الإثنين 20 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

الكاتب الصحفى الكبير وصاحب أحد أهم أفلام السينما المصرية: رءوف توفيق رحيل رجل مهم

قبل أيام، فقد الوسط الصحفى والفنى إحدى قاماته الكبرى بوفاة الكاتب الكبير رءوف توفيق.



ويعد الأستاذ رءوف توفيق أحد أبرز أسماء الجيل الثانى من نقاد السينما المصرية الذى ساهم فى نهضة السينما المصرية منذ الستينيات وحتى نهاية العقد الثانى من الألفية الحالية، ترأس مجلة «صباح الخير» منذ منتصف التسعينيات وحقق طفرة لافتة خلال رئاسته لتحريرها.

 

توفيق هو أحد أهم المؤلفين المصريين، حيث ولد عام 1939، وتولى رئاسة تحرير مجلة «صباح الخير»، كما عُيِّن رئيسًا لمهرجان الإسكندرية السينمائى، ويعتبر فيلم «زوجة رجل مهم»، بطولة أحمد زكى، أهم مؤلفاته، إلى جانب «مستر كاراتيه».

أصدر عدة مؤلفات منها «سينما الحب» و«السينما عندما تقول لا»، كرمته الجمعية المصرية لكتَّاب ونقاد السينما التى كان عضوًا بمجلس إدارتها لسنوات تقترب من الربع قرن، وأصدرت عنه كتابًا من تأليف الناقد السينمائى سمير شحاتة، كما أقامت حفلًا لتكريمه بالمجلس الأعلى للثقافة حضره مع زوجته الكاتبة الكبيرة منى ثابت وأسرته وتلاميذه.

فيما قررت الجمعية المصرية لكتاب ونقاد السينما، برئاسة الناقد السينمائى الأمير أباظة، إطلاق اسم الناقد الكبير الراحل رءوف توفيق على احتفالات الجمعية بالعيد الخمسين لإنشائها الذى تستعد الجمعية للاحتفال به بعد انتهاء فترة الحداد على ضحايا العدوان الإسرائيلى على غزة.

وفى وداع أحد أسطوات الصحافة والنقد الفني، والعلامات المميزة فى تاريخ النقد الفنى أقامت أسرة الكاتب الصحفى والسيناريست الراحل رءوف توفيق عزاءً وتأبينًا فى كنيسة مارمرقس كليوباترا، والذى شهد حضورًا حاشدًا لكتاب صحفيين وإعلاميين وأصدقاء وأقارب الكاتب الراحل، وكانت زوجته الكاتبة الصحفية منى ثابت فى استقبال المعزين.

فى حفل التأبين، تحدث كل من الكاتب الصحفى نبيل عمر، والكاتب الصحفى والشاعر محمد بغدادى، والأمير أباظة رئيس مهرجان الإسكندرية السينمائى، والكاتب الصحفى سمير شحاتة.

حيث قال الكاتب الصحفى نبيل عمر فى وداعه: «لقد علمنى رءوف توفيق كيف أفهم ما أشاهده، وأن أبحث عن الجمال فى أى عمل فنى قبل أن أبحث عن ملامح القبح.. ذلك أنه ينتمى لمدرسة البحث عن الجمال فى العمل قبل أن ننتقده، ولذلك كانت كل كتاباته جميلة، وهو شخص نادر ومهذب وحكيم، ومن البشر الذين تحبهم للوهلة الأولى وكنت قد شرفت بمقابلته فى بيته حين قررتُ أن أُجرى حوارًا معه لنشره فى «الأهرام»، وحين قابلته قابلنى بنفس الروح الطيبة، وتملكتنى الحيرة كيف أجرى حوارًا اشتباكيًا مع هذا الشخص الذى يفيض بالنبل والشفافية والنقاء والجمال الروحى، ولكن لأن لديه حسًا عاليًا كناقد استثنائى، فإذا به يعرج فى الحوار إلى مناطق حرجة وشائكة، وكأنه يريد الإجابة عن أسئلة خبيثة واشتباكية أحرجت من طرحها»

فيما قال الأمير أباظة رئيس مهرجان الإسكندرية: «إن رءوف توفيق حين تولى رئاسة مهرجان الإسكندرية السينمائى فى 1979 و1998 استطاع أن يحقق له نقلة مختلفة لينافس مهرجانات أخرى حول العالم، ثم عاد لرئاسته فى عامى 2004 و2005 لتتجدد طاقة المهرجان ويحقق له انطلاقة جديدة».

من جانبها، قالت الدكتورة ماجدة فهمى أستاذة الصحة النفسية بجامعة قناة السويس، صديقة لعائلة رءوف توفيق على مدى أربعين عامًا فى كلمتها: «امتدت علاقتى بأسرته لأكثر من ثلاثين عامًا، وهو لم يكن مجرد زوج لصديقتى الغالية منى ثابت وإنما كان زوجًا وصديقًا وسندًا، وهذه الأسرة يجمعها الحب والأخلاق والمبادئ، وعايشت مراحل كثيرة مع هذه الأسرة الحبيبة، وكانت المرحلة الأصعب هى فترة مرضه الطويلة التى واجهوها جميعًا بشجاعة وصبر، وكانت زوجته وبناته خير سند له طوال تلك المحنة».

وعن الأثر الذى تركه رءوف توفيق قال الكاتب الصحفى والشاعر محمد بغدادى: «هذا ليس تأبينًا وإنما احتفاء برجل نبيل وراهب فى مهنته، وكانت مقالاته النقدية كاشفة لنا عن العوالم السينمائية، وكان من أوائل النقاد الذين ذهبوا إلى مهرجان «كان»، ففتح نافذة للناس على المهرجان والموجات السينمائية الحديثة، وكان كتابه المهم «السينما حينما تقول لا» قد أحدث ضجة فى الوسط السينمائى».

وتابع البغدادى: «كان منحازًا للحق والعدل والخير والجمال والإنسان والفقراء، وحين التقيته أول مرة فى مجلة «صباح الخير» اندهشت؛ لأننى وجدت فيه نفس الصورة المتخيلة التى رسمتها له فى خيالى من خلال قراءاتى لكل ما كان يكتبه.. ونهايةً، فإن رءوف توفيق ملاك عاد إلى الجنة».

كانت انطلاقة رءوف توفيق الأدبية عبر تأليفه عدة كتب نالت احترام الجميع، وكان أولها (السينما عندما تقول لا) عام 1974 و(سينما الحب)، كما بدأ أيضًا بكتابة أول سيناريو فيلم له وهو (زوجة رجل مهم) عام 1988 الذى فاز بجائزة أحسن سيناريو، ومن أشهر سيناريوهاته (مستر كاراتيه). و(مشوار عمر).. وقد كرمته الجمعية المصرية لكتاب ونقاد السينما، التى كان عضوًا بمجلس إدارتها لسنوات تقترب من ربع قرن، وأصدرت عنه كتابًا من تأليف الناقد السينمائى سمير شحاتة، كما أقامت حفلًا لتكريمه بالمجلس الأعلى للثقافة.