الأحد 19 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

عبدالعزيز والقاضى والبرعى وراندا مصطفى حاورهم رئيس التحرير: المحور المجتمعى ماذا يناقش وإلى أين انتهى؟

عكفت الدولة المصرية خلال السنوات القليلة الماضية على التصدى للمشكلات الاجتماعية التى عانى منها المصريون على مدار عقود، ليأتى الحوار الوطنى فى محوره المجتمعى داعمًا لجهود الدولة وراصدًا للمشكلات من أبعاد جديدة فى محاولة لإيجاد الحلول، بفضل مشاركة واسعة من الخبراء والمختصين.. وقد ناقش برنامج «كلام فى السياسة» المحور المجتمعى بحضور عدد من القائمين عليه، لاستعراض أبرز لجان المحور وأبرز القضايا التى يتصدى لها.



قال الكاتب الصحفى والإعلامى أحمد الطاهرى،  إن مناقشة تفاصيل الحِوار الوطنى ليست منفصلة عن مجموعة من الرسائل لكلمة الرئيس عبدالفتاح السيسى فى احتفالية عيد العمال؛ وبخاصة عندما تطرَّق إلى التحديات الدولية والإقليمية الراهنة.

وأكد أن أبرز هذه الرسائل كانت التأكيد على أن وحدة المصريين هى سلاحهم فى مواجهات أقوَى التحديات والتغلب عليها، هذه الرسالة متكرّرة من الرئيس السيسى على مدار السنوات الماضية، لكن بتغلب مصر على تحديات كثيرة تجد أن الاتحاد هو كلمة السّر فى هزيمة هذه التحديات.

وناقشت الحلقة قضايا المِحور الاجتماعى فى الحِوار الوطنى، والذى يهتم بخمس قضايا أساسية: التعليم، والصحة، والقضية السكانية، قضايا الأسرة، قضية الثقافة والهوية الوطنية.

ورحّب «الطاهرى» بضيوف الحلقة، المهندس خالد عبدالعزيز مقرّر لجنة المِحور المجتمعى بالحِوار الوطنى، والكاتب الصحفى زكى القاضى المقرّر المساعد للجنة الشباب بالحِوار الوطنى، والدكتورة راندا مصطفى مقرّرة لجنة الصحة بالحِوار الوطنى ووكيل لجنة التعليم والبحث العلمى بمجلس الشيوخ، ونجاد البرعى المحامى بالنقض وعضو مجلس أمناء الحِوار الوطنى.

 المِحور الاجتماعى بالحِوار الوطنى يتضمن 6 قضايا رئيسية

قال المهندس خالد عبدالعزيز، مقرّر لجنة المِحور المجتمعى بالحِوار الوطنى، إن الحِوار الوطنى ليس جهة تنفيذية مثل الحكومة أو جهة تشريعية مثل البرلمان؛ وإنما هو مجموعة تتحاور وتنتج توصيات قابلة للتنفيذ أو المناقشة وتحال لمجلس النواب إن كانت بحاجة لتعديل تشريعى.

وأضاف «عبدالعزيز»: إننا بحاجة للعمل بهدوء وأن تخرج التوصيات الخاصة بالحِوار الوطنى بشكل منطقى، حتى يرَى مَن يستقبلها إمكانية تنفيذها بشكل فعلى.

وأوضح مقرّر لجنة المِحور المجتمعى بالحِوار الوطنى، أن المِحور الاجتماعى يتضمن 6 قضايا، هى: التعليم والصحة والثقافة والهوية الوطنية وزيادة السكان والأسرة والتماسك المجتمعى والشباب.

وذكر مقرّر لجنة المِحور المجتمعى بالحِوار الوطنى، أنه يتمنى أن يصبح الحِوار الوطنى حالة دائمة وليست مؤقتة.. مشيرًا إلى ضرورة أن يصبح المُناخ الدائم فى مصر هو الحِوار الوطنى.. مشددًا على ضرورة تطبيق الممارسة السياسية الديموقراطية الحقيقية داخل الأحزاب السياسية.

وأشار إلى أنه يجب العمل على بناء كوادر حزبية سياسية؛ حيث إن ذلك الأمْر سيكون له تأثيرٌ قوىٌ داخل الحزب وخارجه، وضرورة تحديد وقت زمنى لتنفيذ التوصيات التى تصدر عن الحِوار الوطنى؛ لمجابهة التحديات التى تواجه الوطن.

وعن أهمية لجنة العفو الرئاسى، ذكر أن لها أهمية فى الشارع المصرى لما تقدمه من بُعد إنسانى واجتماعى.. مشيرًا إلى ضرورة تحويلها إلى مؤسّسة للعفو وليس لجنة لأهميتها الكبرَى فى الشارع المصرى.. موضحًا أن الأحزاب تشهد بعض المَشاكل بسبب عدم وجود صف ثانٍ من الكوادر، وكذلك سيطرة مراكز السُّلطة داخل الأحزاب.

ونوّه «عبدالعزيز» إلى أن هناك عدة أبعاد ثقافية واقتصادية واجتماعية يتم العمل عليها فى جلسات الحِوار الوطنى، وهناك ثقافة متوارثة وبعض العادات والتقاليد.. لافتًا إلى أن الحِوار الوطنى بحاجة لتداخل باقى اللجان مع لجنة الزيادة السكانية ويدلو كل منهم بدلوه وفقًا لتخصُّصه فى الأمْر.

ولفت إلى أن الزيادة السكانية يجب معالجتها بشكل مقنع من خلال الحِوار والدراما والثقافة، وأن يعرف المواطن مدَى التأثير السلبى الذى تسببه تلك الزيادة على الجهود المقدمة فى مختلف المَحاور.

وتحدّث مقرّر لجنة المِحور المجتمعى بالحِوار الوطنى عن أهمية تحديد المجتمعات التى تتميز بمعدلات الزيادة السكانية بشكل أعلى، لافتًا إلى أن التوزيع الجغرافى للزيادة السكانية يؤثر على مستوَى الخدمات مثل الصحة والتعليم، بالإضافة إلى أن الحديث فى أى قضية يجب أن تسبقه دراسة وافية، فالحديث عن التعليم يوجب علينا أن نعرف الميزانية المخصَّصة للتعليم والمطلوب تحقيقه، والإمكانيات المتاحة فى إطار قدرات الدولة؛ حيث  إنه من الممكن أن نجد محافظة تحتاج إلى مدارس تعليم أساسى ولكن لا تتاح أراضٍ داخل عمران المحافظة، وبالتالى يكمن الحل وقتها فى إنشاء مدارس على حدود المحافظة، وهو ما يتعارض مع الثقافة الخاصة بسكان المحافظة، وبالتالى نضطر لدراسة المشكلة بشكل مَحلى وطرح الحلول المناسبة.

دورنا فى الحِوار الوطنى هو تعزيز المسارات التى بدأتها الدولة فى تحسين القضايا المطروحة

فيما قال الكاتب الصحفى زكى القاضى المقرّر المساعد للجنة الشباب بالحِوار الوطنى: إن المصريين على قلب رَجُل واحد، وإنه لا بُدّ من استمرار هذه الحالة فى جلسات ومناقشات الحِوار الوطنى، وأن يحرص الحاضرون على الوصول لحلول تخدم الوطن والمواطن المصرى.

وأضاف: إن الحِوار الوطنى وصلته آلاف المقترحات، تمّت تصفيتها إلى 113 قضية، لدينا فى لجنة الشباب 7 قضايا رئيسية.

وأوضح أن هذه القضايا تتناول ريادة الأعمال، والتمكين السياسى للشباب، والاتحادات الطلابية؛ حيث إنهم قيادات المستقبل، وأيضًا مراكز الشباب والأندية الرياضية وكيفية تحويلها إلى بيئة سوية صحية، والمصريين فى الخارج وكتلة الشباب بينهم.

ولفت إلى أنه يجب أن ندرك خلال الحِوار الوطنى، أن دورنا هو تعزيز المَسارات التى قد بدأتها الدولة بالفعل فى تحسين هذه القضايا الوطنية المُلحة، وهل تَمكنا بالفعل من توصيل الجهود المبذولة فى هذه القضايا للشباب، وما تم فيها على أرض الواقع.

وأكد أن لجنة الشباب متداخلة مع كل اللجان، ولا بُدّ أثناء مناقشة القضايا أن يكون الهدف الأساسى هو أن نستمع إلى بعضنا البعض، وأن نضع تصوُّرات مسبقة غير قابلة للتغيير عن حلول القضايا، فالحِوار ليس طقسًا شكليًا؛ بل هو حالة حقيقية تخرج بتوصيات للحكومة ومجلس النواب.

 وذكر المقرّر المساعد للجنة الشباب بالحِوار الوطنى، إن المسارات التى فتحتها الدولة لتطوير مهارات الشباب فى كل المجالات، وضعتنا أمام مسئولية إضافة رُؤَى مستقبلية لتطوير هذه المسارات.. لافتًا إلى أن نسبة 90% من قضايا المِحور المجتمعى قطعت الدولة فيها شوطا كبيرًا، وعلينا أن نكمل ما بدأت فيه الدولة.

وأشار إلى أن مصطلح الهوية الوطنية شهد تعزيزًا كبيرًا على يد الرئيس عبدالفتاح السيسى، وزاد اعتداد المصرى بدولته واهتمامه بها، وأصبح هو السياق العام الحاكم للحوار الوطنى؛ ليس حوارًا نخبويًا؛ بل أصبح حوارًا يهتم بأمور الناس جميعًا.

ونوّه «القاضى» أن هناك خبراء من المقرّر حضورهم جلسات الحِوار الوطنى لم يحددوا بَعد، ومن المنتظر أن يكون بينهم أعضاء حاليون أو سابقون فى الاتحادات الطلابية وأن النقاش مع هؤلاء الخبراء سنخرج منه بتوصيات متعددة، ونتمنى أن تكون كل توصيات الحِوار الوطنى صادرة من الشباب.

 وتحدّث عن أن وجود نماذج ناجحة أو نماذج لم تكتمل تجاربها هو أمرٌ صحىٌ، فكل نموذج سيكون كلامه مفيدًا فى أى قضية من القضايا؛ إمّا يضيف للشباب وإمّا يحذرهم.

وأن الشباب المشاركين هم مَن سيحددون رؤيتهم لكل القضايا التى تخصهم، نحن ندير المَشهد فقط ولا نتدخل فى المقترحات والحلول، وستخرج التوصيات من هذه الرُّؤَى، ولا يوجد إطارٌ يحدد المقترحات والحلول؛ بل نريد أن نستمع لكل الناس ونحقق رؤيتهم.

 الحوكمة فى إدارة المنظومة الصحية

وقالت الدكتورة راندا مصطفى مقرّرة لجنة الصحة بالحِوار الوطنى: إن اللجنة مهتمة بملف التأمين الصحى، وقضية أبنائنا الأطباء والتمريض.

وأضافت: إن أحد أهم المَحاور الخاصة بالأطباء، هو خروج الطلاب لدراسة الطب فى السودان وأوكرانيا.

ولفتت إلى أن أحد أهم أسباب هذه الظاهرة، هو ارتفاع تكاليف دراسة الطب فى الجامعات الخاصة فى مصر عن مثيلاتها فى أوكرانيا والسودان، وهذا ما ينتج عنه تغرُّب الأبناء وهدر العُملة الصعبة، والتدخل لحمايتهم إذا اندلعت الحرب كما حدث.

وأوضحت أن مصر بها مستشفيات كثيرة وعلى مستوَى عالٍ من الكفاءة، لكننا نحتاج للحوكمة فى إدارة المنظومة الصحية، فكل مستشفى يتبع هيئة مختلفة، ما قد يوحى بوجود نقص فى الأجهزة والاستعدادات، ولكن فى الحقيقة مستشفياتنا ليست فقيرة.

وذكرت مقرّرة لجنة الصحة بالحِوار الوطنى، أن التحديات الناتجة عن الأزمات الاقتصادية العالمية أثرت فى اقتصاديات العالم.. مشددة على أن الحِوار الوطنى هو فرصة لتعزيز مقدرات الدولة المصرية، كما أنه فرصة للاستماع للأطراف المَعنية كافة بالاقتصاد والصناعة وكذلك الصحة.

وتحدّثت عن العمل على استيعاب جميع الآراء والمقترحات خلال المناقشات، وإرساء مبدأ التشاركية والديمقراطية التى تنتهجها إدارة الحِوار الوطنى منذ بداية عملها؛ سعيًا للخروج بنتائج جادة وإيجابية لصالح فئات المجتمع كافة، ورؤية واضحة لمواجهة التحديات.

وأشارت مقرّر لجنة الصحة بالحِوار الوطنى إلى إنه لا يفصلنا عن العبور إلى الجمهورية الجديدة سوَى بوابة الحِوار الوطنى، الذى يُعد مَحطة مهمة فى تاريخ مصر، باعتباره إحدى أدوات القيادة السياسية فى توحيد الجبهة الداخلية خلف الدولة المصرية، الأمْرُ الذى يمكنها من عبور أزمتها بكل قوة وثبات، كذلك خَلق حالة من قبول الاختلاف والعمل على الاستفادة منه بما يحقق مصلحة الوطن.

وأكدت على ضرورة أن تحقق مخرجات الحِوار الوطنى الصالح العام وأن تكون واقعية وقابلة للتنفيذ؛ خصوصًا أن الحِوار يأتى فى توقيت شديد الحساسية فى ظل أحداث وأزمات عالمية وإقليمية تؤثر على مصر بشكل مباشر وغير مباشر، وهو ما يزيد من حجم الآمال المعقودة على الحِوار وقدرته على الخروج بمصر من تلك الأزمات بمزيد من النجاحات التى تناسب تطلعات الشعب المصرى.

وثمّنت الجهدَ الكبيرَ الذى بذلته إدارة الحِوار الوطنى على مدار الشهور الماضية، من أجْل توسيع دائرة المشاركة فى الحِوار الوطنى، ودراسة مئات الأفكار والرُّؤَى التى قدّمت إليها من أجْل صياغتها فى 3 مَحاور رئيسية يضم كل منها عددًا من القضايا التى سيتم طرحها على مائدة الحِوار خلال الأيام القليلة المقبلة.. مشددة على أن الحِوار الوطنى مَكسبٌ سياسىٌ كبيرٌ يجب إدراكه حتى نتمكن من الوصول إلى الأهداف المنشودة منه.

 التآلف بين مجلس أمناء الحِوار الوطنى صورة مصغرة للتآلف بين أطياف المصريين

وقال نجاد البرعى المحامى بالنقض وعضو مجلس أمناء الحِوار الوطنى، إنه من المؤمنين بفكرة الحِوار، وحين بدأ مجلس أمناء الحِوار الوطنى كان هناك توجس بين الأعضاء الـ 18، وبعد 27 جلسة تحوَّل التوجس إلى ألفة وثقة بين الجميع.

وأضاف «البرعى»: إن التآلف بين مجلس الأمناء هو صورة مصغرة للتآلف بين جميع أطياف المصريين، وأن المنسق العام للحوار ضياء رشوان قال إن الحِوار الوطنى بدأ هنا.

وتابع: إن توسيع الحِوار ليشمل كل القضايا سيمنح المجتمع زخمًا من الأفكار التى يمكن أن تغير الكثيرَ من الأوضاع، حتى لو لم يتم تطبيقها كلها، وقتها سيشعر الشعبُ أنه شريك فى كل القضايا.. واقترح وجود مِحور دينى فى الحِوار الوطنى.

ولفت إلى أنه عاصر فترة قديمة فى الثقافة، حين كانت أنشطة الرسم والمسرح والفنون الشعبية متاحة للجميع، وإصدارات مكتبة الشعب، وعروض فرق مسرحية كبيرة فى القرَى، كل هذا يُعزّز الهوية الوطنية.. وتمنّى إعادة شعار «الثقافة للجميع»، وعودة المسرح التجريبى ومسرح العرائس، وتكون المسارح والسينمات مفتوحة لكل الناس.

وذكر عضو مجلس أمناء الحِوار الوطنى، إن قصور الثقافة أو مواقع الإنترنت كلها مَصادر للثقافة، لكن العامل المشترك بينها والذى لا بُدّ أن يكون موجودًا هو «الحرية».

وتحدّث عن أنه لا يؤمن بما يسمى الغزو الثقافى، فمعنى الغزو الثقافى أن تكون متلقيًا فقط، وهذا غير صحيح.

وأشار إلى أن ما يحدث الآن ليس غزوًا؛ بل توجيه عبر اللجان الإلكترونية، ومواجهته تكون بتبادُل الأفكار، ووجود حرية أكثر فى الاطلاع على كل الأفكار وتقديم الطرح الخاص؛ خصوصًا بعد سن 16 عامًا، وهى سن الانفتاح على العالم، ولا بُدّ أن نؤثر فى العالم كما يؤثر فينا.

ونوَّه إلى أن الحِوار الوطنى لن يمتد إلى ما لا نهاية، فسوف يتوقف ويتغير شكله ويتوسع، ويمكن اعتباره «حوارًا تجريبيًا» سيخرج بَعده عشرات الحِوارات، وهناك فى الحِوار جلسات استماع لأصحاب المصلحة فى كل قضية، فالمطلوب أن يذهب أصحاب المصلحة من المواطنين وهم مستعدون بالمقترحات والحلول.

وأوضح إنه كان هناك تحكم إدارى شديد فى أنشطة الشباب داخل الجامعة، سواء من الإدارة أو من أجهزة أمنية داخل الجامعة وأن هذا إرث متراكم منذ عام 1968، ولا بُدّ من إزاحة هذا الإرث، ولا بُدّ من تشجيع الشباب على الانخراط فى مجموعات عمل تمارس السياسة ولا تمارس الحزبية.. مؤكدًا على أن هناك ضرورة لتبادُل الآراء والنقاشات داخل الجامعة، وخوض انتخابات ووجود تجمعات وأسر تخدم المجتمع، لكنى ضد دخول الأحزاب للجامعة، ولا أفضّل أن ينضم الطلاب إلى أحزاب أو جماعات لكنى مع تثقيفهم سياسيًا فى الجامعة.

وعن مسألة الغزو الثقافى، عَلق «البرعى» بأن مواجهة الفكر تكون بالفن، وأن قناة «الوثائقية» واجهت تزييف التاريخ بفيلم عن كليوباترا، وأن زمن منع عرض الفيلم انتهى، فالعالم أجمع سيشاهده، لكن يجب أن تدافع عن تاريخك أمام العالم، فلن يدافع عنه غيرك.