الخميس 4 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
سينما  30 يونيو

سينما 30 يونيو

بعد 5 سنوات من ثورة يوليو قدمت السينما المصرية الفيلم التاريخى «رد قلبي» الذى أصبح أيقونة هذه الفترة مسبوقًا بثنائية «الله معنا» و«بورسعيد» وتلاهما 6 أفلام من العيار الجميل وهى «أنا حرة وفى بيتنا رجل والأيدى الناعمة والباب المفتوح والقاهرة 30 وغروب وشروق»، والرائع أن هذه القائمة لم توثق فقط الحدث التاريخى للأجيال على مدار 59 عامًا الماضية؛ بل زينت هذه الأفلام التسعة قائمة أفضل 100 فيلم فى تاريخ السينما المصرية حسب استفتاء النقاد؛ واحتل فيلم «رد قلبى» مركزًا متقدمًا جدًا من بين المئة فيلم لتحقق بذلك هذه الأعمال العلامة الكاملة على المستوى التاريخى والقيمة الفنية العابرة للأجيال.



إذا تأملنا المشهد الآن بعد مرور 11 عاما على ثورة  30 يونيو 2013 نجد أن الدراما التليفزيونية قد انتصرت بالقاضية على السينما التى لم تقدم عملًا بقيمة قائمة 23 يوليو السينمائية؛  راجع: رائعة الاختيار بأجزائه الثلاثة لأمير كرارة وكريم عبدالعزيز وأخيرًا ياسر جلال بمشاركة عدد كبير من نجوم هذا الجيل وبعض الوجوه الواعدة ومسلسل «هجمة مرتدة» لأحمد عز و«القاهرة كابول» لطارق لطفى وفتحى عبدالوهاب وخالد الصاوى وأخيرًا مسلسل «الحشاشين» لكريم عبدالعزيز وكان هذا العمل هو الختام المسك لأعمال متكاملة العناصر الفنية وتحمل رسائل عظيمة للأجيال الجديدة وبلغة سينمائية متقدمة أحدثت نقلة فى تاريخ الدراما التليفزيونية.

لم يحفظ ماء وجه السينما سوى عملين حققا نجاحًا كبيرًا أولهما رائعة «الممر» لأحمد عز وإخراج شريف عرفة والذى يسطِّر إحدى بطولات الجيش المصرى خلال حرب الاستنزاف بعد نكسة 1967 بعملية جريئة ضد معسكر إسرائيلى فى قلب سيناء، والثانى هو فيلم «السرب» لأحمد السقا وإخراج أحمد نادر جلال، والعملان يستعرضان عظمة خير أجناد الأرض فى عهدين مختلفين، الأول قبل حرب أكتوبر المجيدة بتفاصيل بطولية مهدت للنصر العظيم والثانى يجسد استمرار الدور والمكانة للجيش المصرى وهذه المرة لمطاردة الإرهابيين، والفيلم يؤرخ لبطولة قواتنا الجوية والضربة التى وجهها نسور الجو على مواقع لتنظيم «داعش» الإرهابى فى ليبيا بدقة فائقة ونسفها بتوجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسى للثأر من قتلة شهداء مصر فى درنة داخل معسكرات ومناطق تمركز وتدريب ومخازن أسلحة وذخائر تنظيم الإرهابى بعد الحادث الخسيس.

والآن بعد مرور 11 عامًا من ثورة 30 يونيو المجيدة التى أنقذت مصر من أنياب الإرهاربيين فقد حان الوقت أن تقدم السينما أوراق اعتمادها فى الجمهورية الجديدة وتقدم أعمالًا تستكمل الملاحم الدرامية وقائمة الشرف السينمائية التى رسمت صورة بديعة لثورة يوليو للأجيال الجديدة لأن ثورة 30 يونيو كانت طوق النجاة للمبدعين وساهمت فى عودة الروح للفن بجميع أشكاله وكان قبل الثورة على حافة الموت بعد تجاوز علامة الخطر على أثر موجات إرهابية استباقية تحرم الفن الذى هو مرآة الشعوب وتجرم الفنانين، وهذا الدور الوطنى لن يتحقق إلا بإنتاج مجموعة من الأعمال الفنية الوطنية بقيمة أفلام مثل «رد قلبى» و«فى بيتنا رجل» و«غروب وشروق» تبرز حجم التضحيات التى قدمها رجال القوات المسلحة والشرطة قبل وبعد ثورة 30 يونيو وحتى الآن من أجل تراب هذا الوطن الغالى .