الأحد 16 يونيو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
الثقافة   المرفوضة

الثقافة المرفوضة

فى الرياضة هناك جوهر ثابت لا يمكن بأى حال من الأحوال أن يتغير، فالفوز فوز والهزيمة هزيمة، لذا تعد المباركة عند الفوز واجبة، والمواساة عند الهزيمة حتمية، تلك هى الرياضة التى من شأنها ترسيخ مبدأ الروح الرياضية التى تسمو فوق تفاهات التعصب والخلافات، والتى عن طريقها تجتاز الرياضة كل الطرق المعبدة بالعنصرية والحقد والكراهية من جراء المنافسة لتصل إلى بر الأمان.. هذا هو جوهر الرياضة وما يفترض فهمه منها، للانطلاق نحو آفاق جديدة سواء فى عالم الرياضة أو فى الحياة الخاصة أو العملية. 



السطور السابقة سببها ابتلاء الوسط الرياضى المصرى بالعديد من المواقف البعيدة كل البعد عن الروح الرياضية، وللأسف كان مصدرها البعض من المنتمين للوسط الرياضى فى مصر، فمثلاً عندما يرفض أمين صندوق النادى الأهلى مصافحة لاعبة من نادى الزمالك فى الكرة الطائرة وقت تسليم الميداليات، يعد تصرفًا غير لائق، حتى ولو كان بينك وبينها أو بين والدتها ما صنع الحداد، لأن مجرد وجودك على منصة التتويج يعد تكليفًا وليس تشريفًا، تصرف يثير الفتنة بين جماهير الناديين، وسلوك مرفوض من قبل أمين الصندوق، كان يجب منه قبل أن يقدم عليه أن يكون قدوة لجماهير ولاعبات فريق ناديه، سواء داخل الملعب أو بعد المباراة مباشرة، بالمناسبة أمين الصندوق المعنى سبق أن أطلق تصريحات فيها تقليل من قدر المنافس، مثل قوله: نادى الزمالك لا يحصل على أية بطولات فى وجود النادى الأهلى، وقوله عقب فوز ناديه على نادى بيراميدز وحصوله على كأس السوبر: كنت أتمنى على المستوى الشخصى مواجهة الزمالك فى السوبر المصرى، مشيرًا إلى أن الفوز على الزمالك له مذاق خاص عند جميع الأهلاوية، والأهلى كان قادرًا على تحقيق الفوز على الفريق الأبيض، تصريحات يجب على قائلها أن يراجع نفسه بشأنها، لأنها من المؤكد تصدر ثقافة عدم تقبل الهزيمة للجماهير المحبة والمؤيدة لناديه، وبالتالى تنذر بالخطر وتشعل الفتن والحقد بين الجماهير حال استمرارها، لذا أعتقد أن عدم وجود هذا المسئول فى مباريات ناديه واجبة، مادام سيادته لا يدرك الهدف الحقيقى من ممارسة الرياضة.

وهناك إعلامى لا أعرف على وجه الدقة كيف هبط على مجال الإعلام الرياضى، سخر برنامجه لنشر الفتنة بين جماهير الأندية المصرية، سبق لهذا الهابط على الوسط الرياضى، أن قررت إدارة القناة التى يعمل بها إيقافه عن العمل، حينما استدرج أحد اللاعبين للإدلاء بتصريحات أثارت غضب جماهير ناديه بشكل كبير وسببت الكثير من الحرج للاعب والجهاز الفنى والإدارى لفريقه بعد أن أكد له أنه ليس على الهواء مباشرة، وهو ما اعتبره البعض تدليسًا وخداعًا على اللاعب، وخروجا على ميثاق الشرف الإعلامى.

بالطبع هناك أمثلة أخرى، منها وجود إعلامى فى إحدى القنوات، لا هم له سوى نشر سمومه بين جماهير الأندية المصرية، مدعيًا أنه يتحدث فى فنون الكرة، التى كان أحد نجومها قبل أن يتم طرده من المنتخب لأسباب لا داعى لذكرها، هذا الشخص يهيل التراب على أى إنجاز، حتى ولو كان صاحبه فخر مصر والعرب محمد صلاح الذى يغار منه، لكونه أول لاعب مصرى يحترف فى إنجلترا، رغم أن أقدامه لم يحدث أن لامست يومًا نجيل أى ملعب إنجليزى فى مباراة رسمية، وعقب هجومه على صلاح لم يجد أمامه سوى عبدالله السعيد وشيكابالا لاعبى الزمالك للنيل منهما عبر برنامجه، مما أدى إلى انسحاب أحد المحللين من القناة لعدم حياديته وفرض رأيه عليه.. عمومًا أنا على يقين أن العيب لا يقع على هذا اللاعب السابق، الذى لا يمكن أن أصفه بأنه إعلامى، حيث لم يسبق له أن درس الإعلام، أو حتى مارسه من قبل، اللهم سوى اشتراكه فى برنامج للرقص فى لبنان، وخوض الصحافة والإعلام فى سيرته وما تتضمنه من مشاكل زواج وطلاق وغيرها (لا داعى أيضًا لذكرها)، لكن العيب يقع على عاتق المسئولين عن هذه القناة التى سمحت بظهوره عبر شاشتها، ظنًا منهم أنه يجذب المزيد من المشاهدين.

لاعب كرة سابق أيضًا امتهن الإعلام فى غفلة من الزمن، سبق له أن تم سبه، بل طرده من القناة التى كان يعمل بها، لا حديث له سوى التشكيك فى إنجازات النادى المنافس، مرة مدعيًا أن الحكام تساعده، ومرة أخرى متهمًا لاعبيه بما ليس فيهم، لاعبنا المعنى كان أستاذًا فى التطبيل لرئيس ناديه السابق، ثم عاد وانقلب عليه بعد تركه لمقعد الرئاسة، سبق أن قال إن صراحته الشديدة تثير الجدل بين جماهير أكبر ناديين فى مصر، ورغم صراحته وشجاعته، قال إنه لا يستطيع أن يرد على صاحب (لقمة عيشه)، لهذا كان يكتفى بهز رأسه كدليل على ما يقال له حتى ولو كان فيه إساءة لشخصه.

الأمثلة السابقة بعض من قليل لما تمر به الثقافة الرياضية المصرية، التى يجلس فوق مقاعد إدارتها البعض ممن لا يقدر المسئولية، ويساهم البعض ممن يشغل إعلامها الذى يدخل بيوتنا، فى نشر الفتن والحقد والكراهية بين من يستمتعون بالرياضة، ولهذا تحديدًا نعلن ونقول بعلو الصوت: نحن نرفض هذه الثقافة.