السبت 21 سبتمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

الجمهور «زهق» من أفلام الألوان الطبيعية

الجمهور «زهق» من أفلام الألوان الطبيعية
الجمهور «زهق» من أفلام الألوان الطبيعية


المتابع للمشهد السينمائى الحالى لا يستطيع تجاهل الحضور المتميز للجيل الجديد من صناع الأفلام المستقلة التى استطاعت فرض نفسها فى السوق السينمائية الحافلة بالمتناقضات.. تجارب قليلة منها تحدثت عن نفسها وأفرزت جيلا جديدا من المتوقع أن يتصدر المشهد السينمائى فى الفترة القادمة ومن أبرزهم المؤلف والمخرج أحمد عبدالله السيد بعد نجاحه الملفت لفيلمه «فرش وغطا».. عبدالله يكتب تاريخا جديدا لسينما المؤلف التى تصدرها باقتدار يوسف شاهين وداود عبدالسيد ويبدأ حاليا مشواره للسينما الروائية بفيلمه «ديكور» وهو كما قال اتجاه مختلف عن النوعية المقدمة حاليا.. يكشفها لنا وأسرار أخرى فى حواره معنا:
∎ بعد 3 أفلام لك كمؤلف ومخرج.. هل لمست تفاعل الجمهور مع ما تقدمه؟
 
- فى البداية عندما قررت أنا وزملائى المخرجون تقديم هذه النوعية من الأفلام والتى أطلق عليها فيما بعد عدة مسميات «سينما مستقلة»، «موجة جديدة»، «سينما بديلة»، لم تكن لدينا توقعات بأن يقبل الجمهور التجربة الجديدة والتى كانت مغامرة للخروج عن كل ما هو سائد فى السينما من أساليب تصوير وإخراج اعتاد عليها الجمهور المصرى، وكان وقتها مسموحا لنا بأن نضع أفلامنا فى عدد محدود من دور العرض، ولكن إقبال الجمهور على مشاهدتها كان على عكس كل توقعاتنا وخصوصا «فرش وغطا» الذى حظى بنسبة مشاهدة عالية جدا رغم أن فترة عرضه كانت أسبوعا واحدا لكنه حاز إعجاب الجمهور مما شجع على تمديد مدة عرضه.
 
∎ بم تفسر هذا الإقبال الكبير وبعكس توقعاتكم؟
 
- الشعب المصرى تغير كثيرا بعد الثورة التى أبرزت جمهورا جديدا تخلى تدريجيا عن طريقة تفكيره القديمة، واختلفت عقليته خلال 3 سنوات فأصبح جمهور السينما يرغب فى أفكار غير تقليدية خارج الصندوق، وهذا ما يفسر الحضور والكثافة التى شهدتها أفلام «السينما المستقلة» أو التجارب الجديدة التى أقبل عليها الشباب الذى صار على درجة كبيرة من الوعى والثقافة.
 
∎ وهل يعنى ذلك أن المشهد السينمائى الحالى يشهد صراعا بين السينما «المستقلة» و«التجارية»؟
 
- لا أتفق مع ذلك وأرى أن بعض النقاد توقعوا صراعا بين التيارين مع أنه لا وجود لهذا فى الواقع، فالتجارب الجديدة لا تلغى التجارب السابقة لأن الفن قائم على التنوع الخلاق ومواجهة التنميط، لذلك تجدين أن الفرق الموسيقية الجديدة لم تأت لتحل محل الموسيقى الأخرى لأن لكل موسيقى جمهورها، فبالإضافة لكون التعددية مطلوبة فى الفن كوسيلة لخلاصه فإن الجمهور نفسه يمل التكرار والدليل على ذلك انحسار الموجة الكوميدية فى السينما بعد فترة من ازدهارها.
 
∎ هل يزعجك اتهام البعض لأفلام المهرجانات التى تحصل على جوائز دولية بأنها تركز على جوانب سلبية فى المجتمع؟
 
- لا يزعجنى، لأن هذا أصبح يحدث مع كل الأفلام التى حصلت على جوائز لكونها أعمالا فنية اتسمت بالصدق ولم تلجأ للتلفيق، وأرى أن هذا الهجوم دليل على أن المناخ الذى نعيش فيه غير صحى، ولا أفهم من أقنع الصحافة أن الغرب يريد أن يرى صورة سلبية عن مصر من خلال السينما.
 
∎ لكن كاميرا «فرش وغطا» صدمت الجمهور بعشوائيات مصر؟
 
- تركيز الفيلم من بدايته حتى نهايته كان على الأبعاد الإنسانية وفى النماذج التى يلتقيها البطل بعد هروبه من السجن ومأساة المهمشين التى لم تتغير أوضاعهم وسقطوا من حسابات المجتمع والتصوير فى تلك الأماكن كان لخدمة الفكرة.
 
أما أفلامى الأخرى فكان التصوير فى أرقى أحياء القاهرة كحى مصر الجديدة فى فيلم «هليوبوليس» وفى «ميكروفون» كانت الإسكندرية أجمل مدن مصر وتطرق فيها الفيلم لجماليات بصرية وإنسانية وتراثية.
 
∎ لا يخفى على أحد تراجع الإنتاج السينمائى المصرى فما هى الحلول التى تراها مناسبة لأزمة صناعة السينما؟
 
- بالعكس أنا لا أرى هذه الأزمة، فعلى المستوى التجارى هناك أفلام تحقق أرقاما فلكية وإيرادات عالية رغم الظروف السياسية الحالية وهناك أيضا شركات إنتاج بدأت تعود إلى المشهد من جديد بالإضافة إلى افتتاح دور عرض جديدة فى بعض المحافظات ومؤخرا فى الإسماعيلية.
 
∎ حدثنا عن تجربتك فى «ديكور» وهل انتهيت من تصويره؟
 
- الفيلم من إنتاج «نيو سينشرى» وهذه هى المرة الأولى التى أعمل مع شركة إنتاج ضخمة والسيناريو لمحمد وشيرين دياب وفيه أفكار ومساحة إبداعية كبيرة، وكما تعرفين أبطاله حورية فرغلى وخالد أبوالنجا وماجد الكدوانى وقد اقتربنا بالفعل من الانتهاء من تصويره.
 
∎ حورية فرغلى قالت إننا سنراها فى دور مختلف هذه المرة.. ما تعليقك؟
 
- حورية ممثلة لديها إمكانيات فنية جيدة وفى «ديكور» سيراها الجمهور بشكل مختلف وتجسد فى الفيلم شخصية مركبة، حيث تتزوج من رجل أحبته وتنفصل عنه لتنتقل إلى قصة حب أخرى فى مدينة أخرى وبعد انفصالها مرة أخرى تقرر السفر للمرة الثالثة للتعرف على زوجها الثالث ثم نكتشف فى نهاية الأحداث أن كل ما مرت به لم يكن سوى حلم تفيق منه البطلة وتتفاجأ بالواقع.
 
∎ لماذا قررت أن تخوض «ديكور» بتقنية الأبيض والأسود؟
 
- الموضوع راجع لعدة أسباب منها أن دراما الفيلم تدور فى عوالم مختلفة، فلا تدرى إذا كان ما تراه يدور فى حياتك الحقيقية أم فى حياة أخرى، وبالتالى رأينا أن الأبيض والأسود أفضل وسيلة لإخفاء الأفكار داخل حدود الأرضية الرمادية، ومن ناحية أخرى نقدم الفيلم كتحية لكلاسيكيات السينما المصرية التى نحترمها.