الأحد 19 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

عملية خنق إمارة موزة!

عملية خنق إمارة موزة!
عملية خنق إمارة موزة!


 
من المؤكد حتى الآن أن كل المحاولات القطرية المستمرة لكسر الطوق الناجم عن سحب السفراء الخليجيين من الدوحة باءت بالفشل الذريع، ووصلت إلى طريق مسدود بسبب تمسك السعودية بضرورة التزام قطر بوقف دعمها للإرهاب، وتخليها عن دعم جماعة الإخوان الإرهابية، وضبط الرسالة الإعلامية التى تبثها قناة الجزيرة بما يجمع شمل العالم العربى ولا يفرقه، ولقد وسطت الدوحة الرئيس الأمريكى أوباما والكويت والأردن وسلطنة عمان والمغرب والجزائر، إلا أنها لم تجد من المملكة إلا إجابة واحدة، هى أن تعود الدوحة إلى رشدها، وتدرك حجمها، وتلتزم بالسياسات المعلنة لدول مجلس التعاون الخليجى، وتتخلى عن تحالفاتها المشبوهة مع الجماعات التكفيرية، والعصابات الإرهابية الخارجة على القانون، وتتوقف أيضا عن تهديدها للأمن القومى العربى.
 
وكان آخر هذه الوساطات زيارة وزير الشئون الخارجية الجزائرى «رمطان لعمامرة» الثلاثاء الماضى إلى العاصمة السعودية «الرياض»، حيث التقى خلالها كلاً من ولى العهد السعودى الأمير سلمان بن عبدالعزيز، ووزير الخارجية الأمير سعود الفيصل، إلا أن المملكة أصرت على تمسكها بعدم القبول بمبادرات للوساطة فى الأزمة الحالية مع دويلة قطر، وبات من الواضح أن محاولات الدوحة للمصالحة مع السعودية لن تؤتى ثمارها فى ظل تمسك القيادة السعودية بأن تقدم الدوحة ضمانات فعلية على حدوث تغيير جذرى فى موقفها تجاه القضايا الخلافية.
 
وعلى عكس ما صرح به أول أمس الخميس وزير الشئون الخارجية لسلطنة عمان يوسف بن علوى بأن الأزمة بين السعودية والإمارات والبحرين من جهة، وقطر من جهة أخرى انتهت، وأصبحت من الماضى، جاءت التأكيدات الخليجية لـ«روزاليوسف» على أن الأخبار التى تتحدث عن مصالحة وشيكة بين السعودية وقطر هى تسريبات من قبل القطريين والدوائر المقربة منهم،  وأن السعودية مصرة على تنفيذ النقاط التى جاءت فى بيان سحب السفراء، وأن القرار بشأن المصالحة مع قطر قرار جماعى وليس منفردا، وأن الموافقة أو الرفض للعرض القطرى بالمصالحة لا يتوقف على القرار السعودى فقط، بل سيتم التعامل معه ضمن إطار دول الخليج التى بدورها فوضت العاهل السعودى فى اتخاذ ما يراه فى هذا الشأن، لذلك سخرت أوساط خليجية من الحديث عن مصالحة سعودية قطرية، وقالت إن العاهل السعودى الملك عبدالله بن عبدالعزيز أوصد أبوابه فى وجه أية محاولة لا تأتى بتأكيد يثبت بجلاء لا لبس فيه أن الدوحة عدلت من مواقفها، وتراجعت عن سياساتها، وتخلت عن دعمها للإرهاب، وتابت عن مواقفها العدائية ضد الشعب المصرى.
 
وأوضحت مصادر «روزاليوسف» أن قطر قوبلت بالنصح من جميع الأطراف التى طلبت وساطتها بأن تقدم مايثبت حسن نيتها، والتزامها جدية العمل العربى المشترك، والتخلى عن مواقفها العدائية ضد ثورة 03 يونيو وضد الشعب المصرى حصن الأمة ومستقبلها، ففى الرباط قوبل أمير قطر الشيخ تميم برسالة واضحة بأن المغرب سيقف بجوار الدول الخليجية التى تحارب الإرهاب وتقدم الدعم للشعب المغربى، وأنه ينتظر من قطر كل المسئولية فى إزالة ما يعيق عودة علاقاتها مع دول الخليج، كما نصح الملك عبد الله الثانى ملك الأردن الشيخ تميم بأن يحل مشاكله مع الخليجيين بنفسه وعليه إزالة المصاعب التى تعترى العلاقات مع دول الخليج، ونصح أمير الكويت الدوحة بأن تستمع إلى صوت العقل وألا تقدم مصلحة جماعة تنظيمية متهمة بالإرهاب على مصالح الشعب القطرى، والتضامن الخليجى.
 
والمؤكد أن حالة العداء التى تتلبس أصحاب قطر ضد مصر والمملكة ليست وليدة اللحظة، بل هى نتاج شعور بالدونية الجيوسياسية، فى ظل وفرة مالية استثنائية، تدفعهم إلى التطلع فى لعب دور يتجاوز المنطق والتاريخ والجغرافيا، هذه الحالة دفعت عددا من الخبراء وعلماء النفس إلى القول بأن حكام قطر الذين يمارسون المراهقة السياسية، تسيطر عليهم حالة من الشيزوفرينيا الميؤوس من شفائها، هم يتحركون فى دائرة محكمة الغلق، مفاتيحها فى واشنطن، وانقرة، وطهران، وتل أبيب، كما أن مشايخ قطر يخوضون حروبا بالوكالة، وبالنيابة عن إسرائيل التى صورت لهم أن قطر سوف تصبح بعد تفتيت الدول العربية قوة عظمى حاكمة ومتحكمة فى العالم العربى، وأن الشيخ حمد وولده تميم سوف يقومان بدور العمدة وشيخ الخفر، لذلك يعتقد حكام قطر أن مصر والسعودية هما الدولتان اللتان تقفان حجر عثرة أمام تحقيق طموحاتهما، ومن ثم إنهاك الدولتين هدف لتحقيق الطموحات القطرية، إلا أن القيادات العربية الفاعلة فى مصر والمملكة ودول الخليج قد فطنت إلى حجم المؤامرة المحيقة بالعالم العربى والضالع فيها حكام قطر، ولذلك ومن ثم كان التحرك السعودى لمواجهة المؤامرة، ومحاصرة أضلاعها والضالعين فيها.