الإثنين 24 يونيو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
كلمة و 1 / 2.. الحقيقة وراء أغنية  (يا رايحين للنبى الغالى)

كلمة و 1 / 2.. الحقيقة وراء أغنية (يا رايحين للنبى الغالى)

يمتلئ (النت) بعشرات من الحكايات (المضروبة)، والتى كثيرًا ما يتم تكذيبها، ورغم ذلك ومع كل مناسبة يتم الترويج لها  باعتبارها هى الحقيقة المطلقة، التى لا تحتمل أى تشكيك.



كيف تصنع الكذبة؟ من الممكن أن تضيف مقدارًا مقننًا من الخيال، لتصبح المعادلة المعقولة (كبشة) من الحقيقة مع (ملعقة) من الأكاذيب، لزوم تحلية (البضاعة)، إلا أننى لاحظت أن أغلب الحكايات المتداولة على (السوشيال ميديا) تغيب عنها تمامًا حتى (ملعقة) الحقيقة، لتصبح فقط (كبشتين) من الكذب.

‎لديكم مثلاً أغنية ليلى مراد (يارايحين للنبى الغالى) التى تسيطر هذه الأيام على المشهد، الحكاية الطريفة التى لم تحدث أبدًا، رغم أن الجميع يقر بأنها حقيقة، أن ليلى مراد طلبت من المسئول عن استوديو مصر منتج الفيلم، السماح لها بالسفر لأداء مناسك الحج، رفضت إدارة الاستوديو لارتباطها بمواعيد صارمة فى التصوير، ومن ثم العرض، ولهذا قررت ليلى أن تطلب من الشاعر أبوالسعود الإبيارى أن يكتب لها فى فيلم (بنت الأكابر) تلك الأغنية حتى يعوضها عن الذهاب للكعبة؟

والحكاية كما ترى طريفة جدًا، إلا أنها تخاصم المنطق، الفيلم قائم أساسًا على سفر زكى رستم الباشا الصارم الملتزم دينيًا، لأداء فريضة الحج، يؤدى دور جد ليلى مراد، حتى يصبح هناك مساحة من المرونة لكى تمارس حفيدته ليلى مراد حريتها، وتبدأ قصة الحب مع أنور وجدى، فى غياب الجد، وفى وجود خالها الطيب سليمان نجيب.

إلا أن الناس لا ترتاح إلا للقصة الكاذبة، لأنها تملك كل مقومات الحبكة الدرامية والجذب.

حتى كتابة هذه السطور ليس لدى يقين هل أدت بعدها ليلى مراد الحج فى الواقع أم لا؟، وإن كنت أميل أكثر إلى أنها لم تذهب للكعبة الشريفة، فلا يوجد فى الأرشيف ما يشير إلى ذلك، أما كاتب الأغنية أبوالسعود الإبيارى، فهو يقينًا لم يؤد فريضة الحج، حيث كان يخشى السفر بحرًا وجوًا وبرًا، ورغم ذلك كتب أغنية عن الحج تقطر صدقًا!

وقال لى ابنه الكاتب الكبير أحمد الإبيارى إنه عندما ذهب لأداء فريضة الحج،  واكتشفت الشركة المسئولة من جواز السفر أنه ابن شاعر (يا رايحين للنبى الغالى)، أصر صاحب الشركة على إعفائه من دفع أى تكاليف إكرامًا لوالده، وشعر أحمد أن هذه واحدة من تجليات ونفحات أبوالسعود الإبيارى كاتب (يا رايحين للنبى الغالى)، متى نتحرى الدقة ولا نكرر فى كل مناسبة نفس الكذبة؟ إجابتى هى أننا فى هذا الزمن تنتصر الأكاذيب!