الأحد 17 نوفمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
كلمة و 1 / 2.. سهير عبدالقادر و(كلمة السر) !!

كلمة و 1 / 2.. سهير عبدالقادر و(كلمة السر) !!

 إدارة المهرجانات علم وفن ولهذا يتباين مستوى الفعاليات، من خلال موهبة المسئول بشقيه الفنى والإدارى، وتتمثل إنجازات الرجل الأول بقوة فى قدرته على اختيار معاونيه القادرين على الإنجاز، وتضاعفت فى مصر المهام الملقاة على عاتق المسئول، بعد أن تقلصت الميزانيات المتاحة التى ترصدها الدولة، مع تراجع قيمة الجنيه بالقياس للدولار، بينما الوجه الآخر للمأزق هو ارتفاع التكلفة.



انتهت قبل ساعات فعاليات الملتقى الدولى الثامن لفنون ذوى القدرات الخاصة والذى يحمل عنوان (بكرة أحلى بيننا)، لم أستشعر فى الافتتاح سوى أن هناك ثراءً فى الإنفاق، بينما لم تتحمل ميزانية الدولة أى أعباء إضافية.

شاهدت الحفل الذى من الممكن أن يصبح هو المفتاح لقراءة التجربة، نحن لا نتعاطف مع ذوى القدرات الخاصة بقدر ما نعجب بهم ونصفق لهم ونضحك معهم، وهو ما توفر فى كل التفاصيل، المطلوب أن نظل مبهورين بقدراتهم الخاصة.

بمزيج من الصرامة والدقة والحب، تقود السيدة سهير عبدالقادر تلك المنظومة على مدى ثمانى سنوات، الكل يعمل بتفانٍ وبمجرد انتهاء الدورة الثامنة يبدأون على الفور التفكير فى الدورة التاسعة.

عرفت الأستاذة سهير عبدالقادر منذ منتصف الثمانينيات، عندما تولى الكاتب الكبير سعد الدين وهبة رئاسة مهرجان القاهرة السينمائى الدولى، أسند لها الجانب الإدارى والتنظيمى طوال مرحلة تواجده، وابتعدت بعد ذلك ثم عادت مع الراحل عزت أبو عوف عندما تولى رئاسة المهرجان.

تغيرت الخريطة وزادت التحديات شراسة، وصارت المهرجانات تتصارع فيما بينها على الأفضل، يظل توصيف الأفضل مطاطًا لا يمكن الجزم المطلق به.

ولكن فى العادة كبرى المهرجانات تحاول أن تقتنص الأفلام الحائزة على الجوائز فى المهرجانات الكبرى أو التى رشحت بقوة، ولديها أيضًا طموح فنى مختلف، والتى تعبر فى نفس الوقت عن توجهها الفكرى والثقافى والسياسى، الزمن تغير مع انتشار المهرجانات فى الداخل والخارج، صار العثور على معادلات للتمويل هو الهدف حتى نستطيع المواجهة، وكلنا يُدرك التنافس الحاد، وفى نفس الوقت يُدرك ارتفاع أسعار تذاكر الطيران والإقامة فى الفنادق.

حفل افتتاح الملتقى مثلا ينطبق عليه توصيف الميزانية المرتفعة لأنه احتاج إلى مشاركين من العديد من دول العالم، كل يأتى مع مبدعيه من راقصين وعازفين ومطربين، قطعًا يحتاج إلى مرونة فى صناعة شراكات اقتصادية متعددة خارج الإطار التقليدى.

لا يوجد رجل أعمال يُشارك فى أى نشاط إلا إذا اقتنع بجدواه بالنسبة له.

تمكنت سهير عبدالقادر من صناعة اتفاقات متعددة خارج الصندوق، أسفرت فى النهاية عن عدم تحميل الدولة أعباء إضافية.

درس يستحق أن تراجعه العديد من المهرجانات المصرية التى تئن بالشكوى بسبب تراجع الميزانية، وفى نفس الوقت تعلنها صراحة على قد لحافك، سهير استطاعت أن تعثر من الداخل والخارج على اللحاف الأكبر أقصد التمويل الذى يُتيح لها تحقيق الأحلام.

وهو درس لو تعلمون عظيم، المهرجانات التى تعقد على أرض المحروسة بحاجة إلى استيعابه!! >