الأحد 16 يونيو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

رغم التهديدات تطويرات بميناء البحر الأحمر وناقلات النفط تواصل الإبحار

رغم التهديدات التى تشهدها منطقة البحر الأحمر بسبب هجمات الحوثيين، وقعت الهيئة العامة لموانئ البحر الأحمر المصرية ومجموعة موانئ أبوظبى عقدًا لتطوير محطات ركاب وسفن سياحية فى موانئ الغردقة وسفاجا وشرم الشيخ بشرق البلاد. العقد يتعلق بمنح «التزام بناء وتطوير وإدارة وتشغيل وتسويق وصيانة وإعادة تسليم محطات الركاب والسفن السياحية» بالموانئ الثلاثة المطلة على البحر الأحمر، كما أن التطوير سيساهم فى زيادة الدخل القومى وله عوائد مباشرة وغير مباشرة مثل توفير فرص العمل والعوائد على المصانع وعلى المقاصد السياحية للسائحين وأنشطة السائح المختلفة بها.



إلى جانب ذلك، سيساهم التطوير فى تسيير خط سياحى بين ميناء زايد وموانئ سفاجا والغردقة وشرم الشيخ، ولاحقا موانئ الخليج وميناء العقبة والموانئ الأوروبية والآسيوية.

وقد أظهر تحليل- أجرته رويترز لبيانات تتبع السفن- أن حركة ناقلات النفط والوقود فى البحر الأحمر كانت مستقرة فى ديسمبر، رغم أن العديد من سفن الحاويات غيّرت مساراتها بسبب هجمات جماعة الحوثى التى انطلقت من اليمن.

وأدت الهجمات إلى ارتفاع تكاليف الشحن وأقساط التأمين ارتفاعا حادا، لكن تأثيرها على تدفقات النفط جاء أقل من المخاوف مع استمرار شركات الشحن فى استخدام الممر الرئيسى بين الشرق والغرب. وهاجم الحوثيون، الذين قالوا إنهم يستهدفون السفن المتجهة إلى إسرائيل، شحنات البضائع غير النفطية إلى حد كبير.

ولم تحدث التكاليف الإضافية فرقا كبيرا بالنسبة لمعظم شركات الشحن حتى الآن لأن تكلفة استخدام البحر الأحمر لا تزال فى متناول الجميع مقارنة بإرسال البضائع حول إفريقيا. لكن الوضع يستحق المراقبة مع قيام بعض شركات النفط مثل «بى بى» وإكوينور بتحويل الشحنات إلى المسار الأطول. وقال خبراء إن زيادة تكاليف الشحن ستزيد على الأرجح صادرات الخام الأمريكى إلى بعض المشترين الأوروبيين.

وقالت ميشيل ويز بوكمان، محللة الشحن فى لويدز ليست: «لم نشهد حقا عرقلة حركة الناقلات التى كان يتوقعها الجميع». وكانت هناك 76 ناقلة محملة بالنفط والوقود- فى المتوسط- يوميا جنوب البحر الأحمر وخليج عدن فى ديسمبر/ كانون الأول، وهى المنطقة القريبة من اليمن والتى شهدت الهجمات. ويقل هذا العدد بمقدار سفينتين فقط عن متوسط نوفمبر/ تشرين الثانى وبواقع 3 سفن فقط عن المتوسط خلال أول 11 شهرا من عام 2023، وفقا لبيانات من خدمة «مارى تريس» لتتبع السفن.

ورصدت خدمة «كبلر» المنافسة لتتبع السفن عبور 236 سفينة يوميا- فى المتوسط- بمنطقة البحر الأحمر وخليج عدن بأكملها فى ديسمبر، وهو ما يزيد قليلا على المتوسط اليومى البالغ 230 سفينة فى نوفمبر.

وذكرت ويز بوكمان أن التكلفة الإضافية للإبحار عبر طريق رأس الرجاء الصالح حول إفريقيا- بدلا من المرور عبر البحر الأحمر- ستجعل رحلات توصيل النفط أقل ربحية.

وأضافت محللة الشحن فى لويدز ليست: «وبالتالى، ستحاول وستمضى قدما».

وتضاعفت أسعار التأجير تقريبا منذ بداية ديسمبر وفق بيانات من شركة «مارهلم» لتحليل بيانات السفن.

وتصل تكلفة شحن النفط على متن ناقلات «سويزماكس» قرابة 85 ألف دولار يوميا. ويمكن أن تحمل هذه الناقلات ما يصل إلى مليون برميل. وتبلغ تكلفة شحن النفط على متن سفن «أفراماكس»- التى يمكنها نقل 750 ألف برميل- 75 ألف دولار فى اليوم.

وقد انخفضت حركة الناقلات فى منطقة جنوب البحر الأحمر لفترة وجيزة بين 18 و22 ديسمبر- عندما كثفت جماعة الحوثى هجماتها على السفن- إلى متوسط 66 ناقلة، لكن الحركة استؤنفت بعد ذلك، وفقا لخدمة مارى تريس لتتبع السفن. وتراجعت حركة سفن الحاويات فى المنطقة بشكل أكثر حدة بنسبة 28% خلال ديسمبر مقارنة بنوفمبر مع انخفاضات حادة النصف الثانى من الشهر بسبب تصاعد الهجمات، بحسب مارى تريس.

تحمل المخاطر

وأوضح تحليل بيانات- لمجموعة بورصات لندن- أن العديد من شركات النفط الكبرى والمصافى وشركات خدمات الشحن واصلت استخدام طريق البحر الأحمر.

وقال كالفين فرويدج مؤسس شركة مارهلم لتحليل بيانات السفن: «تريد شركات الشحن وعملاؤها حقا تجنب تعطل الجدول الزمنى. لذا فهم ما زالوا يتحملون المخاطر».

وأشار إلى أن العديد من ناقلات النفط التى تعبر البحر الأحمر كانت تحمل الخام الروسى إلى الهند، والتى ليس للحوثيين مصلحة فى مهاجمتها.

ووفق بيانات تتبع السفن بمجموعة بورصات لندن، عبرت قناة السويس والبحر الأحمر نهاية ديسمبر السفينةُ «دلتا بوسيدون» التى تشغلها شركة «شيفرون» فى طريقها إلى سنغافورة.

وأظهرت البيانات أن السفينة «سانمار سارود»- التى تشغلها شركة التكرير الهندية  «ريلاينس»- عبرت البحر الأحمر أيضا أواخر ديسمبر لتسليم مكونات البنزين إلى الولايات المتحدة.

وقال متحدث باسم «شيفرون»: سنواصل بشكل فعال تقييم سلامة الطرق فى البحر الأحمر وجميع أنحاء الشرق الأوسط واتخاذ القرارات بناء على آخر التطورات.

وخلال الأسابيع القليلة الماضية، عبرت هذا الطريق ناقلات أخرى تستأجرها وحدة «كليرليك» التابعة لشركة «جانفور» التجارية وشركة التكرير الهندية «بهارت بتروليوم» وشركة «أرامكو تريدنغ» السعودية. وقد رفضت هذه الشركات التعليق أو لم ترد على طلبات التعليق.

ويمكن لاستخدام البحر الأحمر أن يختصر حوالى 3700 ميل بحرى لرحلة من سنغافورة إلى جبل طارق.

العودة للبحر الأحمر

وقد أوقفت بعض الشركات مثل «بى بى» و«إكوينور» جميع عمليات العبور عبر البحر الأحمر مؤقتا، وأعادت توجيه سفنها فى المنطقة.

وتشير بيانات شركة «فورتسكا» لتتبع السفن إلى أن 32 ناقلة على الأقل حولت مسارها أو سلكت طريق رأس الرجاء الصالح بدلا من قناة السويس منذ النصف الثانى من ديسمبر.

وأضافت «فورتسكا» أن الناقلات التى يتم تحويل مسارها فى الغالب تلك التى استأجرتها الشركات التى أعلنت تعليق الإبحار بالبحر الأحمر مؤقتا أو التى تديرها كيانات أميركية أو مرتبطة بإسرائيل.

وقال تجار زيت الوقود ومصادر تزويد السفن بالوقود فى آسيا إنهم ما زالوا يراقبون التطورات فى البحر الأحمر، على الرغم من أن شرق السويس لا يزال به إمدادات كافية الوقت الحالى، لذا فمن غير المرجح أن تؤدى عمليات تحويل المسار الحالية إلى زيادة الأسعار.

وتشير بيانات «كبلر» إلى أن الاضطرابات من الشرق إلى الغرب أثرت بشكل رئيسى على الواردات الأوروبية من الديزل ووقود الطائرات حتى الآن. وفى الوقت نفسه، أثرت عمليات التحويل من الغرب إلى الشرق على بعض شحنات زيت الوقود والبنزين الأوروبية إلى الشرق الأوسط وآسيا والمحيط الهادى وشرق إفريقيا.

وقال مات سميث، المحلل لدى «كبلر» لتتبع السفن، إن التوتر هناك دفع أيضا المزيد من مشترى النفط إلى التطلع للولايات المتحدة، ولعب دورا على الأرجح فى الزيادة القياسية لصادرات النفط الخام إلى أوروبا إلى 2.3 مليون برميل يوميا فى ديسمبر.

وأضاف: «حالة عدم اليقين المستمرة فى البحر الأحمر من المرجح أن تحفز بعض الشراء الأوروبى للخام الأمريكى».