أول فيلم مصرى تسجيلى فى مهرجان «كان» السينمائى الدولى فى دورته77 .. بنات المنيا يحصدن جائزة «العين الذهبية» عن «رفعت عينى للسما»

فى أجواء احتفالية وفرحة كبيرة احتفى أهالى محافظة المنيا بحصول بنات المنيا وهن بطلات فيلم «رفعت عينى للسما» على جائزة العين الذهبية لأفضل فيلم تسجيلى فى مهرجان كان السينمائى الدولى فى دورته الحالية «77».. وفى قرية دير البرشا، التابعة لمركز ملوى جنوب محافظة المنيا، فكان الاحتفاء ببناتهن وبفريق «بانوراما برشا» الذى يحمل اسم القرية، له طابع خاص، حيث تحولت أغلب الصفحات الشخصية والعامة لأهالى ملوى ودير البرشا، لصور «بوستر» الفيلم، وصور بطلاته، والمصحوبة بعبارات الفخر والإشادة بهن وبتشريف اسم مصر والصعيد.

 

 أحداث الفيلم

وتدور أحداث الفيلم حول مجموعة من الفتيات اللاتى يقررن تأسيس فرقة مسرحية وعرض مسرحياتهن المستوحاة من الفلكلور الشعبى الصعيدى، بشوارع قريتهن الصغيرة لتسليط الضوء على القضايا التى تؤرقهن كالزواج المبكر والعنف الأسرى وتعليم الفتيات، بينما يمتلكن أحلاما تفوق حد السماء. وقد استضافت قرية البرشا فى محافظة المنيا فريق عمل الفيلم على مدار العديد من الأعوام.

 

ويعدّ «فيلم رفعت عينى للسما» أول فيلم تسجيلى مصرى يشارك فى مهرجان كان، وعُرض ضمن برنامج «أسبوع النقاد»، وحصل على جائزة «العين الذهبية» مناصفة مع فيلم «إرنست كول» وهو من إخراج الزوجين ندى رياض وأيمن الأمير، والذى سبق وأن عرض فيلمهم الروائى القصير (فخ) بمهرجان كان فى عام 2019، وحصل فيلمهم على تنويه خاص من مهرجان القاهرة السينمائى الدولى فى نفس العام. كما عرض فيلمهم التسجيلى فى ثانى تجاربهما السينمائية بعد فيلم «نهايات سعيدة» الذى عُرض عام 2016 بمهرجان أمستردام الدولى للأفلام التسجيلية، أحد أكبر وأهم مهرجانات الأفلام التسجيلية على مستوى العالم.

 

واستغرق تصوير الفيلم 4 سنوات بجانب عامين من التحضير، بقى خلالهما مخرجا العمل فى القرية مع أعضاء الفرقة وأقاربهن.

 

وحظى الفيلم بردود فعل نقدية إيجابية كبيرة، مع القضايا المتعدّدة التى تُطرح خلال الأحداث. مخرجا الفيلم استطاعا الحفاظ على تلقائية الأبطال أمام الكاميرا بصورة كبيرة؛ ما جعل المشاهد يشعر كأنه يعيش معهن فى رحلة حياتهن.

 

كما طرح الفيلم أفكارًا كثيرة، وسلّط الضوء على فتيات لديهن طموح لتقديم أعمال فنية فى بيئة تتّسم بالمحافظة التى تصل لدرجة التشدد أحيانًا، كما أن رسالة الفيلم ترتبط بقُدرة الفتيات على تغيير الواقع وتحدياته.

 

 

 بطلات فيلم رفعت عينى للسما

 

وقام بطولة فريق مسرح بانوراما برشا، ماجدة مسعود، وهايدى سامح، ومونيكا يوسف، ومارينا سمير، ومريم نصار، وليديا هارون، ويوستينا سمير مؤسسة الفريق، اللواتى تدربن على يدى الفنان هانى طاهر، أحد أصحاب ورش التمثيل.

 

الفيلم من إخراج ندى رياض وأيمن الأمير وبطولة فريق مسرح بانوراما برشا، ماجدة مسعود وهايدى سامح ومونيكا يوسف ومارينا سمير ومريم نصار وليديا هارون ويوستينا سمير مؤسسة الفريق وإنتاج شركة فلوكة فيلمز، وحاصل على منحة دعم من عدد من المهرجانات السينمائية العربية أبرزها البحر الأحمر والجونة ومراكش.

 

 العرض الأول

 

وحضر العرض الأول لفيلم «رفعت عينى للسما» فى المسابقة الرسمية لأسبوع النقاد بمهرجان كان المخرجين ندى رياض وأيمن الآمير، بصحبة فتيات فريق «بانوراما برشا» فى المنيا الذين قدموا عرض «مسرح شارع» لجمهور مهرجان كان قبل عرض الفيلم، وقد حاز الفيلم على احتفاء الجمهور بعد مشاهدته.

 

ولفت انتباه الحضور ظهور الفتيات بمظهر أنيق ومختلف، ويعتبر فيلم «رفعت عينى للسما» أول فيلم تسجيلى مصرى يشارك فى هذه المسابقة منذ تأسيسها بالإضافة أنه العمل التسجيلى الوحيد المشارك فى مسابقة أسبوع النقاد، ليكون واحدًا من ضمن سبعة أفلام فقط تنافس على الجائزة الكبرى لأفضل فيلم، وجائزة لجنة التحكيم، وجائزة أفضل ممثل أو ممثلة، وجائزة أفضل سيناريو، وجائزة التوزيع.

 

 عمل فنى إبداعى يتناول قضايا إنسانية هامة بطريقة مؤثرة

 

وعلقت د.نيفين الكيلانى، وزيرة الثقافة قائلة إن هذا الفوز إنجازًا هامًا للسينما المصرية ويعكس موهبة المخرجَين ندى رياض وأيمن الأمير، وقدرتهما على تقديم عمل فنى إبداعى يتناول قضايا إنسانية هامة بطريقة مؤثرة.

 

 تسليط الضوء على العديد من القضايا المهمة

 

وأعربت د.مايا مرسى رئيس المجلس القومى للمرأة عن سعادتها وفخرها بالنجاح الكبير الذى حققه الفيلم وحصوله على الجائزة ليكون بذلك أول فيلم مصرى يفوز بالجائزة منذ تأسيسها. وأشادت رئيسة المجلس القومى للمرأة بفكرة العمل التى يتناول قصة مجموعة من الفتيات يعملنا على إحياء الفلكور الشعبى الصعيدى فى قريتهم بمحافظة المنيا من خلال مسرح الشارع ودورهم فى تسليط الضوء على العديد من القضايا المهمة مثل الزواج المبكر والعنف الأسرى وتعليم الفتيات وغيرها من القضايا المهمة. 

 

 تعويض ربنا كبير

 

ومن جهتها كشفت يوستينا سمير إحدى بطلات فيلم «رفعت عينى للسما»، الصعوبات التى مرت بها هى وأسرة العمل، حين قدموا عرض شارع لأول مرة فى 2014.

 

وكتبت يوستينا فى منشور عبر حسابها بـ«فيس بوك»: 

 

«بانوراما برشا أول عرض لينا فى الشارع كان محكمة القرية 2014، فاكرة يومها كمية الإهانات اللى وصلتنا

 

وتابعت يوستينا معربةً عن سعادتها بعد الوصول إلى مهرجان كان السينمائى، وحصول فيلهمن «رفعت عينى للسما» على جائزة «العين الذهبية»، إذ كتبت: «2024 بانوراما برشا فى مهرجان كان.. تعويض ربنا كبير قوى لينا بجد.. فيلم رفعت عينى للسما

 

أيمن الأمير: البطل الأساسى فى نجاح الفيلم هو الثروة البشرية فى صعيد مصر

 

أما المخرج أيمن الأمير فقال حسينا بالفخر لما فزنا، وصورنا الفيلم فى 4 سنين وعشناهم مع بطلات الفيلم فى المنيا وفى قلب الصعيد، وكانوا بيحاولوا يقولوا حاجات تخصهم زى التعليم وحياتهم.. وكنا عايزين نحقق حلمهم والناس كلهم تعرفهم.

 

وأضاف إن البطل الأساسى فى نجاح القصة للفيلم هى الثروة البشرية الممكنة فى صعيد مصر والطاقات الموجودة والمشاعر الإنسانية اللى فى الفيلم لمست الناس مؤكدًا إن النقاد والصحافة الأجنبية أشادوا بالفيلم، وفكرة أننا ناخد جائزة فى مهرجان كان حاجةمهمة طبعا، والبنات كان نفسهم ياخدوا جائزة والناس تشوف رحلتهم وإن أحلامهم ممكن تتحقق بالعمل. وقال عملت فيلمًا تسجيليًا فى مهرجان كان لا يقل أهمية عن الروائى، ورفعت عينى للسما أول فيلم مصرى وثائقى ياخد جائزة فى كان، والمهرجان مهم وحلم عشان بيسلط الضوء على أعمال الناس وبيوصل رسالتهم.

 

 إشادات نقدية محلية وعربية وعالمية

 

وحاز الفيلم على استقبال حافل فى عرضه العالمى الأول بمسابقة أسبوع النقاد بمهرجان كان، بحضور المخرجين وفريق العمل وبطلات الفيلم من فريق بانوراما برشا، كما حصل على إشادات نقدية محلية وعربية وعالمية.

 

وعلق أحمد شوقى، رئيس الاتحاد الدولى للنقاد قائلا تابعت الفيلم فى مراحل تحضيره التى كان آخرها فى اختياره بملتقى «الجونة» فى النسخة الماضية، مع اقتراب اكتماله، وتوقعت أن يكون للعمل مكانة مهمة فى المهرجانات السينمائية خلال العام الحالى بوصفه من أهم الإنتاجات المصرية والعربية.

 

وقال إنه على الرغم من كون الجائزة التى حصل عليها الفيلم من الجوائز الفرعية التى تُمنح على هامش المهرجان فإنها اكتسبت أهمية كبيرة منذ بدايتها عام 2015، وغالبية الأفلام التى حصدتها نالت جوائز عدة عالميًا، ورُشحت للأوسكار بوصفها أفضل أفلام العام.

 

 لوحة سينمائية عميقة

 

وقال الناقد مالك خورى: إن الفيلم يستحق كل الاهتمام والتقدير.. وندى رياض وأيمن الأمير رسما لوحة سينمائية عميقة بتفاعلها مع بيئة مهمشة من الفنانات الطامحات، داخل بيئة ذكورية هى نفسها تعانى التهميش الطبقى والمناطقى.

 

وأشار خورى « رفعت عينى للسما »فيلم مصرى حتى الصميم، يفيض بالحب والتمرد والإرادة الحرة. كما علق الناقد أندرو محسن: «خبر فوز فيلم رفعت عينى للسما بجائزة أفضل فيلم وثائقى فى كان خبر جميل جدًا، مش لمجرد إنه فيلم مصرى، لكن لأنه فيلم حلو فعلًا، فيه مجهود وفيه صدق واضح من مخرجيه أيمن الأمير وندى رياض». وأضاف: «الأحلى بقى إن الجايزة اتسلمت من إيد المخرج الفرنسى الكبير نيكولا فليبير اللى حاصل على الدب الذهبى السنة اللى فاتت ضمن جوايز كتير فى مسيرته، وكان بينافس على جائزة أفضل وثائقى السنادى أفلام لمخرجين مهمين زى أوليفر ستون ورون هوارد وغيرهم.

 

 الناقد محمود عبد الشكور: أرجوكم ساندوا الموهوبين والموهوبات فى بلدنا

 

وعبر الناقد محمود عبد الشكور عن فرحته بفوز الفيلم؛ قائلًا: «ألف مبروك صناع فيلم رفعت عينى للسما الفوز بجائزة العين الذهبية لأفضل فيلم تسجيلى فى كل أقسام مهرجان «كان».

 

واستكمل: ألف مبروك ندى رياض وأيمن الأمير مخرجا الفيلم، وألف مبروك لبطلات الفيلم بنات قرية برشا الصعيدية فى المنيا اللاتى عشقن الفن ودافعن عنه..أرجوكم ساندوا الموهوبين والموهوبات فى بلدنا، وامنحوهم الدعم والمساعدة والحرية، وهتشوفوا روائع وجوائز مهمة من أكبر المهرجانات.