الأحد 16 يونيو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

خريطة دينية للارتقاء بحياة المواطن التربية على حب الغير أول مبادئ إعداد الأسرة اجتماعيا "2"

فى ضوء مبادرة الرئيس عبدالفتاح السيسى رئيس الجمهورية، للارتقاء بجودة حياة المواطن والأسرة بشكل عام من خلال ضبط معدلات النمو المتسارعة، والارتقاء بخصائص السكان، واتساقا مع واجبها الوطنى تجاه المجتمع، أصدر بالشراكة بين كل من المجلس القومى للسكان والأزهر الشريف والكنيسة المصرية دليلا دينيا لإلقاء الضوء على قضايا السكان فى المجتمع، وتصحيح المفاهيم، وبعد اتفاق كامل نصت عليه الأديان السماوية وأظهرت أن الإنسان نعمة وأن تنميته هى أهم رسالة ولا خلاف عليها.



يتضمن الجزء الثانى من الدليل الدينى للتوعية الأسرية الذى صدر بالشراكة بين كل من المجلس القومى للسكان والأزهر الشريف والكنيسة المصرية، العديد من قضايا الأسرة والسكان من منظور دينى.

ويعدد الدليل الدينى للتوعية الأسرية كيفية إعداد الأسرة من التربية الأخلاقية والاجتماعية.. وتتمثل التربية الاجتماعية فى عدة نقاط:

يقول العلماء: الإنسان مدنى بطبعه، أى: يحب المجتمع ويميل إليه؛ ولذا فقد وضع الشرع الشريف مبادئ وآدابا يتحلى بها الفرد مع غيره فى الأسرة وغيرها، ومن ذلك:

 تربية الأولاد على محبة الخير للغير:

يتربى الولد على ما يراه من أفعال أبوية، ومن ثم فيجب على الوالد أن يكون محبا لغيره، عطوفا بإخوانه فينشأ الولد على ذلك، فقد قال النبى: «لا يؤمن أحدكم حتى يحِب لأخيه ما يحبه لنفسه».

وجاء فى الكتاب المقدس أن: «من لا يحِب أخاه الذى أبصره، كيف يقدر أن يحب الله الذى لم يبصره».

فالإنسان إذا لم يحب الخير لغيره من أفراد المجتمع أمسى وقد امتلأ قلبه كراهية لمن حوله من الأقارب وغيرهم، ويكون ذلك باعثا على فساد القلوب وضعف الإيمان.

 تربية الأولاد على توقير الكبير

من الآداب التى يجب أن يتحلى بها الصغار تجاه الكبار احترامهم وتوقيرهم وإنزالهم منزلتهم، فكبار السن هم ضمان المجتمع من الهلاك، واحترامهم واجب دينى واجتماعى، وقد عبر النبى عن الإساءة إليهم بالخروج من أفعال الإيمان، فمن خصال الإيمان أن يحب لأخيه المسلم ما يحب لنفسه من الخير، فقد قال: «ليس منا من لم يوقر كبيرنا، ويرحم صغيرنا»، أى: ليس على طريقتنا ولا على آدابنا من لم يتحل بهاتين الخصلتين.

وأولى الناس بذلك الوالدان، فالأقربون أولى بالمعروف، وقد جاء فى الكتاب المقدس: «أكرم أباك وأُمك كما أوصاكَ الرب إلهك؛ لكى تطول أيامك» ويتمثل ذلك فى إفساح المجالس لهم، وتقديمهم على الصغار، وإطاعة أمرهم، ومساعدتهم فيما يحتاجون إليه.

 تربية الأولاد على صلة الأرحام:

تعد صلة الرحم من الاجتماعيات المهجورة فى هذا الزمان، وقد حث عليها الشرع الشريف قرآنا وسنة، فقد قال الله تعالى ناهيا عن قطعها: «يأيّها الناس اتقوا ربكم الذى خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذى تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا».. وقال مبينا عقوبتها:» فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا فى الأرض وتقطعوا أرحامكم أولئك الذين لعنهم الله فأصمهم وأعمى أبصارهم.

وقال النبى صلى الله عليه وسلم منبها على فضلها: «من سره أن يبسط له فى رزقه أو ينسأ له فى أثره فليصل رحمه».. فصلة الرحم دعوة اجتماعية أمر بها الله تعالى ودعا إليها رسوله، ولا يقطعها إلا من حرم الخير.

وفى الكتاب المقدس: «أيها الأولاد أطيعوا والديكم فى الرب لأن هذا حق».

تربية الأولاد على الإحسان إلى جيرانهم:

الإحسان إلى الجيران سلوك اجتماعى حضارى راق، ينبئ عن تنشئة سليمة، ونفسية مستقيمة، وخلق عال، وإيمان عظيم، فعدم إيذائه، وتحمل الأذى عنه، وصيانة عرضه، وقضاء حوائجه، والفرح له، والحزن على ما أصابه، أخلاق إسلامية واجبة، فقد قال صلى الله عليه وسلم: «ما زال جبريل يوصينيى بالجار حتى ظننت أنه سيورثه».. وقال: «لا يدخل الجنة من لا يأمن جاره بوائقه».

وجاء فى الكتاب المقدس: «لا تشته بيت قريبك.. لا تشته امرأة قريبك.. ولا عبده، ولا أمته، ولا ثوره، ولا حماره ولا شىء مما لقريبك، ولا يجحده ولا يسلبه شيئا، ولا يصنع به شرا، ولا يحمل عليه تعييرا، ولا يغتابه، ولا يبخسه أجرته، ولا يفكر عليه فى قلبه بالسوء».

 الإعداد الخلقى

أما الإعداد الخلقى فهو من أهم مسئوليات الأبوين تجاه أبنائهما، وهى وظيفة الأسرة المستقيمة، فقد أرشد النبى صلى الله عليه وسلم الأبوين إلى ضرورة غرس الأخلاق الحسنة فى الأولاد، فقال: «ما نحل والد ولده أفضل من أدب حسن».

فالقدوة الصالحة أفضل معلم للأولاد، كما أنه ليس عند الأبناء من الوعى الفكرى والنضج العقلى ما يدفعهم إلى الطريق الصحيح، والفكر السليم، والحياة المتزنة، ولكن الوالدين والأقارب هم الذين يزرعون فيهم مبادئ الحق وقيم الخير.

فيجب الملازمة والمرافقة والصحبة ونقل العادات ومحاسن الأخلاق، وحسن التأديب، وكل هذه التربية الدقيقة، حتى لا يؤدى تدليلهم إلى ضياعهم.

وكل ذلك يتمثل فى توجيهه الوجهة الدينية والخلقية التى يكون بها الإنسان النافع فى معتقده وسلوكه وأقواله وأفعاله.

ومن التعاليم المسيحية النابعة من الكتاب المقدس: «صن لسانك عن الشر، وشفتيك عن التكلم بالغش».