الأحد 13 أكتوبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

فرح الرافعى مؤسسة «فيلم ماى ديزاين» أول مهرجان للتصميم فى الشرق الأوسط: هدفنا سرد قصص ملهمة عن التصميم والعمارة من خلال الأفلام

الأفكار الجديدة وغير المألوفة رغم التحديات التى تواجه تحقيقها إلا أنها تستحق التجربة والمحاولة والوصول للنجاح، هذا ما حققته الفتاة المصرية فرح الرافعى التى ولدت بإماراة الشارقة وتعلمت فى الجامعة الأمريكية بإمارة الشارقة لكن قررت العودة لمصر والمساهمة فى المشهد الثقافى والفنى بتأسيس «فيلم ماى ديزاين» أول مهرجان فى الشرق الأوسط وشمال إفريقيا مخصص للأفلام التى تحكى قصصًا ملهمة عن التصميم والعمارة وحياة المدينة، وينظم كل عامين فى القاهرة،



 

ويضم المهرجان الذى انطلق فى الثالث من أكتوبر الجارى ويستمر على مدار عشرة أيام عددًا من الفاعليات المختلفة بين عروض الأفلام، ورش العمل، الجولات الميدانية فى قلب القاهرة والاستمتاع بتاريخها المعمارى. لا ينسى المهرجان ما يحدث فى المنطقة من حرب غزة ويطلق برنامج «عين على فلسطين».

  تحكى فرح الرافعى مُؤسسة المهرجان فى حديثها لروزاليوسف: «مينفعش يكون شعارنا هذا العام عن الإنسانية، وكيف نصمم حياتنا لمستقبل أفضل دون الحديث عن فلسطين وحرب الإبادة الجماعية التى يتعرض لها الشعب الفلسطينى فى غزة». خلال السطور التالية نتعرف على حكاية المهرجان وبرامجه وفلسفته. 

 فى البداية.. ما هو مهرجان فيلم ماى ديزاين- «Filmmy design» وكيف جاءتك فكرته؟

- «فيلم ماى ديزاين» هو المهرجان الأول من نوعه فى الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، يستهدف ربط الفن بالتصميم والعمارة، وعرض قصص ملهمة حول هذه المجالات باستخدام لغة السينما. فكرة الهرجان تعود لدراستى بإدارة التصميم فى الجامعة الأمريكية بالشارقة بدولة الإمارات، وحياتى كلها مرتبطة بمجالات التصميم والفنون وإدارة الفاعليات الثقافية، عام 2016 فكرت فى العودة لمصر والمساهمة بفكرة فنية جديدة تتعلق بدراستى فى المشهد الثقافى المصرى، وشاركتنى صديقتى إسراء محمود ذات الشغف، بأن نحكى عن التصميم والعمارة لكن بطريقة مختلفة، 

وفكرنا أن السينما هو الوسيط البصرى الجماهيرى المناسب لنقل هذه الأفكار التى تتحدث عن العمران، العمارة علاقة الإنسان بالمدينة، افضل من تقديم هذه الموضوعات فى معارض فنية فقط، خاصة أن التصميم موضوع ثرى ومرتبط بحياتنا، والتصميم ليس بعيد عنا كأفراد غير متخصصين، فنحن نعيش فيه بشكل يومى ونتفاعل معه باستمرار.

 اعتقدت أنه مهرجان لجمهور متخصص كالمعماريين والمصممين؟

- نستهدف جمهور المتخصص وكذلك العام، المهتم بالفنون وصناعة الأفلام والتصميم، وهدفنا أن نجذب قطاعات جماهيرية مختلفة، ونعتمد فى ذلك على الوسيلة السهلة الذى اعتادها الجمهور وهى الأفلام، لأن تقديم أفكار عن التصميم والعمارة فى ورش عمل ستكون مسألة معقدة، ولكن نعرض الأفلام التجريبية، أفلام التحريك التى تجذب الأطفال، وكذلك الأفلام الروائية القصيرة والطويلة التى تتحدث عن العمران والتصميم والعلاقة بين الإنسان والمدينة.

 ما فلسفة المهرجان؟

- هو دعوة للتأمل فى فكرة التفاعل بين إنسانيتنا وتصميماتنا، وكيف أن المدن والمساحات والأماكن التى نسكنها تؤثر على مستقبلنا وحياتنا فيما بعد، والنظر للتصميم نظرة وجدانية تجعل الإنسان هو محور منظورنا فى التصميم وليس الجانب التقنى أو الجمالى فقط.

هل واجهتم تحديات خاصة فى الوسط الفنى والثقافى مع فكرة المهرجان الجديدة؟

- بصراحة واجهنا عراقيل فى البدايات تتعلق بأننا كمؤسسات، عشنا معظم حياتنا خارج مصر وأعمارنا صغيرة بنتين فى أوائل العشرينات ترغبان فى تأسيس مهرجان، عائدتان بفكرة جديدة ومختلفة، وليس لدينا أى تواصل أو علاقات مع المجتمعات الثقافية والفنية القائمة، لذا استغرقنا وقتا طويلا فى البحث المكثف ودراسة المجتمع، يعنى الفكرة ولُدت فى 2016 ولكن أول نسخة لفيلم «ماى ديزاين» كانت 2019، أى بعد 3 سنوات من العمل المكثف والبحث العميق وتكوين قاعدة بيانات دقيقة ومقابلات مع ثناع الأفلام والمصممين، من أجل فهم أعمق الحركة الإبداعية فى مصر.

ولم نركز فى بحثنا على المخرجين والمصمين المشهورين فقط، ولكن بحثنا عن الصاعدين، وإمكانية توفير فرص لهم تساعدهم فى حكاية قصصهم، كيف لنا كمهرجان نصمم برامج تساعد صناع الأفلام والمصممين فى جميع المجالات على تنمية مهارتهم المختلفة، لأن هدفنا لم يكن تأسيس مهرجان جديد ومختلف نخاطب به أنفسنا!، ولكن نحرص منذ اليوم الأول على أهمية تفاعل المجتمع مع فكرة المهرجان وعروضه ومناقشاته.

 يبدو أن نتائج البحث كانت مبشرة لتحقق الاستمرارية والخروج بالنسخة الثالثة للمهرجان؟

- كانت مبشرة بالطبع ولكن بعد وقت طويل، خاصة أن فى البداية لم يستوعب البعض فكرتنا سواء صناع أفلام أو مصمين، فكرة المزج بين التصميم والأفلام والعمارة كانت جديدة وغير مفهومة، كما واجهنا صعوبة فى الحصول على أفلام ترتبط بموضوع المهرجان، خاصة فى المنطقة العربية، بالعكس كانت هناك وفرة من أفلام غير ناطقة بالعربية تتحدث عن العلاقة بين البشر والمدينة والعلاقة أو المساحات الخضراء والعمرانية، التصميم، العمارة وتاريخها والبيئة. وإن كانت الفترة الأخيرة، ظهر عدد من الأفلام العربية المهتمة بالتصميم والعمران، وكان دورنا كمهرجان نشجع صناع أفلام جديد لاختبار هذه المساحات والأفكار الجديدة للمهرجان.

 كيف دعم المهرجان صناع الأفلام الصاعدين؟

- أطلقنا برنامج filmmy design co lab، منذ النسخة الثانية للمهرجان وهو عبارة عن برنامج إرشادى، استهدف المصممين وصناع الأفلام فى مصر ليتعاونوا سويًا من أجل إنتاج أفلام قصيرة تتعلق بموضوع البرنامج، فمثلا ثمية هذا العام هى «يلا أخضر»، وهى أفلام تناقش موضوعات عن البيئة والتغير المناخى فى مصر، وشجعنا خلال هذا البرنامج دعم المخرجين ولمصممين فى البحث أكثر عن هذه الموضوعات من خلال عدسة التصميم والعمارة، وحياة المدينة. وأنتج البرنامج 5 أفلام قصيرة تم عرضهم خلال النسخة الثالثة لأول مرة فى سينما زاوية.

ويبدأ برنامج «كو - لاب» قبل المهرجان بشهور ويسير مع صناع الأفلام فى رحلة من الفكرة وصولا مرحلة ما بعد الإنتاج وخروج الأفلام للنور. 

 «نُصمم حياتنا لمستقبل أفضل» شعار النسخة الثالثة للمهرجان.. حدثينا عنه أكثر ؟

- تقوم ثيمة الدورة الثالثة للمهرجان عن العلاقة بين التصميم والإنسانية، وكيف تلعب إنسانيتنا دورا فى تشكيل وتصميم المدة التى نعيش فيها، ويندرج تحت هذا الشعار خمسة برامج؛ برنامج «التصميم فى حياتنا» الذى يعكس شعار وموضوع المهرجان هذا العام من خلال عروض أفلام وثائيقة وروائية قصيرة وطويلة ومناقشات وورش عمل وماستر كلاسز، «ثانى برنامج «التصميم فى التحريك» وفيه نرى العلاقة بين صناعة الفيديو والرسوم المتحركة، والتقنيات التكنولوجية الجديدة التى يستخدمها فنانى التحريك فى السرد القصصىى بوسائل مختلفة كأفلام التحريك ثنائية وثلاثية الأبعاد القصيرة والطويلة، وبرنامج «التصميم فى الأفلام»، وننظر فيه للأفلام كمنتج مُصمَم وليس مجرد فيلم يحكى قصة، ولكن نسلط الضوء على الأدوات التى يستخدمها المخرجين فى إنتاج وصناعة أفلامهم مثل عناصر كتصميم الضوء، الديكور، شريط الصوت، الأزياء والمونتاج.  

والبرنامج الرابع «برنامج filmmy design co lab»، ويُمنح الفائزون من صناع الأفلام الخمسة على جائزة الجمهور أو لجنة التحكيم التى تتكون من الكاتبة والمخرجة يُمنى خطاب، المصور والمخرج عبدالرحمن جبروالفنان أحمد مجدى.

 وماذا عن برنامج «عين على فلسطين»؟

- نعم، هذا هو البرنامج الخامس للمهرجان وفخورون بإطلاقه، مينفعش يكون شعارنا هذا العام عن الإنسانية، وكيف نصمم حياتنا لمستقبل أفضل دون الحديث عن فلسطين وحرب الإبادة الجماعية التى يتعرض لها الشعب الفلسطينى فى غزة، والآن نعيش حرب لبنان. ويسعى هذا البرنامج إلى تعزيز الأمل وتوحيد المجتمع الدولى فى الوقوف مع فلسطين من خلال التأكيد على إنسانيتنا المشتركة وقوة السينما فى إلهام التغيير الإيجابى، كما ونقدم خلاله بجانب الأفلام حلقات نقاشية مثل «سرديات النزوح» للباحث أيهم دلال.

 البعض ينتقد فكرة المهرجانات والفاعليات الفنية وقت الحرب.. ما تعليقك؟

- السينما موجودة لتحكى قصصًا وحكايات وليست رفاهية، الفن ليس رفاهية، لا تعارض بين الفن ووقت الأزمات نحن منصة لسرد القصص والقضايا الاجتماعية، وشعرنا بمسئولية كمهرجان أن نتحدث عن إخواننا فى فلسطين من خلال الأفلام، التى تحافظ وتنشر السردية الفلسطينية التى يحاول الاحتلال محوها، فالسينما أداة مهمة للحفاظ على ثقافة وحياة هذا الشعب الذى يعانى من الحرب، وما نعرضه ليس فقط أفلام من مخرجين فلسطينين ولكن ثيمة هذا البرنامج تقوم على شعار «سينما المنفى: منظور الآخر فى استعادة فلسطين» من خلال أفلام لمخرجين من بلاد مختلفة بالعالم. وفى النهاية هذا دور الفن احترامه للإنسانية فى أى مكان. 

 أحلامك وخططتك لمستقبل مهرجان «فيلم ماى ديزاين»؟

- عندما أتذكر أول دورة للمهرجان وكانت على مدار يومين فقط، ثم زادت لأربعة أيام فى نسخته الثانية والآن نحن موجودون خلال 10 أيام، ممتنة جدًا أن المهرجان يكبر ويتسع لكل الناس وليس المصمين وصناع الأفلام فقط، شعارنا هذا العام عن الإنسانية وأصبحنا نهتم بموضوعات ومجالات مختلفة لكل الناس. بحلم أن المهرجان يتسع أكثر وينتشر فى الوطن العربى والعالم، بحيث تنتقل قصصنا كفنانى شرق أوسط لكل العالم، ونحكى قصصنا فى منصات ومواقع مختلفة، ويعرف العالم أن لدينا بصمتنا وثقافتنا ومبدعين فى مجالات متنوعة.

 ولكن كل عروض وفاعليات المهرجان تتمركز فى العاصمة.. ماذا عن المحافظات؟

- صحيح المهرجان يقام كل عامين ولكن خلالهما هناك برنامج صيفى وأنشطة من عروض أفلام، ومناقشات وجولات ميدانية تُنظم خارج القاهرة، وسافرنا بـ«فيلم ماى ديزاين» خلال السنوات الماضية لمحافظات كطنطا، الإسماعيلية، الإسكندرية، دمياط وبورسعيد، نحرص على الوصول لجمهور مختلف فى خطواتنا وخاصة الشباب والطلاب.

  أخيرًا.. بعد ثمانية سنوات من بزوغ فكرة المهرجان بذهنك.. كيف تقرئين اللحظة الحالية؟

- «فخورة جدًا باللى وصلنا له كفريق عمل المهرجان»، برنامجنا أصبح أكثر عمقًا، لم نقتصر على التوسع الكمى فى زيادة عدد الأفلام والفاعليات ولكن على المستوى الكيفى، المهرجان يخطو بقوة لطرح موضوعات متنوعة وجديدة، وجمهورنا توسع ولم يعد فقط المتخصص المهتم بالسينما والعمارة والتصميم مثًلا، أصبح لدينا جمهور متنوع كل نسخة ولديه شغف ووعى لمعرفة الأفكار والموضوعات الجديدة التى تناقشها الأفلام، ورش العمل،النقاشات والجولات الميدانية التى ينظمها المهرجان.