الجمعة 17 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
أنا وقلمى .. شـهداء صاحبة الجلالة فى غزة

أنا وقلمى .. شـهداء صاحبة الجلالة فى غزة

تفاعل المصريون بشدة مع مأساة الصحفى وائل الدحدوح، وهو أحد النماذج التى أعطت العالم أجمع مثالًا على الصبر والقوة والإصرار على مواصلة جهاده ضد العدو الإسرائيلى، منذ أن بدأت أعمال القصف الوحشى على قطاع غزة فى السابع من أكتوبر الماضى، حيث فقد الآلاف من الفلسطينيين الكثير من أفراد أسرهم وذويهم، ومنهم من فقد أطفاله وأفراد عائلته بالكامل، ورغم ذلك مُصرون على مواصلة صمودهم أمام عدوان العدو، وخرجت منهم حكايات لنماذج عظيمة ومشرفة، أبهرت العالم أجمع بقوتهم وإيمانهم بالله عز وجل وقضائه، ويعتبر الصحفى وائل الدحدوح - مراسل قناة الجزيرة - أحد هذه النماذج التى أعطت العالم أجمع مثالًا على الصبر والقوة والإصرار على مواصلة جهاده ضد العدو الإسرائيلى، حتى بعد أن فقد عائلته بالكامل؛ حيث إنه كان يُغطى الأحداث الخطيرة والجرائم البشعة التى يرتكبها العدو الصهيونى ضد شعب غزة ليراها العالم أجمع، ليُفاجأ باستهداف قصف إسرائيلى لمنزله فى مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، ووجد أن زوجته وابنه وابنته هم ضحايا هذا الاستهداف الوحشى، هذا الموقف الصعب دفعنى لكتابة هذا المقال عن شهداء صاحبة الجلالة «الصحافة»، منهم الذين فقدوا عائلاتهم فى لحظة وأصبحوا مجرد خبر فى قنواتهم الفضائية، ومنهم الذى استُشهد ودفع حياته ثمنًا لنقل الحقيقة، والذين وصل عددهم فى الثلاثة أسابيع الأولى من الحرب الوحشية الإسرائيلية إلى «22» صحفيًا فلسطينيًا، حيث استشهدت «دعاء شرف» الصحفية فى إذاعة الأقصى فى 26 أكتوبر مع ابنها فى غارة جوية إسرائيلية على منزلها فى اليرموك فى مدينة غزة، كما استُشهدت سلمى مخيمر 31 عامًا، وهى صحفية مستقلة كانت تُقيم فى العاصمة الأردنية «عمّان» توجهت إلى غزة فى زيارة مفاجئة لعائلتها هناك لتكون زيارتها الأخيرة، وتستشهد فى 25 أكتوبر مع طفلها الرضيع ووالدها ووالدتها فى غارة جوية إسرائيلية على مدينة رفح جنوبى قطاع غزة، كما استُشهد محمد عماد لبد الصحفى فى موقع الرسالة الإخبارى، فى 23 أكتوبر خلال غارة جوية إسرائيلية فى حى الشيخ رضوان فى مدينة غزة، ناهيك عن استشهاد المخرج «رشدى سراج» مؤسس شركة عين ميديا الإعلامية فى 23 أكتوبر فى غارة جوية إسرائيلية على مدينة غزة، تاركًا خلفه زوجته وابنته التى لم تُكمل عامها الأول بعد.



كما استُشهد محمد على الصحفى فى راديو الشباب فى 20 أكتوبر فى غارة جوية إسرائيلية على شمال قطاع غزة، بينما استُشهد خليل أبوعاذرة مصور قناة الأقصى مع شقيقه فى 19 أكتوبر فى غارة جوية إسرائيلية على رفح جنوبى غزة، كم تم استشهاد المخرج سميح النادى مدير قناة الأقصى فى 18 أكتوبر بعد غارة جوية إسرائيلية همجية على القطاع، أما الصحفى محمد بعلوشة المدير الإدارى والمالى لقناة فلسطين اليوم فاستُشهد مع عائلته يوم 17 أكتوبر فى غارة على حى الصفاوى شمالى غزة، وهناك أيضًا عصام بهار الصحفى فى قناة الأقصى الذى استُشهد هو وزوجته فى غارة على شمال القطاع، وعبدالهادى حبيب الصحفى بوكالة الأونروا مع عدد من أفراد أسرته، ويوسف دواس الكاتب فى صحيفة وقائع فلسطين والذى ترك من المقالات ما يكفى ليحكى قصة الشاب الطموح الذى عاش تحت الحصار والعدوان المتكرر على غزة إلى أن سلب هذا العدوان طموحه وحياته، والصحفية سلام ميمة رئيسة لجنة الصحفيات فى التجمع الإعلامى، التى انتُشلت من تحت الأنقاض بعد ثلاثة أيام هى وزوجها وأطفالها الثلاثة، بعد تعرض منزلها فى مخيم «جباليا» لغارة إسرائيلية، ناهيك عن الصحفيين حسام مبارك وأحمد شهاب ومحمد فايز أبو مطر وسعيد الطويل ومحمد صبح وهشام النواجحة وأسعد شملخ وممد الصالحى ومحمد جرغون وإبراهيم لافى.

 وسط كل هذه المجازر التى قام بها العدو الصهيونى ضد الصحفيين والمدنيين الفلسطينيين داخل قطاع غزة، هناك صحفيون وإعلاميون يسعون لتوثيق تلك الجرائم، لتسليط الضوء على معاناة الصحفيين الفلسطينيين، وحجم الضغوط التى لا يمكن أن يتحملها بشر، ولكن كُتِب عليهم أن يتحملوها لأنهم فقط فلسطينيون.. هؤلاء هم شهداء صاحبة الجلالة.