعد أن انحصرت المنافسة بين المشير عبدالفتاح السيسى وزير الدفاع السابق وبين مؤسس التيار الشعبى حمدين صباحى.
 
أكثر من سيناريو مطروح ويتدارسه التنظيم ما بين التصويت لصالح حمدين على اعتبار أنه الأقرب إليهم فى ظل عداوتهم المعلنة مع السيسى، وبين التصويت للسيسى نفسه وبكثافة لتوصيل صورة للعالم واستغلالها فى الادعاء أن الانتخابات تم تزويرها لصالح السيسى، متعللين بأنه من غير المنطقى أن يحصل على أصوات أعدائه فى الانتخابات بالإضافة إلى التأكيد على الصورة التى يسعى التنظيم على تثبيتها أن ما جرى فى 30 يونيو هو «انقلاب» تكتمل أركانه بحصول المرشح الأقوى على أعلى الأصوات بعد وقوف الدولة بكل أجهزتها فى صالحه.
 
وأصبح الإخوان بين خيارين كلاهما مر «السيسى- صباحى» بعد أن كان التنظيم يراهن على ابنه المطيع عبدالمنعم أبوالفتوح ليكون المنافس القوى ومرشح التيار الإسلامى لكن الأخير كعادته بحث عن البطولة المزيفة بعيدا عن المنافسة فى الوقت الذى جرت فيه محاولات التنظيم لإقناع «حازم صلاح أبو إسماعيل» عن إعلان ترشحه فى الانتخابات الرئاسية باعتبار أنه لم يكن يصدر فى حقه حكم نهائى.
 
وعندما أعلن باسم خفاجى نيته الترشح لم يلق ترحيبا من التنظيم ولم يحصل على وعد نهائى بأصوات الإسلاميين فقرر التراجع ليترك الخيار للتنظيم إعلان باسم خفاجى أحد وجوه الجماعة الإسلامية إعلانه الترشح للانتخابات إلا أن الأمر لم يؤخذ على محمل الجدية من جانب كثير من المراقبين والمهتمين بالانتخابات، خاصة أنه خارج البلاد.
 
فريق ثالث يرى مقاطعة الانتخابات من الأساس بدعوى أن البلد لها رئيس مدنى منتخب جرى اختطافه ولم يتنازل عن الحكم بعد ولا يزال الرئيس الشرعى فى وجهة نظر أنصاره حيث يحاول الإخوان صناعة ما يعرف بـ «منازعة الشرعية» وهى أن يحصل الفائز فى الانتخابات الرئاسية على عدد أصوات يقل عما حصل عليه الرئيس المعزول فى انتخابات الرئاسة الماضية وبذلك يطعن التنظيم على النتيجه باعتبار أنها غير معبرة عن توجهات المصريين بعد ثورة 30 يونيو وهو ما يدعم مطالبهم بأن الشرعية لم تسقط عن الرئيس المعزول.
 
 بل يخطط التنظيم من الآن للطعن على نتيجة الانتخابات الرئاسية والبرلمانية معا إذا ما جاءت بنتيجة تقل عما جرى فى الانتخابات الماضية وبذلك يصنعون الشرعية الموازية برئيس يحاكم الآن بتهمة الخيانة وبرلمان سبق حله بقرار من المحكمة الدستورية، أيا ما كان الوضع فى الانتخابات فإن أصوات التنظيم لن تذهب إلى السيسى بأى حال من الأحوال سواء وستتجه إلى منافسه حمدين صباحى الذى بدأ يغازل التيار الإسلامى مرة بالحديث عن المصالحة ومرة بمغازلة التيار الإسلامى بأن السيسى مرشح الكنيسة.
 
وتاريخيا فإن التحالف بين الإخوان وحمدين والتنسيق تم طوال 10 سنوات من حكم الرئيس الأسبق، حيث دعم الإخوان حمدين صباحى فى الانتخابات البرلمانية فى راس البر فى أكثر من دورة بالإضافة إلى العلاقة التى جمعته مع المرشدين السابقين مهدى عاكف ومحمد بديع والتنسيق الذى كان يجرى مع المهندس سعد الحسينى محافظ كفر الشيخ الأسبق.. آخر هذه المغازلات التى من المتوقع أن تزيد خلال الأيام المقبلة ما قاله حمدين صباحى، المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية، إنه فى حال فوزه بالرئاسة لن يتم الاعتداء على أفراد جماعة الإخوان المسلمين حتى إن خرجوا ضدى أو رفعوا شعار رابعة أو تظاهروا بالجامعات شرط ألا يشوبها العُنف.
 
وأكد «صباحى» فى لقائه ببرنامج «القاهرة اليوم» مساء الأحد، «لن أسمح أن يتم التمييز ضد أى مواطن بسبب موقفه السياسى»، وأشار «صباحى» إلى أن «هناك حملة كراهية فى الإعلام والرأى العام ضد الإخوان لمجرد أنهم يطلقون لحاهم أو لاعتقادهم بأن مرسى قد ظُلم أو شعورهم بالأسى على الدم الذى سال فى رابعة».
 
 لكن التحركات الخارجية التى تقودها أو تدعمها مصر تحدث خللا فى مخططات الإخوان حيث جرى التنسيق بين مصر ودول الخليج لوضع قطر أحد أكبر داعمى التنظيم الإرهابى فى موضع الدفاع بعد أن كانت رأس الحربة التى يستخدمها التنظيم فى هجومه وانصاعت قطر لتنفيذ وثيقة الرياض الموقعة الأسبوع الماضى وبدأت فى التضييق على قيادات التنظيم كما ستشهد الأيام المقبلة تغيرا كبيرا فى سياسة قناة الجزيرة تجاه مصر خاصة فى فترة الانتخابات الرئاسية.
 
تأتى هذه الخطوة فى ظل نجاح مصر فى رعاية اتفاق المصالحة بين فتح وحماس بعد 6 سنوات من الخلافات وبعد أن سحبت مصر الملف تدريجيا من قطر التى حاولت سحب الملف من مصر بعد عام 2009 وبذلك تنجح مصر فى تحييد حركة حماس مؤقتا.
 
لكن يبقى الخطر الأكبر التى تستغله جماعة الإخوان الإرهابية وهى ليبيا فى ظل الدعم غير المعروف الذى تقدمه الجماعة وتنظيمها الدولى وبعض الهيئات التابعة لها للمليشيات التى يجرى تشكيلها فى ليبيا لإحداث عمليات تفجيرية قبيل عملية الانتخابات الرئاسية وهى آخر ورقة يلعب بها التنظيم بجانب استمرار عمليات التفجير التى تتم ضد رجال الأمن فى خطوة قد تبدو غريبة، أطلقت عدد من الصفحات الإخوانية على موقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك»، دعوات لمؤيديها من أجل الحشد لترشح زعيم التيار الشعبى حمدين صباحى فى الانتخابات الرئاسية المقبلة، حيث دشنت هذه الصفحات حملة «عصير الليمون» والتى تهدف إلى انتخاب صباحى نكاية فى المشير السيسى وزير الدفاع السابق حيث تشير أقوى الاحتمالات إلى منافسته لصباحى فى الانتخابات المقبلة.
 
وتعتبر هذه الحملة شبيهة بتلك التى ظهرت خلال الانتخابات الرئاسية الماضية، والتى ظهرت من خلال عدد من الصفحات الشبابية التى دعت المصريين إلى «عصر الليمون على أنفسهم» وانتخاب المعزول نكاية فى منافسة الفريق أحمد شفيق باعتبار أنه من فلول نظام مبارك. أكد إسلام الكتاتنى، القيادى الإخوانى المنشق، إن معسكر حمدين صباحى، المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية، يتوافق مع مصالح جماعة - الإخوان - ما يجعل عناصر الجماعة يُدلون بأصواتهم له؛ نكاية فى المرشح المنافس المشير عبدالفتاح السيسى، وزير الدفاع السابق.
 
 وأضاف «الكتاتنى»، أن تصريحات «صباحى» بحرية «الإخوان» فى التظاهر فى عهده، دليل على محاولته استمالة الجماعة لكسب أصواتهم. وأشار إلى أن «الإخوان» قد تعلن رسميًا عن مقاطعتها للانتخابات، ولكنها فى الخفاء ستدلى بأصواتها لـ «صباحى» لكنه أوضح أن إعلان الجماعة مساندتها له يعنى النهاية السياسية لـ «صباحى».
 
 وأوضح أن معسكر «السيسى» يضم كل مؤيديه ومحبيه، عدا المناوئين له من مؤيدى «صباحى» من الأحزاب السياسية، على رأسهم حزب الدستور، والاشتراكيون الثوريون، وحزب الكرامة.
 
وكشف أن كتلة «صباحى» التصويتية من الإخوان والأحزاب المؤيدة له لن تؤثر على شعبية «السيسى» متوقعًا فوز الأخير بالانتخابات الرئاسية بنسبة تصل 80 ٪. وقال خالد الزعفرانى القيادى الإخوانى المنشق إن الجماعة الإرهابية ستكون مشاركتها فى الانتخابات محدودة من أجل تفتيت الأصوات، ومحاولة لإظهار أن الإقبال الجماهيرى على الانتخابات أقل من انتخابات 2012، موضحا أن حركة حازمون ستقاطع الانتخابات بشكل رسمى قاطع.
 
وأضاف: إن الجماعة الآن تراقب وتدرس المرشحين المحتملين، بعدها سيعلنون قرار المقاطعة وسيلجأون إلى المظاهرات من خلال استخدام شباب الجامعات لعرقلة الانتخابات ولاظهار أن نسبة المقاطعة عالية. وأضاف إن أنصار الجماعة مستعدون للتحالف مع «الشيطان» وليس صباحى من أجل إسقاط المشير السيسى، مشيرًا إلى أن الجماعة تحاول إعادة مشروع الربيع العربى الذى أسقطته ثورة 30 يونيو، خاصة أنهم يدركون أن وزير الدفاع هو حجر العثرة أمامهم من أجل إعادة هذا المشروع، وأن قيامهم بالدعوة لانتخاب صباحى هدفه إرسال رسالة إلى المجتمع الدولى لإسقاط من هدم مشروعهم.
 
د.مصطفى علوى أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة يرى أن الإخوان ليس من مصلحتهم المقاطعة وأن المقاطعة لن تكون هى السيناريو الذى ستأخذ به الجماعة فى الانتخابات الرئاسية المقبلة لأنها لن تحقق لهم أى مكاسب سياسية على أرض الواقع خاصة أن حضور أى عدد من الناخبين لن يبطل الانتخابات، فحضور 30٪ أو حتى 20٪ سيمرر الانتخابات الرئاسية وبالتالى مشاركة أى عدد من الناخبين لن يؤدى إلى بطلان العملية الانتخابية.
 
 ويضيف: إننى أتوقع أن يقوم الإخوان بإعطاء أصواتهم لأحد المرشحين الرئاسيين ولن يكون بالطبع المشير السيسى والمفترض هنا أن يحصل المرشح المنافس على تلك الأصوات حتى لا يظهر أمام المجتمع المحلى والدولى أن المرشح السيسى نال أغلبية كاسحة وأن يصبح الفارق ما بين المرشحين بسيطا.