الأحد 16 يونيو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

200 إصابة و500 معتقل حصيلة اعتداء الاحتلال على الأقصى اشتباكات دامية بالأقصى

هجوم وحشى تعرّض له الأقصى شنته قوات الاحتلال على المُصلين الفلسطينيين فى المسجد القبلى فجر الأربعاء الماضى؛ حيث تم إبعاد المُصلين الفلسطينيين بالقوة من الحرم المقدس لإفساح المجال أمام اقتحام المستوطنين اليهود بمناسبة عيد الفصح اليهودى فى الموقع الإسلامى المقدس.



بدأت الاشتباكات فى القدس الشرقية المحتلة بعد أن تحصّن عددٌ من المُصلين الفلسطينيين فى المسجد بعد صلاة التراويح وقام أفراد الشرطة الإسرائيلية بضرب الفلسطينيين بالعصى.

 

وقال الهلال الأحمر الفلسطينى- فى وقت لاحق- إن القوات الإسرائيلية منعت مسعفيه من الوصول إلى المسجد. وقال نائب مدير عام الأوقاف الإسلامية فى القدس المحتلة، ناجح بكيرات، إن هناك «أكثر من 200 مصاب جراء اعتداءات الاحتلال فى المسجد الأقصى، وقالت هيئة شئون الأسرَى والمحررين أن عدد المعتقلين وصل إلى 500 معتقل. 

وكان نشطاء فلسطينيون قد دعوا المسلمين إلى التحصُّن فى المسجد وحمايته بعد ورود تقارير تفيد بأن المُصَلين اليهود يريدون ذبح قرابين من الماعز فى الحرم بمناسبة عيد الفصح الذى يبدأ الأربعاء.

ودعت حماس الفلسطينيين فى الضفة الغربية إلى «التوجه جماعيًا للمسجد الأقصى للدفاع عنه».

ونقلت وكالة رويترز عن شاهد عيان يدعَى فهمى عباس، وهو أحد المُصَلين فى المسجد قوله إن الشرطة أطلقت «فى ساحة الجزء الشرقى من المجمع الغاز المسيل للدموع والقنابل الصوتية، إن المشهد لا أستطيع وصفه».

وأضاف: «اقتحمت الشرطة داخل المسجد وبدأت فى ضرب الجميع، واحتجزوا الناس ووضعوا الشباب على الأرض واستمروا فى ضربهم».

أمّا الشرطة الإسرائيلية فقالت: «بعد العديد من المحاولات المستمرة لإزاحة أفراد من المسجد باستخدام الحوار، اضطرت الشرطة إلى دخول المجمع لإخراج الأفراد».

وأضاف بيان الشرطة: «تعرّض أفراد الشرطة طوال فترة وجودهم فى المجمع؛ لإلقاء الحجارة وتفجير العديد من المفرقعات النارية داخل المسجد على يد العديد من المخالفين للقانون ومثيرى الشغب». وأفادت الشرطة بإصابة اثنين من أفرادها.

وقال وزير الأمن القومى المتشدد إيتمار بن غفير فى بيان «أدت الشرطة عملاً جيدًا».

وكان الآلاف من المُصَلين الفلسطينيين قد قضوا ليل الثلاثاء فى مجمع المسجد، وسط مخاوف من اشتباكات محتملة مع زوار يهود للموقع، الذى يقدسونه والذى يقولون إنه جبل الهيكل، موقع المَعبدَيْن القديمَيْن لليهودية.

وبموجب ترتيب «الوضع الراهن» الطويل الأمَد الذى يحكم المنطقة، الذى تقول إسرائيل إنها تحافظ عليه، يمكن لغير المسلمين زيارة المنطقة ولكن يُسمَح فقط للمسلمين بالصلاة فى مجمع المسجد.

ولكن الزوار اليهود بدأوا فى أداء الصلاة بصورة متزايدة بشكل علنى فى الموقع فى تحدٍّ للقواعد.

وقد تَصاعَد التوتر فى بداية هذا العام بين الجانبين وأودى الصراع بحياة أكثر من 90 فلسطينيًا و15 إسرائيليًا.

وشهد مجمع الحرم الشريف فى البلدة القديمة فى القدس الشرقية المحتلة، اشتباكات وأحداث عنف بين الفلسطينيين والإسرائيليين، لا سيما خلال شهر رمضان، الذى يجتذب عشرات الآلاف من المُصَلين إلى الأقصَى.

وتأتى أحداث العنف الجديدة فى منتصف شهر رمضان تقريبًا فى الوقت الذى يستعد فيه اليهود للاحتفال بعيد الفصح اعتبارًا من مساء الأربعاء الماضى. ولا تزال إسرائيل تعانى منذ أسابيع من التوتر الداخلى بشأن خطط رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو المتنازع عليها بشدة لكبح سُلطات المحكمة العليا، وزادت الاشتباكات الجَوّ السياسى المحموم بالفعل حدة.

وخلال العام الماضى نفّذت القوات الإسرائيلية آلاف الاعتقالات فى الضفة الغربية وقتلت أكثر من 250 فلسطينيًا، بينما قُتل أكثر من 40 إسرائيليًا وثلاثة أوكرانيين فى هجمات فلسطينية.

 ردود الفعل

أعربت الولايات المتحدة عن «قلقها البالغ» إزاء العنف الذى اندلع داخل المسجد الأقصى.

وقال المتحدث باسم البيت الأبيض لشئون الأمن القومى چون كيربى إن الولايات المتحدة حثت جميع الأطراف على تجنب المزيد من التصعيد.

أمّا المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش فقال إن الأخير «أصيب بالصدمة والفزع» من الصور التى رآها لقوات أمن إسرائيلية وهى تضرب الناس فى المسجد.

من جانبها، أدانت الجامعة العربية الأربعاء ما وصفته باقتحام القوات الإسرائيلية للمسجد الأقصى ومهاجمة المُصَلين والمعتكفين بداخله والقبض على نحو 400 فلسطينى.

وقد عقد المندوبون الدائمون للجامعة اجتماعًا طارئًا الأربعاء بدعوة من الأردن وبالتنسيق بين الجانبَيْن المصرى والفلسطينى.

وأصدر المندوبون بيانًا حمَّل إسرائيل مسئولية ما ينتج عن تلك «الجرائم والإجراءات التى تقوّض حرية العبادة» فى المقدسات الإسلامية والمسيحية فى القدس- بحسب بيان الجامعة.

كما دعا البيان إلى التنسيق بين الجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامى لحماية القدس.

وسبق أن أصدر الأمين العام للجامعة أحمد أبو الغيط بيانًا قال فيه إن هذه التصرفات التى وصفها بغير المسئولة فى الأماكن المقدسة تمس مشاعر ملايين المسلمين حول العالم؛ خصوصًا فى شهر رمضان.

كما أدانت مصرُ اقتحامَ قوات الأمن الإسرائيلية المسجد الأقصى، وطالبت وزارة الخارجية المصرية إسرائيل فى بيان بالوقف الفورى لتلك الاعتداءات التى تروع المُصَلين، كما وصفت مصرُ هذه المَشاهد بالبغيضة والمستنكرة.

وأدانت السُّلطة الفلسطينية ما حدث ووصفت اعتداءات إسرائيل على المُصَلين بأنها «جريمة».

وقال نبيل أبو ردينة المتحدث باسم الرئيس الفلسطينى محمود عباس: «نحذر الاحتلال من تجاوز الخطوط الحمراء فى الأماكن المقدسة، الأمر الذى سيؤدى إلى انفجار كبير».

ووصفت هيئة الوقف- وهى المنظمة الأردنية التى تدير المجمع- تصرفات الشرطة بأنها «اعتداء صارخ على هوية ووظيفة المسجد كمكان عبادة للمسلمين وحدهم»- بحسب تعبيرها.

وعقد مجلس الأمن الدولى جلسة طارئة مغلقة الخميس لبحث الانتهاكات الإسرائيلية فى المسجد الأقصى بالبلدة القديمة بالقدس.. جاء الطلب المشترك من فلسطين والأردن بدعم من الإمارات العربية المتحدة والصين.

وقال المندوب الدائم لدولة فلسطين لدى الأمم المتحدة رياض منصور، إنه يأمل أن يتحمل مجلس الأمن مسئولياته اتجاه ما حدث.

وأضاف «إنه بناءً على طلب فلسطينى- أردنى، تقدمت الإمارات بطلب عقد جلسة مغلقة لمجلس الأمن؛ لإدانة ما حدث، وضمان عدم تكراره، واحترام القانون الدولى، والقانون الدولى الإنسانى، والوضع القانونى والتاريخى فى المسجد الأقصى، ودور المملكة الأردنية الهاشمية فى هذا الشأن». 

وأكد أن المسجد الأقصى خَط أحمر، وتشكل مساحته الكلية 144 دونمًا حقًا مطلقًا وخالصًا وصافيًا ووحيدًا للمسلمين فى ممارسة شعائرهم الدينية، ولا يحق لأى طرف آخر مشاركتنا فى المسجد الأقصى، وهو مفتوح للزوار، فيما أن العبادة خالصة للمسلمين فقط. 

وأوضح منصور «إن العدوان الآثم من الاحتلال ومستوطنيه يهدف إلى فرض التقسيم الزمانى والمكانى على الأقصى، وهو ما لن يتم بفضل جهود أهلنا فى القدس»، مؤكدًا وجوب مساندتهم ودعمهم، وعلى المجتمع الدولى ومجلس الأمن تحمُّل مسئولياتهم.

وتابع قائلاً: «تقدّمنا أيضًا بطلب لقاء مع رئيس مجلس الأمن «الاتحاد الروسى»، وننتظر الموعد لذلك».

وأشار إلى أن بعثة فلسطين بعثت برسائل إلى مجلس الأمن، والأمين العام، ورئيس الجمعية العامة، فى هذا الشأن، وعلى الجميع أن يتحمل مسئولياته.. مؤكدًا مواصلة التحرك مع أعضاء مجلس الأمن.