الثلاثاء 21 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

ساكن قصر الرئاسة مواطن بدرجة رئيس!

ساكن قصر الرئاسة مواطن بدرجة رئيس!
ساكن قصر الرئاسة مواطن بدرجة رئيس!


صورة الرئيس فى الصحافة الغربية لا تحيطها هالة ولا تتعدى كونه مجرد مواطن وجد فى نفسه الإمكانيات التى تؤهله للترشح لمنصب الرئيس واختاره الشعب، الرئيس فى وسائل الإعلام الغربية مجرد إنسان يصيب ويخطئ، بالتالى فمن حق الصحافة أن ترصد كل شىء يخصه ويخص أسرته أيضا، وبقدر اهتمام وسائل الإعلام فى دول أوروبا بسياسات الرئيس إلا أن هناك نوعا من الصحافة والبرامج التليفزيونية التى تهتم أكثر بالحياة الخاصة للرؤساء، الرؤساء أنفسهم فى هذه الدول لا يتعاملون من منطلق كونهم أشخاصا استثنائيين، بل إنهم يحرصون على قضاء إجازات عائلية من حين لآخر على الرغم من أن وسائل الإعلام ترصد، بل تحسب للرئيس عدد إجازاته خلال فترة الرئاسة.
 
قد يشكل هذا الأسلوب فى تناول قرارات الرئيس السياسية وحياته الخاصة على حد سواء نوعا من الضغط على الرؤساء فى الغرب لكنه فى الوقت نفسه قد يؤدى إلى ارتفاع شعبية الرئيس بدرجة كبيرة إذا ما تصرف على طبيعته دون تكلف وإذا كانت تصرفاته تلك منضبطة إلى حد ما. أما فيما يتعلق بالسياسة فقلما نجد الصحف والبرامج التليفزيونية تتفق جميعها على رأى واحد، حيث يعترض البعض وينتقد بينما يبدى البعض الآخر إعجابه وهو أمر طبيعى فى السياسة. المواطن فى الغرب يرى أن من حقه معرفة كل صغيرة وكبيرة فيما يخص الرئيس على مدار فترة ولايته وهو ما تسعى وسائل الإعلام المختلفة بل وتتنافس على تقديمه.
 
أكبر مثال على ما قد يمثله التركيز الشديد على كل ما يصدر عن الرؤساء من ضغط عليهم الواقعتان الشهيرتان للرئيس أوباما وزوجته ميشيل. الواقعة الأولى عندما رصدت الصحف الأمريكية والعالمية تعبيرات وجه سيدة أمريكا الأولى الغاضبة بعد مغازلة زوجها لرئيسة وزراء الدانمارك الجميلة هيلى ثورنينج شميدت وهى المشاهد التى تطورت إلى استبدال الكراسى بينها وبين زوجها الرئيس الأمريكى لتجلس ميشيل بين أوباما وهيلى ثم تبدأ محاولات أوباما لاسترضاء زوجته التى ترفض النظر إليه حتى يصل إلى تقبيل يدها لتعلو أخيرا ابتسامة خفيفة على وجهها إعلانا لهدنة قد تكون مؤقتة لحين الوصول إلى المنزل.
 
الصحافة الأمريكية ركزت على الموقف وانتقدت الرئيس بشدة على ضحكاته فى مناسبة حزينة وتعاطفت بعض الصحف مع ميشيل، مشيرة إلى أنها ليست مجرد زوجة غيورة، بل سيدة معروف عنها أنها لا تحب المبالغة وقد كانت مشاهد ضحك أوباما والتقاط صور شخصية بابتسامة عريضة فى مناسبة حفل تأبين الزعيم الجنوب الأفريقى الراحل نيلسون مانديلا وهى مناسبة حزينة ولا يصح لرئيس دولة أن يضحك فيها. بينما سخرت صحف وبرامج تليفزيونية من الموقف ككل وأشارت بدهاء إلى سيطرة ميشيل على زوجها الرئيس.
 
بالطبع يعود جزء من الأمر إلى ثقافة الشعب نفسه، ففى الغرب الحرية كاملة، بحيث إنه ليس من حق أحد التدخل فى حياة الآخرين لكن من الممكن أن ننتقد سلوكيات المسئولين وخاصة الرئيس على أساس أنه يمثلهم، فقد استاء الكثيرون من قرار رئيسة وزراء أيسلاندا المثلية «يوهانا سيجور داتوتيير» التى أعلنت زواجها من صديقتها بعد تشريع زواج المثليين فى بلادها، وعلى الرغم من تقبل الشعب لفكرة أنها مثلية وإقباله على انتخابها وهو ما رصدته الصحافة هناك وأشارت إلى أن يوهانا قد تخسر جزءا من شعبيتها نتيجة لهذا القرار الجرىء.
 
من منا لا يذكر كيف تعاملت الصحافة الغربية مع زواج الرئيس الفرنسى السابق نيكولا ساركوزى من المغنية الفرنسية الجميلة كارلا برونى، رحبت وسائل الإعلام جميعها بالزواج لأن العروس هى كارلا التى يعشقها الكثيرون هناك وتناست الصحافة أن ساركوزى أقام علاقة مع كارلا أثناء زواجه من أم أبنائه نظرا لشعبية ساركوزى التى ارتفعت بشكل ملحوظ فى الشارع بمجرد إعلانه عن نيته الزواج من صديقته الحسناء فلم يكن أمام هذه الصحف سوى متابعة أخبار الرئيس وزوجته الحسناء والتغاضى عن الظلم الذى أصاب الزوجة الأولى.
 
ولم تمنع شعبية ساركوزى وسائل الإعلام من انتقاده والسخرية منه عندما وضع يده على مؤخرة وزيرة الخارجية الأمريكية أثناء استقبالها بالإليزيه، صورت الصحافة المشهد وعلقت عليه بأنه سلوك غير مهذب وألمحت بعض الصحف إلى إعجابه بهيلارى كلينتون.
 
ساركوزى بوجه عام كان هدفا للبرامج التليفزيونية الساخرة فى فرنسا منذ توليه منصبه، حتى إن مقدمى تلك البرامج أعلنوا أنهم محبطون من ترك ساركوزى المشهد السياسى مؤكدين أنه ترك فراغا يصعب على خليفته الرصين ملأه بسهولة.
 
اما تونى بلير رئيس الوزراء البريطانى الأسبق والذى كان فى مرمى مدافع الانتقاد فى الصحافة الغربية بسبب دعمه المستمر للرئيس الأمريكى -آنذاك- بوش الابن فى حربه على العراق وأفغانستان إلا أن نفس الصحافة رحبت بموقفه المساند لزوجته بعد وضعها مولودهما، حيث قرر بلير الحصول على إجازة رعاية طفل لمدة أسبوع حتى يساعد زوجته ويكون إلى جوار الطفل بعيدا عن هموم المنصب، ساندت الصحافة موقف بلير الزوج والأب لكنها انتقدت بشدة مواقفه السياسية.
 
تهتم الصحف بالمشاهير وبالطبع ليس هناك من هو أشهر من الرئيس، وقد بلغ الاهتمام والتركيز على الرئيس كإنسان وليس كرئيس إلى حد عقد إحدى الصحف مقارنة بين هولاند ونجمة هوليوود كريستين ستيوارت، أما أوجه الشبه فكانت كما جاء بالصحيفة فهو الشعر الأسود وادعاء الشفافية. انتقدت الصحيفة هولاند فى هذا المقال بأسلوب مبتكر وجديد، وبعد إعلان هولاند انفصاله عن زوجته أثناء فترة رئاسته لفرنسا كشفت وسائل الإعلام عن أن سبب الانفصال يعود إلى علاقة غرامية تربط الرئيس الفرنسى الحالى بالممثلة الفرنسية جولى جاييه، وهو ما أصاب زوجته بالصدمة التى دخلت على أثرها لمصحة علاج نفسى للعلاج من أعراض الاكتئاب.