الخميس 17 أكتوبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

السينما صانعة أسطورة «الچان»

السينما صانعة أسطورة «الچان»
السينما صانعة أسطورة «الچان»


«الرجالة فى مصر المحروسة» .. هل نحن فى زمن اللارجولة، وغاب الرجال وتسيد من سنصفهم باللارجال..
 
لماذا هذا الملف..؟
 
يبدو أن التغييرات الجوهرية التى طرأت على الشخصية المصرية خلال السنوات الماضية قد ألقت بظلالها - أيضا - على رجالة مصر.. الذين هم بالأساس عماد هذا الوطن، فنجد أن مقولة «الست بـ 100 راجل» قد تحققت كثيرا هذه الأيام مع انتشار ظواهر سلبية وصادمة فى المجتمع حتى أصبحت مصر بحاجة إلى «دكر» بحق وحقيقى.. فعلى الرغم من أن مصر مليانة «رجالة» زى الفل، إلا أن أنصاف الرجال يحلقون فى الأفق!
 
من الفارس الحقيقى أحمد مظهر.. إلى الفارس الجديد أحمد السقا.. سر اختلاف معايير الرجولة فى مصر من الماضى للآن:
 
يقول الكاتب والفيلسوف الفرنسى «ادجار موران» فى كتابه «نجوم السينما»: «كانت غاية آلة التصوير نسخ الواقع، ولكنها سرعان ما انصرفت إلى فبركة الأحلام، وبدت الشاشة وكأن واجبها تقديم مرآة للكائن البشرى، فما كان منها إلا أن زودت القرن العشرين بأنصاف آلهة، وهؤلاء هم نجوم الشاشة، فهم بشر ورموز فى آنٍ واحد، فالنجوم يشبهون فى بعض سماتهم أبطال الأساطير أو آلهة الأولمب، مستثيرة نوعا من العبادة، بل نوعا من الدين».
 
كل امرأة تريد أن تشعر أنها مميزة واستثنائية، وليس هناك طريقة أفضل لجعلها تشعر بذلك من أن تكون مصدر إلهام، فهى- بجانب أنها تسحر بأفكار الرجل- تحديدا الفنان والمبدع أى النجم- لكنها تسحر أكثر عندما تكون هى جزء من فن وإبداع الرجل النجم.. ذلك ما تشعر به كل امرأة حينما ترى شخصية سينمائية أو نجما سينمائيا على الشاشة، فهى تتخيل أنها معه - سواء الشخصية المقدمة أو النجم ذاته - يحتضنها، يقترب منها، يعانقها، يفعل ما هو أكثر، ربما ما هو أسوأ، الأهم أنها تشعر بكونها مصدر هذا كله، محور الارتكاز الذى يدور حوله الكون، بل أنها مصدر غيرة الأخريات!
 
نماذج نقدمها.. ما بين شخصيات ونجوم الجيل القديم وبين نظيرتها عند الجيل الحديث.. وفى النهاية السؤال موجه إلى النساء: ألا تشعرن بالفارق الشاسع بين الجيلين؟! .
 
∎ الناصر صلاح الدين/ أحمد مظهر
 
«أحمد مظهر» أحد النجوم «الرجال»، الذى وصل إلى تلك الدرجة من التماهى فى تقديمه لشخصية «الناصر»، لدرجة أنك إذا قرأت اسم «صلاح الدين» يأتى إلى ذهنك فورا صورة «أحمد مظهر» فى لباس الفارس العربى، مخاطبا «ريتشارد قلب الأسد»، أو وهو ينطلق لتحرير «أورشليم»!
 
لا يمكن الفصل بين الشخصية السينمائية «الناصر» والشخصية الحقيقية «مظهر»، وهو ما سنلاحظه فى معظم شخصيات ونجوم الجيل القديم، ربما عدم الفصل يرجع للطبيعة العسكرية التى تجمعهما، فأحمد مظهر قادم من سلاح الفرسان إلى السينما والناصر فارس حرر القدس وقادم من كتب التاريخ إلى الشاشة، أو ربما لأخلاق الفرسان والفروسية التى تجمعهما، أو ربما لأنه لا يمكن ألا تكون ملامح «أحمد مظهر» سوى مرتبطة بفارس كـ«صلاح الدين».. تعددت الأسباب و«مظهر» و«الناصر» واحد، فأصبحا «الناصر أحمد مظهر»!
 
∎ سى السيد.. يحيى شاهين
 
الشخصية السينمائية الأكثر إثارة للجدل، يخاف الكثير من النجوم الاقتراب منها وإعادة تقديمها- بعدما قدمها «يحيى شاهين»- بالنسبة لهم هو يصنف كـ«منطقة خطر»، فالعاقبة معروفة، حتى وإن تجرأ نجم عملاق فى حجم «محمود مرسى» على تقديمها فى مسلسل، لكن يظل الأصل غالب، وحتى وإن حاول البعض الآخر التبرك بأسلوب «المحلسة» المصرى العتيد، كـ«تامر حسنى» الذى قدم الشخصية فى إحدى أغانيه، لكن شتان بين «سى السيد» و«سى تامر»!
 
الرجل لا يعرف ما الذى تريده المرأة، بل إن المرأة نفسها- الكثيرات منهن- لا يعلمن ما الذى يردنه! .. هل يردن رجلا كـ«سى السيد» أم رجلا يصفنه بالـ«سبور»؟!.. أم يردن خليطا بينهما مع العلم أنه من الصعب الـ Mix بينهما! .. هما Dont Mix!
 
رغم شهرة الشخصية واستمرارها فى الحياة حتى يومنا هذا، إلا أن «يحيى شاهين» لم ينل هذا القدر من الشهرة والتقدير، بل إنك إذا سألت أحدا عمن قدم «سى السيد» على الشاشة، سيفكر كثيرا قبل أن يتذكر الاسم، لكن يكفى أن «سى السيد» باقٍ، رغم أنف «الحاقدات»!
 
∎ عتريس.. محمود مرسى
 
الفيلم صاحب أشهر جملة مخلدة فى السينما «جواز عتريس من فؤادة باطل»، بل تم استخدام نفس الجملة حين تم الحديث عن زواج جماعة الإخوان بمصر على اعتبار أنه زواج كاثوليكى، أبدى، لا ينتهى إلا بالموت!
 
إذا قمت بعمل Pause للقطات «عتريس» فى فيلم «شىء من الخوف»، عند تحولاته الصارخة، ستشعر بالفزع، فاللقطة المقربة توضح ضخامة حجمه وجبروته، ربما لهذا السبب تفتن به النساء- عدا «فؤادة»- ففى النهاية الأنثى تريد الرجل القوى، الذى تهابه، لا تريد رجلا «تركبه»، حتى وإن حاولت هذا، فتناقضات الأنثى بين ما تريده وبين ما تفعله ما أكثرها!
 
«محمود مرسى» من أكثر النجوم الذين وصلوا لمرحلة «الممثل المخضرم»، هو لا يقدم الشخصية باعتبارها شخصية أحادية التفكير والاتجاه، أى أنها تصنع الشر لأجل الشر، بل إنه يمنطق شره، بالنسبة للشخصية على الأقل.
 
∎ الرجل الثانى.. رشدى أباظة
 
المادة الخام للرجولة بالنسبة للفتيات، لهذا لا تستغرب أن تجد خطيبتك أو حتى زوجتك تطلق صيحات الـ«أوه» و«آه» و«أياى» وغيرها فى حضرته، ولا تندهش من أن تجد Poster محترم له- رغم مرور الزمن - على حائط غرفة ابنتك، أو على الأقل صورة «فى السكرتة» لصفحتها الشخصية على الـ Facebook!
 
تجلس المرأة لتشاهده على الشاشة، فتنعى حظها أنها لم تقابله أو حتى تعيش فى نفس الفترة الزمنية التى ينتمى إليها، لهذا ليس غريبا أن يحمل فيلما لـ«رشدى» اسم «الزوجة 31»، فأمثاله لا يمكن إلا أن يتزوجوا 31 وربما أكثر!
 
«عصمت» أو «الرجل الثانى» لا يختلف كثيرا عن ملامح «أباظة»، فهو الوسيم، «مدوب قلوب العذارى» بدليل صراع «سمرة» و«لمياء» عليه، بل هو الأكثر دهاء وذكاء، فهو يصدر نفسه باعتباره الرجل الأول فى العصابة، بينما هو مجرد الذراع اليمنى لا أكثر، وفوق هذا كله فهو «مدوخ» الشرطة وراءه بل ومصدر إعجاب سرا!.. هل تحتاج المرأة أكثر من هذا؟!.
 
∎ حسين.. عمر الشريف 
 
يشبه «حسين» الكثير من الرجال، فهو «بتاع شغل»، جاد، الغريب أن «سميحة.. سعاد حسنى» فى «إشاعة حب» لم تنجذب إليه، لأنه فقط «غير مهندم»! .. ثم تنجذب إلى «لوسى»! ..
 
أشبه بانجذاب «هيفاء وهبى» لـ«حاتم رشيد» مثلا!
 
حال «سميحة» أشبه بحال أغنية «تفرق كتير» لـ«نجاة الصغير» فى المقطع: «ماقدرش أقولك عايزة إيه؟.. ويرضينى إيه؟.. الحب مايجيش بالكلام.. ولا بالسكوت.. وإزاى وليه»؟!
يحتاج «حسين» إلى عصا سحرية كـ«عبد القادر.. يوسف وهبى» وإلى «إشاعة» كـ«هند رستم»، والمدهش أن يقدم هذا كله أحد خالبى لب الفتيات فى السينما المصرية «عمر الشريف»، وهى نظرة عبقرية من الفذ «فطين عبد الوهاب» أن يخرج عكس الصورة الذهنية عن «عمر الشريف» بكونه الفتى الوسيم والمدلل، بل يقنعك بذلك أيضا!
 
∎ إبراهيم.. عبد الحليم حافظ
 
مثل «حليم» الكثير من الأفلام السينمائية، و«إبراهيم» فى «معبودة الجماهير» هو تكرار لنماذج سينمائية أخرى كررها، فهو الفتى الذى يحلم بفتاة ما، وعادة ضيق ذات اليد تحول بينه وبينها، حتى يكتب له القدر أن تكون هذه الفتاة فتاته.
 
لا تتذكر الشخصية التى قدمها، فعادة تتذكر اسم الفيلم الذى قدمت فيه الشخصية، ولا داعى للكثير من الكلام عن سبب انجذاب الفتيات إليه، فنحن نتحدث عن «حليم» يا سادة!
 
∎ عمر.. تامر حسنى
 
قدم ثلاثيته بالتعاون مع «السبكى»، تعتبر شخصية «عمر» هى المحاكاة الساخرة غير الواقعية لما عليه الرجل فى السنوات الأخيرة، هى صورة الرجل فى عقل المرأة اليوم كما يتصور «تامر» ومعه السيناريست «أحمد عبد الفتاح».
 
«عمر» يجب أن تتبعه «سلمى»، لا يعانى من أى مشكلاتٍ مادية، ربما يعانى من كثرة الفراغ والأموال و«شعر الصدر» أيضا! .. كثرة «الراحة» تجعله ينظر إلى أى فتاة على أنها «يا برنسيسة يا برنسيسة»! .. مرحلته فى الجامعة لا تختلف عن إنجابه لفتاتين، فهو لا ينضج أبدا، فقط يتصور «تامر» أن «الكلام القبيح» واستعراض العضلات و«الشعر» هما الطريق إلى قلب المرأة، وفى المقابل يطلب هو الكثير منها!
 
يتشابه نوعا مع شخصية «حازم.. هانى سلامة» فى فيلم «السلم والثعبان»، وإن كانت قدمت بشكل أكثر رقيا، مع قليل من الرقص، والقليل من «الشعر» أيضا!
أما «تامرحسنى»..................................................... بس خلاص!. 
 
∎ تيمور.. أحمد السقا
 
هى الشخصية الأكثر تعلقا فى ذهنى- فى رأيى- عن «تيتو» مثلا، ربما لأنه أكثر كوميدية، ربما لوجود عنصر نسائى فعال كـ«منى زكى»، أو ربما لأنه يلمس- ولو بصورة ما- حال الرجل اليوم حينما تكون المرأة أعلى منه شأنا ومكانة، خاصة لو كانت هذه المرأة حبيبته!
 
قدم الإشكالية هذه قبله العبقرى «فطين عبد الوهاب» فى «مراتى مدير عام»، لكن «تيمور وشفيقة» هى النسخة المعدلة أو الحداثية.
 
التيمة الدائمة التى تستهوى «السقا» فى تقديمها، فالأهم أن يكون ضابط شرطة، بعدما لم يستطع تحقيق هذا على أرض الواقع، فوجد السينما ملاذا له، لكن رقة الفيلم، وتغلب «منى زكى» عليه، جعل هذا كله الشخصية أقرب لقلوبنا، ولقلوب الفتيات خاصة، وباستثناء محاولة «تيمور» إنقاذ «شفيقة»، لكانت الشخصية أكثر اكتمالا، لكن ربما لأن الفتيات تنتظر «تنطيط السقا» فكانت نهاية الفيلم!
 
يختلف حال زميليه «أبو على.. كريم عبد العزيز» و«أدهم.. ملاكى إسكندرية.. أحمد عز»، فالأول «أبو على» هو فى النهاية «واحد من الناس»، ربما لأن «بلال فضل» استطاع نوعا تقديم الشخصية الهامشية، طبعا مع بعض الكلاشيه المحبب كـ«الأم المريضة.. الأب المتوفى.. إلخ»، لكنه يتفوق بوسامته و«لماضته'' على جذب النساء، وأما الثانى «أدهم» فانجذاب النساء يعود إلى تصنيعه على يد امرأة أخرى «ساندرا نشأت»، بالتالى المرأة هى الوحيدة التى تفهم عقلية المرأة وتعلم ما الذى يجذبها.  
 
∎ إتش دبور.. أحمد مكى
 
شهرة الشخصية التليفزيونية فى «تامر وشوقية» نقلها إلى السينما على استحياء فى فيلم «مرجان أحمد مرجان»، ربما فكر «عادل إمام» استغلالها فى فيلمه، ليقول قولته الخالدة: «أنا اللى مطلعه»!
 
«إتش دبور» يمثل نوعًا خاصًا من الرجال الذين «يكبرون الجى ويروقون الدى»، ولهذا السبب نفسه قد ننظر إليه نحن الرجال على أنه «عيل خنفس»، لكن تنظر إليه النساء على أنه «واو»!
 
بشعره الذى يذكرك بالقنفذ، وبـ«سلاطاته وبابا غنوجه»، لا تفهم سر هذا الانجذاب، لكن- كما قلنا- من يستطيع فهم المرأة؟!
 
قدمه «مكى» ليخلق منه شخصيات أخرى مختلفة كـ«حزلقوم»، ثم أصابته آفة نجوم الكوميديا، وهو التكرار ولا شىء آخر، وهو ما يختلف كلية عن «أحمد حلمى»، الذى يحاول أن يقدم شخصياتٍ مختلفة فى قوالب تناسب حاجة وجودها فى الفيلم نفسه، لهذا السبب أفلامه تعيش أكثر، فالشخصية تموت والفيلم يبقى، على عكس «مكى».
 
وإن كان جنوح «حلمى» للنمط الغربى، يبعدنا عن شخصية الرجل الشرقى فى النهاية، وكذلك جنوح «مكى» لتتفيه شخصياته نوعا، يبعدنا بالمثل، لكن تبقى الابتسامة هى العامل المشترك الذى يجمع بينهما.
 
لا بد أننا نتذكر شخصيات قدمها نجوم جيل الوسط كـ«محمود ياسين» و«نور الشريف» وغيرهما، لكن المساحة لا تسعف، كما أن تطور الشخصيات والنجوم من الأقدم فالأحدث، وإن نظرت فقط إلى الأقدم والأحدث، فالفارق واضح، لا حاجة للشرح.. مع الأسف الشديد!